"أحداث أمنية" متتالية وسقوط قتلى وجرحى..أين باتت أهداف الحرب في ظل استمرار وقوع خسائر لجيش الاحتلال في غزة؟


  • الثلاثاء 8 يوليو ,2025
"أحداث أمنية" متتالية وسقوط قتلى وجرحى..أين باتت أهداف الحرب في ظل استمرار وقوع خسائر لجيش الاحتلال في غزة؟
توضيحية

أعلن جيش الاحتلال صباح اليوم الثلاثاء عن مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة نحو 14 آخرين بينهم اثنين بحالة حرجة جراء انفجار عبوة ناسفة في بيت حانون شمالي قطاع غزة في ساعات متأخرة من مساء أمس الإثنين.

وعلق الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة على مقتل الجنود الخمسة أن، "معركة الاستنزاف التي يخوضها مقاتلونا مع العدو من شمال القطاع إلى جنوبه ستكبّده كل يومٍ خسائر إضافية، ولئن نجح مؤخراً في تخليص جنوده من الجحيم بأعجوبة؛ فلربما يفشل في ذلك لاحقاً ليصبح في قبضتنا أسرى إضافيون".

وقال أبو عبيدة، إن، " صمود شعبنا وبسالة مقاوميه الشجعان هما حصراً من يصنعان المعادلات ويرسمان معالم المرحلة القادمة، وإن القرار الأكثر غباءً الذي يمكن أن يتخذه نتنياهو سيكون الإبقاء على قواته داخل القطاع".

أين باتت أهداف الحرب؟

ويقول المحلل السياسي والباحث أنطوات شلحت للجرمق، "إذا أردنا أن نستأنس بالآراء التي يقولها محللون إسرائيليون سياسيون وعسكريون أن الحرب في غزة منذ مدة طويلة تستنزف نفسها ولم تحقق الأهداف التي وضعتها الحكومة لهذه الحرب وفي مقدمتها إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين والقضاء على مقدرات حماس العسكرية والسلطوية وإنشاء وضع في غزة لا تشكل ما تعتبره إسرائيل تهديدا أمنيا لها".

ويتابع، "كل هذه الأهداف لم تحققها الحرب، الحرب ألحقت أضرارا شديدة بقطاع غزة وحركة حماس وقدراتها العسكرية ولكن الهدف الذي وضعته الحكومة لم يتحقق".

ويضيف، "هناك الكثير من الإسرائيلين الذين بدأوا يعبرون عن قدر من التملل إلى متى ستستمر الحرب طالما لم تحقق أهدافها، وهل هي حرب من أجل الحرب ولخدمة مصالح سياسية، وهذه الأصوات لا تصدر فقط عن المحللين وإنما تصدر عن سياسيين في المعارضة بما في ذلك سياسيون في اليمين".

ويقول، "بالأمس تحدث أفيغدور ليبرمان رئيس حزب يسرائيل بيتنا الذي قال الجنود الذين يسقطون في قطاع غزة يموتون على مذبح الحفاظ على الائتلاف الحكومي، فواضح أن الحرب تحولت لهدف بحد ذاته وهي لا تخدم أي من الأهداف التي وضعتها الحكومة".

ويردف، "بما يتعلق بحركة حماس، الكثير من المحللين الإسرائيليين قالوا إنه لا يمكن القضاء على حركة مقاومة، الحل الوحيد ربما أن تتوقف حركة المقاومة القيام بعمليات هو إيجاد خطة خروج سياسية من الحرب وبدون خطة الخروج السياسية ستستمر الحرب والثمن صحيح باهظ لقطاع غزة ولكنه سيكون باهظ بالنسبة للجيش الإسرائيلي وهذا ما تثبته عملية أمس والعمليات السابقة".

كيف يتلقى الشارع الإسرائيلي استمرار وقوع الخسائر في غزة؟

ويقول شلحت للجرمق، "الاحتجاج آخذ بالتصاعد ضد الحرب، ولكن حتى الآن لم يصل للزخم الذي شهدته حروب سابقة خاضتها إسرائيل، ولكن مع ذلك حتى لو وصل الاحتجاج جماهيريا إلى ذروة أكبر الحكومة لا تعير بالا للاحتجاج، فهناك حاجة أن يكون الاحتجاج معزز بخطوات أكبر، ففي السابق جرى الحديث عن إضراب عام وهذا يمكن أن يؤثر أكثر أو إعلان عصيان مدني أو قيام مجموعات من الجنود برفض الخدمة العسكرية، هناك مجموعات رفضت الخدمة العسكرية ولكنها غير مؤثرة".

ويتابع، "دون الخطوات السابقة التي هي ذات طابع أكثر صرامة من الاحتجاج السلمي أو الشعبي، الحكومة لن تعير بالا للاحتجاج، وهناك جانب آخر يتم تسليط الضوء عليه في الآونة الأخيرة هو موقف الجيش، هناك الكثير من المقالات التي تنشر في وسائل الإعلام لأن يمارس رئيس أركان الجيش  ضغطا أكبر على رئيس الحكومة لوقف الحرب التي تحولت لهدف بحد ذاته، هل يستجيب رئيس هيئة الأركان للضغوط، هذا سؤال لا نملك إجابة عليه الآن".

ويردف، "الواضح أنه حتى بما يتعلق بسير الحرب ومستقبلها هناك خلافات بين المستويين السياسي والعسكري، فالمؤسسة الأمنية تعتقد أنها الجهة ’المهنية’ المخولة أن تستمر الحرب أو تتوقف، أما الجهة السياسية هي الجهة صاحبة القرار ولكن تحكمها مصالح سياسية وحزبية وشخصية".

رغم الخسائر..شعبية نتنياهو بازدياد..لماذا؟

ويقول شلحت، "السبب في ازدياد شعبية نتنياهو مرتبط بالنتائج في جبهات أخرى غير غزة، وأولها النتيجة في الجبهة الإيرانية فهناك قناعة لدى الرأي العام الإسرائيلي في المواجهة التي وقعت بين إيران وإسرائيل أن الأخيرة حققت نتائج رغم أنها تكبدت خسائر ولكن على ما يبدو أن القناعة السائدة أنها حققت نجاح وهذا يعزز إمكانيات أن تحقق ما تصبو إليه إسرائيل، كما أن ما يحدث على الجبهة اللبنانية يُنظر لها أنها إنجازات لحكومة نتنياهو ولذلك شعبيته آخذة بالازدياد".

ويختم للجرمق، "وعلى الرغم من هذه النتائج، أعتقد أن استمرار سقوط جنود في قطاع غزة يمكن أن يؤدي إلى تآكل شعبية نتنياهو، من الواضح اليوم بما يصدر عن السياسيين الإسرائيليين وبعض مندوبي الرأي العام الإسرائيلي، هناك نوع من الغضب، وفي حال استمرار هذه العمليات التي تؤدي لقتل وجرح جنود إسرائيليين أعتقد أن الغضب سيتصاعد ضد نتنياهو لكي يوقف الحرب".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر