خمسون عامًا على اغتيال الأديب الفلسطيني غسان كنفاني

يصادف اليوم الجمعة الثامن من يوليو الذكرى الخمسين على اغتيال الأديب والروائي الفلسطيني غسان كنفاني وابنة شقيقته لميس في بيروت عن عمر ناهز حينها 36 عامًا.
وكان كنفاني يقيم في حي الحازمية في مدينة بيروت، وتوجّه صباح ذلك اليوم إلى مكتبه في مجلة الهدف، وطلبت منه لميس، التي كانت تقوم بزيارة لبيروت، أن ترافقه في رحلته، حيث دخل إلى السيارة وقام بتشغيلها، وكانت المفاجأة أن هز انفجار هائل بيروت ومزق جسد كنفاني ولميس إلى أشلاء، ودفن كنفاني في مقبرة الشهداء ببيروت.
وأسس غسان مجلة الهدف عام 1969، وكان قد عُرِضَ عليه تولي مسؤولية مجلة فلسطين الثورة الناطقة باسم م. ت. ف لكنه اعتذر بسبب انشغاله بتأسيس الهدف الناطقة باسم الجبهة الشعبية.
حياته ومولده
ولد الأديب والروائي والكاتب الفلسطيني غسان كنفاني عام 1936، بمدينة عكا، واضطر على إثر التهجير القسري للرحيل إلى لبنان عام 1948، ومن ثم انتقل مع عائلته للعيش في العاصمة السورية دمشق.
وعمل غسان كنفاني مدرسًا في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في دمشق، وانتقل بعد ذلك للعمل في مجال الصحافة ببيروت عام 1960.
وأصيب كنفاني بمرض السكري، وهو المرض الذي جعله يرتبط بأخته التي أصيبت بنفس المرض، وبابنتها لميس التي ولدت في كانون الثاني عام 1955، وكانت هي شغوفة بخالها وبهداياه السنوية التي كانت عبارة عن أعمال أدبية.
فلسطين في أدب كنفاني
بدأ كنفاني في حياته الأدبية عام 1965، وحصد جائزة أصدقاء الكتاب في لبنان عام 1966، عن روايته (ما تبقى لكم)، وحصل بعد ذلك على جائزة منظمة الصحافيين العالمية، ولحقها جائزة اللوتس عام 1975.
ويعتبر كنفاني أول من كتب عن الشعراء الفلسطينيين، وصدرت كتاباته في كتاب بعنوان “شعر الأرض المحتلة”، وكتب أيضًا عن الأدب الصهيوني، إلى جانب البحوث الأدبية المرتبطة بشكل كبير بالقضية الفلسطينية.
ولقب كنفاني بصاحب الأدب المقاوم، وأصدر حتى تاريخ استشهاده 18 كتابًا، وكتب مئات المقالات في الثقافة والسياسة ونضال الشعب الفلسطيني.
وكرس غسان كنفاني كتاباته لنقل معاناة الشعب الفلسطيني في أراضي 48 والشتات، واستطاع في عمر أدبي قصير نسبيًا كتابة 18 عملًا بين قصة قصيرة ورواية وعمل مسرحي وبحث.
وتُرجمت أعمال الروائي والأديب كنفاني إلى 17 لغة، وانتشرت على نطاق 20 دولة.
ومن أشهر روايات الأديب كنفاني رواية عائد إلى حيفا 1970، التي أورد فيها ما سرده الفلسطينيين أثناء رحلتهم نحو عكا، واستذكر كنفاني رحلته نحو بلد اللجوء في رواية أرض البرتقال الحزين عام 1963.
فيما استغل كنفاني فترة بقائه في المستشفى بسبب مرض النقرس والسكري وكتب رواية موت سرير 12، عام 1963، وعن تأثره بالصحراء التي مر بها في رحلته من الكويت نحو دمشق كتب روايته التي لاقت انتشارًا واسعًا، وتم تحويلها لفيلم سينمائي وهي رواية رجال تحت الشمس.
وغيرها روايات كثيرة كرواية “أم سعد”، ورواية “عن الرجال والبنادق”، و”القميص المسروق”، إلى جانب رواية “العاشق”، و”ما تبقى لكم”، ورواية ”عالم ليس لنا”.
ومن الأعمال المسرحية لكنفاني، مسرحية “الباب”، “القبعة”، “النبي”، و”جسر إلى الأبد”.
كنفاني شهيدًا
بقلمه وكتاباته النضالية أصبح غسان كنفاني هدفًا ل”إسرائيل”، إذ استشهد في 8/7/1972، بانفجار سيارة قام عملاء إسرائيليين بتفخيخها في العاصمة اللبنانية بيروت، وكانت معه في حينه ابنة أخته.
وفي أعقاب اغتياله تمّت إعادة نشر جميع مؤلفاته بالعربية، في طبعات عديدة، وجمعت رواياته وقصصه القصيرة ومسرحياته ومقالاته ونشرت في أربعة مجلدات.