زلزال سياسي في نيويورك بعد فوز زهران ممداني بترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب عمدة المدينة
ترجمات

أثار فوز السياسي التقدّمي زهران ممداني، ذو الأصول الأوغندية-الهندية، بترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب عمدة نيويورك، ضجة واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية، ووصِف هذا الفوز المفاجئ بأنه "زلزال سياسي" لم تتوقعه استطلاعات الرأي ولا مراكز التحليل، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.
وجاء فوز ممداني، الذي يشغل حاليًا عضوية مجلس الولاية عن منطقة كوينز، نتيجة حملة شعبية جذبت الناخبين الشباب، وركّزت على قضايا العدالة الاجتماعية والإسكان ومناهضة العنصرية والاحتلال الإسرائيلي. وقد تفوق على منافسين تقليديين مدعومين من الحزب الديمقراطي المؤسسي، وعلى رأسهم الحاكم السابق أندرو كومو.
وقالت Politico في تحليل لها، إن ممداني استثمر بذكاء في قضايا الإسكان وارتفاع الأسعار، متعهدًا بوقف الإخلاءات، وبناء مساكن عامة، وتوسيع خدمات النقل المجاني، وهي قضايا لاقت صدى كبيرًا في أحياء المدينة المتضررة من الغلاء والتهميش. كما حظي بدعم عدد من أبرز رموز التيار التقدمي في أمريكا، مثل برني ساندرز وألكساندريا أوكاسيو كورتيز.
وأثار ممداني جدلًا واسعًا عندما صرّح في إحدى المقابلات: "إذا دخل نتنياهو مدينة نيويورك بصفته الرسمية، سأقوم باعتقاله بتهم ارتكاب جرائم حرب". هذه التصريحات أعادت تسليط الضوء على مواقفه الواضحة في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، ومعارضته الشديدة للاحتلال الإسرائيلي، وقدرته على تحدي الخطاب الأمريكي السائد تجاه "إسرائيل".
في المقابل، أثار فوز ممداني مخاوف وقلق أوساط سياسية واقتصادية محافظة، خاصة في وول ستريت، حيث علّق الملياردير بيل آكمان بأن هذا الفوز "ينذر بخطر كبير على مستقبل المدينة"، فيما هاجمه آخرون من الحزب الجمهوري، واصفينه بأنه "نسخة متطرفة تهدد الأمن والنظام العام".
لكن أنصاره يرون فيه صوتًا جديدًا يمثل القاعدة الشعبية المتصاعدة في نيويورك، والتي ضاقت ذرعًا من السياسات القديمة، ويسعون إلى تغيير جذري في بنية السلطة، خاصة مع تصاعد التضامن مع فلسطين بين أوساط الشباب في الولايات المتحدة.
ويُعد فوز زهران ممداني خطوة كبيرة نحو أن يصبح أول مسلم وأول من أصول أفريقية-آسيوية يتولى رئاسة بلدية نيويورك، المدينة الأكبر في البلاد، ما قد يفتح الباب لتحولات سياسية أوسع في أمريكا.