بشرى سارّة لمن يتلقى راتبه بـ الدولار


  • الجمعة 28 يناير ,2022
بشرى سارّة لمن يتلقى راتبه بـ الدولار

ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الشيكل الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة ليصل لأعلى سعر منذ ما يقارب 3 أشهر بعد أن مرّ بسلسلة انخفاضات أودت به إلى حاجز 3.07 شيكل لكل دولار واحد.

وسجّل سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الشيكل الإسرائيلي صباح اليوم 3.20 شيكل بعد أن مرّ بسلسلة ارتفاعات خلال الأيام القليلة الماضية.

أسباب الارتفاع

ويقول الخبير الاقتصادي جعفر صدقة للجرمق إن الارتفاع لم يأتِ بشكل مفاجئ وإنما ظهرت بوادره وإرهاصاته منذ عدة أيام، وذلك لأن البنك المركزي الأمريكي اقتنع مؤخرًا أن التضخم الذي أصاب أمريكيا ليس مسألة عارضة ومؤقتة وأن ارتفاع التضخم سيستمر لفترة طويلة، بعكس ما توقع البنك طوال الشهور الماضية أن التضخم سيعود لنطاقه المعقول وهو 2%.

ويلفت إلى أن التضخم وصل في شهر كانون أول عام 2021 إلى 7% وهي أعلى نسبة للتضخم منذ 40 عامًا، مؤكدًا على أن النطاق المعقول للتضخم في أمريكيا هو 2% فقط.

ويتابع في حديثٍ للجرمق أن البنك المركزي الأمريكي وجد نفسه أمام ضغوطات هائلة من الإدارة الأمريكية برئاسة بايدن ومن الأمريكيين الذين تآكلت دخولهم، حيث طالبوا البنك الأمريكي بأن يتحرك لكبح التضخم والحد من ارتفاعه، مشيرًا إلى أن أفضل وسيلة لكبح التضخم هي رفع سعر الفائدة المصرفية وتشديد السياسة النقدية.

ويلفت صدقة للجرمق إلى أن البنك المركزي الأمريكي كان غامضًا في تصريحاته بالفترة الماضية إلا أنه في اجتماعه الأخير يوم الثلاثاء والأربعاء الماضي كان أكثر وضوحًا حيث قال البنك في بيانه إنه يتوقع أن يكون من المناسب رفع سعر الفائدة في شهر آذار 2022، مشيرًا إلى أنه كان هناك توقعات برفع سعر الفائدة ربع نقطة مئوية 3 مرات هذا العام ولكن التوقعات ارتفعت الآن حيث من المتوقع أن يرفع البنك سعر الفائدة نصف نقطة مئوية لخمس مرات.

ويُشير صدقة إلى أن هذا يشكل تحولًا كبيرًا في السياسة الأمريكية النقدية، كما أن البنك المركزي سرّع في الفترة الأخيرة من إنهاء شراء السندات أي ضخ سيولة في السوق، وذلك بعد أن انتهج البنك منذ عامين سياسة شراء السندات والأوراق المالية وضمان الرهون العقارية منذ آذار 2020 لمكافحة جائحة كورونا بمعدل 120 مليار دولار بالشهر.

ويلفت صدقة للجرمق إلى أنه في شهر 11 لعام 2020 بدأ البنك بتقليص هذه المشتريات وفي شهر 2 2021 خفضها لـ 30 مليار دولار على أساس أن يتوقف تمامًا عن شراء المستندات والأوراق المالية في هذا العام، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستحرم الشركات والسوق من سيولة كبيرة كانت سببًا كبيرًا بارتفاع اتضخم.

ويتابع أن هذه العوامل مجتمعة أدت لارتفاع الدولار، حيث أنه عندما يتم رفع سعر الفائدة يزداد الطلب على الدولار لأغراض الإدخار والإيداع وبالتالي تقل حجم الكتلة النقدية بالسوق ما يؤدي لارتفاع الدولار، مشيرًا إلى أنه من الواضح أن الدولار سيستمر بالارتفاع خلال الفترة القادمة حتى يستوعب السوق التغييرات الجديدة.

الدولار والشيكل

ويقول الخبير الاقتصادي جعفر صدقة إن الدولار ارتفع أمام 6 عملات رئيسية عالمية بقيمة 0.13، وارتفع أمام الشيكل الإسرائيلي بقيمة 0.09 حيث لم يصل الدولار مقابل الشيكل لهذا السعر منذ 3 أشهر.

 ويتابع صدقة للجرمق أن الارتفاع الذي يشهده الدولار مرتبط بالعملة الأمريكية وليس له أي علاقة بعوامل داخلية إسرائيلية، ولكن الذي شهدته "إسرائيل" في الفترة السابقة هو انخفاض في سعر الدولار مقابل الشيكل لعدة أسباب وهي أن هناك تدفقات هائلة من العملة الأجنبية على الاقتصاد الإسرائيلي من استثمارات "إسرائيل" بالخارج خاصة بعد تطبيع العلاقات مع الإمارات المتحدة.

ويضيف أن "إسرائيل" أيضًا لديها استثمارات في الاقتصاد الإسرائيلي في الخارج خاصة في قطاع التكنولوجيا، وهذا سبب داخلي آخر في زيادة قوة الشيكل، وضعف الدولار بسبب السياسة النقدية الأمريكية المرنة على مستوى العالم.

ويُشير صدقة إلى أن الدولار نفسه كان يشهد ضعفًا داخل أمريكيا والشيكل كان يزداد قوة داخل "إسرائيل"، ولكن الآن الدولار بدأ يزداد قوة ولكن الشيكل لم يفقد قوته بعد وهذا ما يحصل حاليًا.

ويتابع أن ما يحصل اليوم متعلق بالدولار بشكل منفرد، وليس له علاقة بقوة الشيكل الإسرائيلي التي بقيت على حالها حيث أن التغييرات تجري فقط على الدولار والبنك المركزي الأمريكي.

 الشيكل..هل يضعف؟

ويقول الخبير الاقتصادي إن الشيكل الإسرائيلي قد يعضف إذا استمرت حالات كورونا بالارتفاع وتسجيل أرقام قياسية بأوميكرون ما يضطر الحكومة الإسرائيلية لفرض قيود وبالتالي يؤثر ذلك على الاقتصاد الإسرائيلي ويتسبب بإضعاف الشيكل.

ويتابع للجرمق أنه حتى الآن لا يوجد أي قيود مفروضة وبالتالي فإن وضع الشيكل مستقر، والتغيرات تحصل على الدولار فقط.

ماذا سيحصل غدًا؟

ويقول جعفر صدقة للجرمق إذا بقيت المؤشرات الاقتصادية الأمريكية قوية خاصة إن كان تقرير النمو الاقتصادي قوي جدًا وسجل تقرير طلبات إعانات البطالة انخفاضًا فهذه المؤشرات ستجعل البنك المركزي الأمريكي أن يتجه في آذار القادم إلى رفع سعر الفائدة، مشيرًا إلى أنه إن حدثت انتكاسة على أحد التقارير الأمريكية المرتبطة بالاقتصاد أو ازدادت أعداد الإصابات بـ أوميكرون وسجلت أرقامًا قياسية، فإن المؤشرات ستضعف وبالتالي سيقوم البنك المركزي بتأجيل رفع سعر الفائدة.

ويؤكد صدقة على أنه حتى الآن المؤشرات في أمريكيا قوية وتدعم استمرار ارتفاع الدولار خلال الأيام القادمة.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر