خطورة "جنود الرّب" على النّسيج الوطني


  • الاثنين 30 يونيو ,2025
خطورة "جنود الرّب" على النّسيج الوطني
كنيسة البشارة

إنّ الاعتداء الذي تعرّضت له كنيسة البشارة الأرثوذكسيّة في النّاصرة من قِبل مجموعة "جنود الرّب" هو حدث لا يمكن النّظر إليه بمعزل عن أبعاده السّياسيّة والاجتماعيّة الخطيرة.

هذه المجموعة التي تتبنّى أيديولوجيا دينيّة متشدّدة لا تمثّل المسيحيّة الحقيقيّة التي تدعو إلى التسامح والمحبة بل تستخدم الدين كغطاء لأعمال عنف وتطرّف.

لا يقتصر خطرهم على الأبعاد الدينيّة الطائفيّة فحسب بل يمتدّ إلى تهديد النّسيج الوطني بأكمله. عندما تعتدي مجموعة مسيحيّة متطرّفة على كنيسة تاريخيّة فإنها لا تهاجم طائفة معيّنة بل تهاجم الرّموز الوطنيّة المشتركة التي تجمعنا.

ما تعرّضت له كنيسة مار إلياس في دمشق عمل ارهابي وفعل يراد منه المسّ بوجدان المسيحي في بلاد الشّام والمشرق العربي بل هو اعتداء على كل السّوريّين وسوريا وهُويّتها ولكن هذا يجعلنا أكثر تمسّكًا في المشروع الوطني والوحدة الوطنيّة وتشبّثًا في الكنيسة كمعلم أصيل في وجدان فلسطين والمشرق العربيّ وليس العكس وأن تكون مسيحيًّا يعني أن تكون في حضرة الحق والعدالة هكذا علّمنا المسيح

إنّ محاولات "جنود الرّب" لسلخ المسيحيين عن نسيجهم الوطني تُشكّل تنكّرًا واضحًا لتاريخ طويل من التعايش والمقاومة المشتركة. لقد كان المسيحيون دائمًا جزءًا لا يتجزأ من هذه الأرض وساهموا في كتابة تاريخها جنبًا إلى جنب مع أبناء شعبهم. هؤلاء الذين يدّعون تمثيل المسيحيين اليوم لم تُسمع لهم أصوات عندما كانت الكنائس تُقصف في غزّة والجنوب اللّبناني ممّا يطرح علامات استفهام كبيرة حول مصداقيّتهم وولائهم الحقيقي. نحن باقون هنا، ملح هذه الأرض، ولن نسمح لأحد بتشويه هُويّتنا أو فصلنا عن جذورنا.

وعينا حصننا، محاولاتهم تتكسّر على صخرة ارادة شعبنا. نحن أقوى من مخطّطاتهم. تاريخنا يثبت أن كل محاولة لزرع الفتنة مصيرها الفشل أمام وعي شعبنا ووحدته. من مجموعة التّجنيد وصولا إلى تسريبات الأوقاف كلّها باتت في مهبّ الرّيح.

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر