لا ملاجئ ولا حماية.. بلدات الفلسطينيين في أراضي48 تُترك مكشوفة للصواريخ
أراضي48

مع كل صفارة إنذار، يهرع الفلسطينيون في أراضي الـ48 بحثًا عن مأوى لا وجود له. في ظل التصعيد العسكري المتواصل، لكن ينكشف واقع الإهمال الذي تعانيه بلداتهم، حيث لا تتوفر الملاجئ العامة ولا الحماية الطارئة، خلافًا لما هو قائم في البلدات التي يعيش فيها إسرائيليون.
وتكشف صحيفة The Guardian في تقرير موسّع، أن أكثر من 70 بلدة فلسطينية داخل أراضي48 تُصنّف كمناطق "مفتوحة"، ما يجعل أجواءها ساحة لاعتراض الصواريخ دون أي تدابير لحماية السكان.
"تمييز عنصري"
ويحذّر القيادي في النقب طلب الصانع في حديثٍ لـ الجرمق من تعريض حياة المواطنين العرب في الداخل للخطر، في ظل انعدام الملاجئ بالمطلق في القرى غير المعترف بها، لا سيما في منطقة بئر السبع جنوب البلاد.
ويشير الصانع إلى أن رئيس الحكومة يدعو المواطنين للاحتماء عند سماع صفارات الإنذار، "لكن أين هي هذه الملاجئ؟"، متسائلًا عن مسؤولية الدولة في توفير الحماية المتساوية.
ويؤكد أن نحو 130 ألف مواطن يعيشون في 35 قرية غير معترف بها في النقب، دون وجود ملاجئ عامة، ولا حتى ملاجئ متنقلة، في وقت تتوفّر فيه هذه الحماية في القرى اليهودية المجاورة.
ويضيف أن المواطنين العرب في النقب اضطروا للاختباء تحت الجسور، أو حفر كهوف بدائية للنجاة، ما يكشف حجم الإهمال الحكومي وازدواجية المعايير في التعامل مع السكان.
ويشدّد الصانع على أن هذا الواقع ناتج عن سياسة تمييز عنصري مستمرّة، حيث تتجاهل الحكومات الإسرائيلية على مدار سنوات مطالب توفير الملاجئ في القرى العربية.
ويطالب الحكومة والجبهة الداخلية بالتحرك الفوري لتوفير الملاجئ المتنقلة، أسوة بباقي البلدات، مؤكدًا أن الحفاظ على الأرواح يجب أن يكون فوق كل اعتبار.
ويوجّه في ختام حديثه مع الجرمق رسالة لأهالي الداخل الفلسطيني، داعيًا إلى الالتزام بتعليمات السلامة، والتحلّي بأقصى درجات الحذر في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة.
لا حماية حقيقية للفلسطينيين في أراضي48
وتكشف صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نُشر اليوم الأحد، عن غياب الحماية الحقيقية للفلسطينيين في أراضي الـ48 خلال الهجمات الصاروخية، إذ تتعامل السلطات الإسرائيلية معهم كمناطق مفتوحة، دون توفير ملاجئ كافية أو منظومات حماية فعّالة.
ويؤكد التقرير أن بلدات فلسطينية مثل طمرة، مجد الكروم، ومجدل شمس كانت عرضة لصواريخ اعتراضية إسرائيلية فاشلة، أودت بحياة مدنيين، في وقت توفَّرت فيه الملاجئ والوسائل الدفاعية في البلدات اليهودية المجاورة.
ويشير التقرير إلى أن أكثر من 70 بلدة فلسطينية في أراضي48 لا تحتوي على ملاجئ عامة أو منظومات إنذار فعّالة، مما يعرّض حياة مئات الآلاف للخطر عند أي تصعيد.
ويصف المواطن فارس طه من مدينة سخنين اللحظات قائلاً: "نسمع صفارات الإنذار وننظر حولنا، لا نعرف إلى أين نركض. لا يوجد مأوى، ولا ثقة بأن أحدًا يفكر بسلامتنا".
ويتابع التقرير نقلاً عن ناشطين وحقوقيين أن الحكومة الإسرائيلية تُقصي الفلسطينيين في أراضي48 من خطط الحماية، فيما تقوم بتجهيز المستوطنات اليهودية المحيطة بالبنى التحتية الدفاعية الكاملة، وكأن حياة الفلسطينيين لا تستحق الحماية.
ويختتم التقرير بالتأكيد على أن سياسة الإهمال والتمييز هذه تُضاف إلى سجل طويل من التمييز المؤسساتي ضد الفلسطينيين في أراضي48، ما يطرح تساؤلات عن المساواة والعدالة داخل ما يُفترض أنه “ديمقراطية”.