هل المنطقة على أعتاب حرب إقليمية؟ وهل ستنضم دول أخرى حليفة لإيران أو لـ "إسرائيل" للحرب؟


  • الاثنين 16 يونيو ,2025
هل المنطقة على أعتاب حرب إقليمية؟ وهل ستنضم دول أخرى حليفة لإيران أو لـ "إسرائيل" للحرب؟
أثر القصف الإيراني في أحد المواقع الإسرائيلية

لليوم الرابع على التوالي، يتواصل التصعيد العسكري بين "إسرائيل" وإيران حيث وجهت إيران خلال الساعات الأخيرة ضربة وصفتها طهران بـ "الأقوى" والتي أسفرت عن دمار هائل في مناطق واسعة من "إسرائيل" وسقوط قتلى وجرحى ومفقودين.

ومن بين المباني التي استُهدفت خلال جولة القصف الإيراني الأخيرة، مبنى السفارة الأمريكية في "تل أبيب" والذي تضرر بعد سقوط صاروخ بالقرب، وهذا ما يطرح سؤالا يتردد في الأذهان منذ بدء المواجهة العسكرية بين "إسرائيل" وإيران..هل ستدخل الولايات المتحدة الحرب؟

تقول الكاتبة والمحللة السياسية نيفين أبو رحمون، إنه، "من الواضح أن الدعم والتنسيق الأمريكي لإسرائيل في مواجهتها مع إيران في مستوى عالي جدا، وهذا يؤكد أن إسرائيل تحاول دائما عدم اعتراض الولايات المتحدة على عملياتها أو أكثر من ذلك أن تؤسس لغطاء ورعاية أمريكية بالمطلق وهذا ما شاهدناه في تصريحات الرئيس ترامب، وواضح أن نتنياهو عندما صرح أنه أبلغ ترامب قبل شن العدوان الإسرائيلي على إيران ووصفه أنه تعاون غير مسبوق مع الإدارة الأمريكية وهذا يؤكد أن هناك شراكة حقيقية وإتاحة وفرصة تاريخية للإسرائيلي أن يؤسس إلى مرحلة مختلفة على مستوى إقليمي".

وتتابع للجرمق، "واضح أن الحرب الآن بمحدوديتها هي مواجهة بين الإيراني والإسرائيلي ولكن في البعد الاستراتيجي هي فعليا أمام محورين وبالتالي نتنياهو يدفع لزج الولايات المتحدة لحرب مباشرة مع إيران وهذا سيكون له تداعيات على مستوى التدخل الإقليمي وعلى مستوى الدول، وترامب لا يستبعد ذلك وهناك أصوات في إدارته تدعوه للانخراط في الحرب لتدمير قدرة إيران النووية لأنه في نهاية الأمر، هذه حرب على ما يمثله هذا النظام في المنطقة إذا ما تحدثنا عن الشرق الأوسط وإذا تابعنا التصريحات الإسرائيلية تتراوح ما بين مسألة السلاح النووي ولكن أيضا تتحدث عن التهديد على مستوى النظام الإيراني وما يمثله في المنطقة في الصراع العربي الإسرائيلي وفي قضية التهديد الوجودي لإسرائيل".

وتضيف أبو رحمون أن، "نتنياهو لا يبحث فقط عن استراتيجية للخروج من الحرب وإنما يريد تعميق المواجهة وزج الجميع في مواجهة وهذا لمصلحته على المستوى الشخصي، لأن لديه رغبة لإطالة حكمه السياسي على حساب الفعل العسكري والإفراط به على مستوى المنطقة العربية وأيضا الآن في مسار المواجهة مع الإيراني".

وتردف، "عندما نتحدث عن زج الجميع بالحرب نتحدث عن المستوى الإقليمي، أي حرب تكون فيها الولايات المتحدة الأمريكية رأس حربة وبالتالي إسرائيل تستعيد دورها في المنطقة بعد حسم الحرب وكأنه يُخيل للإسرائيلي أن له اليد الطولى للوصاية على المنطقة، ونتحدث عن الأبعاد الاستراتيجية على مستوى المياه والغاز والسيادة والتفوق العسكري".

وتوضح أبو رحمون خلال حديثها مع الجرمق أنه، "بعد 7 أكتوبر إسرائيل فقدت فعليا بعض العناصر من الأمن القومي وبالتالي قضية استعادة الاستقرار والأمن وكل قضية التهديد المباشر لوجودها (إسرائيل)، تستعيده الأخيرة من خلال معادلة الردع التي تحدث الآن أمام الإيراني وأيضا استعادة التفوق العسكري، خصوصا بعد ضرب المنظومة العسكرية والاستخبارية".

وتتساءل أبو رحمون، أنه، "كيف سيتطور المشهد، الميدان سيقرر ذلك ولكن واضح أن جهوزية الإسرائيلي عالية ولكن باعتقادي لن تصل لدرجة الرد الإيراني لأن لديه أهداف محددة دقيقة جدا تنجح في بعدها الاستراتيجية وهذا يؤسس لمرحلة مختلفة في المواجهة ويعيد صياغة الموقف الأمريكي بالتعاطي مع المشهدية إذا كانت ستشارك أم لا".

دخول دول إلى جانب إيران في الحرب

وتقول أبو رحمون للجرمق، "جهوزية الباكستاني والكوري جيدة حتى الآن للإيراني ولكنها غير كافية إذا كانت بمعزل عن الروسي والصيني أيضا خاصة أنها هي ما تحدد كيفية تطور المشهدية، باعتقادي كيف ستكون الأيام أو الساعات القادمة بمسار المواجهة وخصوصا أن الإيراني يتبع سياسة المسار التصعيدي التصاعدي في بعده البطيء ولكن واضح من حيث الاستهداف والمواقع هو يصل لفلسطين التاريخية على المستوى الجغرافي، السؤال إلى أي مدى كان الإسرائيلي والأمريكي جاهز لهذا الواقع هذا فعليا سيحدد ذلك".

وتتابع، "عنوان المرحلة الآن هو إعادة ترتيب المنطقة على المستوى الجيو سياسي وهذا متعلق مع الإدارة الأمريكية ودورها في المنطقة خصوصا أن إسرائيل تأخذ دورا وظيفيافي هذه المرحلة والسؤال إلى أي مدى ستحسم المعركة على المستوى العام خاصة أن الأمريكي منذ البداية كان له دور في المسار الدبلوماسي، وحاول أن يملي على الإيراني ما يريده بموضوع السيادة والنفوذ في المنطقة".

وتوضح أبو رحمون أنه، "قد يكون أن الإسرائيلي يريد إحداث ذلك، من خلال الفعل العسكري وهذا العدوان ولكن واضح أن الإيراني يتبع مسار العين بالعين ومحاولة الرد بالمثل من حيث المستوى والأداء وتبعات ذلك هي ما تحدد وجهة هذه المواجهة".

هل هناك حليف حقيقي من الدول لإيران قد تدعمها عسكريا؟

وتؤكد أبو رحمون أن، "هذا الدعم(انضمام دول كالصين وروسيا وباكستان وكوريا في الحرب) مرهون بالتدخل الأمريكي من جهة وحيثياته، وما هي الأهداف؟ نتحدث عن مواجهة إسرائيلية إيرانية ولكنها تمثل المنطقة وتمثل وجهتين ومحورين، بالتالي التدخل يعني حفاظا على أمن الدول القومي وبعدها الاستراتيجي (الدولة حليفة إيران) والاقتصادي، وعلى نفوذها في المنطقة".

وتردف، "إذا تحدثنا عن النموذج الأمريكي الصيني، واضح أن الولايات المتحدة تخشى النفوذ الصيني على المستوى السياسي الاستراتيجي والاقتصادي في تعاطيها مع العلاقات مع السعودية مثلا، وبالتالي هذا متعلق بماهية الحرب وما هو البعد الاستراتيجي الذي تريده هذه الدول، كل منها لها أهداف استراتيجية بما يتعلق بالاستقرار والسيادة والحلفاء، من سيكون شريك حقيقي في هذه المواجهة هو يحافظ على سيادته ومكانته بالمنطقة ونفوذه وبالتالي ليس بمفهوم الدعم للنظام الإيراني وإنما لفكرة ومعنى النفوذ والدلالة التي تؤسس لها الإدارة الأمريكية وإسرائيل".

وتوضح أن، "تصريحات ترامب منذ توليه الرئاسة تحدث عن إعادة ترتيب النظام العالمي بالتالي ما يحدث في الشرق الأوسط تحديدا وإعادة ترتيبه على المستوى الجيوسياسي، ترتيب أنظمة عربية تتلاءم مع المشروع الأمريكي وبالتالي إلى أي مدى هذه الدول والانظمة لديها وظائف بالتعاطي مع هذه المواجهة تحديدا أم لا، وهذا يتعلق ومرهون بعدة عوامل، هي الميدان والدور الأمريكي وإلى أي مدى فرصة تاريخية لحسم المعركة ما بين القوى الامبريالية وما تريده الإدارة الأمريكية بتأسيس مرحلة مختلفة من المنظومة السياسية الاقتصادية وما يمثله النظام الإيراني ومحوره عمليا، خاصة أنه سبق هذه المواجهة جبهات الإسناد التي أسست لمرحلة مختلفة بالتعاطي مع مشهدية إيران وحلفائها في المنطقة، كل ما سبق، مرهون بالميدان وإلى ماذا تؤسس هذه المواجهة في بعدها الاستراتيجي والسياسي والاقتصادي".

هل "إسرائيل" لديها خطة لحرب طويلة الأمد مع إيران؟

وتقول أبو رحمون للجرمق، "أعتقد أن إسرائيل لديها جهوزية قد تكون لأسابيع وبالتالي واضح أن المعركة مع إيران مختلفة عن غزة، فحرب الإبادة طال أمدها ولم تحقق الأهداف بالرغم من أن غزة أصبحت ساحة حرب للصراعات الإقليمية ومحاولة تحديد الملامح الإقليمية من خلال الحديث عن اليوم التالي للحرب بما يتعلق بالمستوى العسكري الإقليمي والسياسي".

وتتابع، "الحرب مع إيران مختلفة من حيث الجهوزية والأثمان التي تدفعها إسرائيل، قد تكون تفاجأت بقدرة إيران على لملمة جراحها بعد الصدمة بسياسة الاغتيالات التي دفعت أثمان كبيرة من خلالها، ولكن فيما بعد كان لدى الإيراني قدرة على الوقوف والتشافي والانطلاق مجددا، والتعاطي بمسار تصاعدي مع العدوان، وأيضا الضربات الإيرانية موجعة لإسرائيل على مستوى الأهداف والبعد الاستراتيجي".

وتضيف، "نتحدث عن أهداف استراتيجية للمواقع كمعهد وايزمان كمعهد بحثي وليس مدني لديه بعد عسكري استراتيجي، بالتالي هناك رسائل سياسية استراتيجية إلى جانب الفعل العسكري".

وتردف، "السؤال إلى أي مدى الجبهة الداخلية الإسرائيلية قادرة على استيعاب هذا الرد، خاصة أن الإيراني يتبع سياسة الرد بالمثل العين بالعين على مستوى الأهداف والجودة وعلى الفعل العسكري، خاصة أن الجمهور الإسرائيلي رغم أن نتنياهو يهندس مزاجية الجمهور الإسرائيلي واستحضار الإيراني على أنه العدو الخارجي في محاولة للملمة الأزمة الداخلية وتوحيد الجمهور الإسرائيلي خلفه ولكن إلى مدى فعليا في ظل ما يحدث على أرض الواقع من دمار وأضرار جسيمة اقتصادية وبشرية ومادية وغيرها على المستوى الإسرائيلي وبالتالي نتنياهو يفقد المنظومة وواضح أن هناك أضرار كبيرة يدفعها الإيراني ولكن حتى الآن هناك محاولة لترسيم معادلة لموازين القوى والسؤال إلى أي مدى إسرائيل قادرة على حسم ذلك خاصة أن المعركة الآن في العمق الإسرائيلي وأهداف داخلها بالتالي إلى أي مدى هي جاهزة والجمهور جاهز والمنظومة السياسية تتحمل ذلك".

وتقول للجرمق إنه، "حتى الآن نتنياهو يعول على ائتلافه بالتحالف مع الصهيونية الدينية المقتنعة أن العدو الإيراني يشكل تهديد على وجود إسرائيل وبالتالي تقف خلف نتنياهو وبالمقابل المقايضة السياسية مع ما يحدث بالضفة وتوسيع الاستيطان والنفوذ التي تحصل عليها الصهيونية الدينية، السؤال إلى أي مدى هي قادرة فعلا بالثبات لأسابيع في هذا، فمسار المواجهة والأدوات والأفعال تتبدل".

وتختم أبو رحمون، "إذا تحدثنا عن دخول إقليمي الصورة ستتبدل، السؤال كيف سيتم تقييم هذه المواجهة بمعادلة الربح والخسارة بالحروب"، سيتم عن طريق تحقيق الأهداف، إسرائيل لم تحقق أهدافها في غزة، وفتحت عدوان على إيران وتتحدث ما بين القضاء على السلاح النووي وبين الإطاحة بالنظام، السؤال ما هي الأهداف العينية المعلنة وغير المعلنة إذا تم تحقيقها أو لا، هناك يقاس الربح والخسارة وإلى أي مدى هي فعليا قادرة على الاستمرار وإذا نجحت فعليا في كل ذلك".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر