ارتفاع هائل بأسعار المنتجات بأراضي الـ48..لماذا؟


  • الاثنين 3 يناير ,2022
ارتفاع هائل بأسعار المنتجات بأراضي الـ48..لماذا؟

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تذمرًا واضحًا من غلاء الأسعار بعدد كبير من المواد الغذائية والمشروبات والمنتجات البلاستيكية خاصة المتجات ذات الاستعمال لمرة واحدة وذلك خلال الشهرين الأخيرين، في حين أشار نشطاء وخبراء اقتصاديون إلى أن أسباب الارتفاع  بسعر عدد كبير من المنتجات يعود لسياسات حكومية بالأساس.

ويقول جبر حجازي صاحب محل تجاري في مدينة طمرة إن ارتفاعًا مخيفًا شهدته كافة المنتجات في الأشهر الأخيرة، مشيرًا إلى أن المنتجات كالقهوة والكاسات البلاستيكية والكوكاكولا ارتفعت بشكلٍ كبير وبالتدريج.

ويتابع في حديثٍ للجرمق أن العائلات التي تريد في كل بداية أسبوع شراء حاجاتها الأساسية التي يبلغ سعرها بالمعدل 100 شيكل، قد ارتفعت قيمتها إلى 110 خلال الشهرين الأخيرين نتيجة ارتفاع الأسعار، لافتًا إلى أنه لا يتحدث عن عملية الشراء الأساسية التي تقوم بها ربات المنازل كل شهر، وإنما يتحدث فقط عن "الشروة" الطبيعية مع بداية كل أسبوع والمعروفة لدى المجتمع الفلسطيني التي تكفي لأسبوع أو أقل عند كل عملية شراء.

ويلفت إلى أن "الشروة" الأسبوعية تحتوي على مسليات وبيض وحليب وكوكاكولا وبعض المنتجات الإضافية حيث ستزيد قيمة "الشروة" كل أسبوع 10 شيكل ما يعني أنها ستصل إلى 40 شيكًلا مع نهاية الشهر، إذ سيدفع الفلسطيني هذه القيمة فقط للغلاء.

ويتابع أنه من الأمثلة على ارتفاع الأسعار، ارتفاع سعر مشروب الكوكاكولا الذي يعتبر مشروب شعبي ومطلوب لدى المجتمع الفلسطيني، من 35 شيكلًا لكل صندوق إلى 55، مشيرًا إلى أن القهوة تُعتبر منتج لا يمكن الاستغناء عنه وارتفعت من 3 عبوات بـ100 شيكل إلى العبوة الواحدة بـ 40 شيكًلا.

وفي السياق، يقول عماد عياشي صاحب سوبر ماركت في بلدة كابول إن الارتفاع بدأ منذ شهرين تقريبًا، ولكنه بدأ بالتدريج، حيث ارتفع في البداية سعر الكاسات البلاستيكية والتي أصبحت تُباع بـ4 شواكل بعدما كانت بـ2 شيكل لكل رزمة.

ويلفت في حديثٍ للجرمق إلى أنه مع بداية العام الجديد بدأ الارتفاع يظهر بشكل ملحوظ، حيث يستيقظ البائع والمستهلك كل يوم على ارتفاع جديد في الأسعار، مؤكدًا على أن المنتجات بعضها ارتفع سعرها الضعف.

أسباب الارتفاع

ويعزو الخبير الاقتصادي غسان صالح هذا الارتفاع في الأسعار إلى عدة أسباب، أهمها هو الارتفاع في سعر البلاستيك الذي فرضته الحكومة الإسرائيلية منذ أشهر لتقليل استخدام البلاستيك حفاظًا على البيئة بحسب ادعائها.

ويتابع في حديثٍ للجرمق أن بعض الشركات قامت برفع سعر كافة المنتجات التي يدخل فيها البلاستيك حتى قبل أن يتم رفع سعرها من قبل المُصنعين، مشيرًا إلى أن الارتفاع الذي تشهده الأسواق حاليًا يعود لأن معظم المنتجات الغذائية والاستهلاكية يدخل البلاستيك في تغليفها أو في تركيبتها.

ويُشير إلى أن السبب الثاني للارتفاع هو بسبب ضريبة السكر التي فرضتها الحكومة الإسرائيلية على كافة المنتجات التي يدخل فيها السكر بتوصية من وزارة الصحة الإسرائيلية، لافتًا إلى أن الارتفاع على المواد التي يدخل بها السكر ليس لأن هناك زيادة في سعر المواد الخام أو شُح في مصادرها.

ويضيف أن السبب يعود إلى أن وزارة الصحة الإسرائيلية تدعي أنها تريد إحداث توازن صحي حيث أنه بحسب ادعائها فإن أكثر مريض مكلف بالنسبة للوازرة على مستوى مستشفيات ومتابعات وأدوية هو مريض السكري، لذلك رفعت ضريبة السكر للتقليل من استهلاكه.

ويلفت صالح للجرمق إلى أن رفع الأسعار ليس بالضرورة أن يؤدي لتقليل استهلاك المنتوجات، فمثلًا رفع سعر السجائر لتقليل استهلاكها لم يُغير من الواقع شيء، حيث ارتفع سعر السجائر ولكن لم يقل الاستهلاك لأن المستهلك تحوّل من تدخين نوع معين إلى آخر وبالتالي تغيرت الحصة السوقية لكل شركة فقط.

وفي المقابل، يقول صالح إن رفع سعر البلاستيك أدى إلى تقليل استهلاكه، مشيرًا إلى أن هذه هي الطريقة التي يمكن تحديد المسار المستقبلي لسعر المنتجات إن كانت ستستمر بالارتفاع أم ستقل.

ويؤكد على أنه إن حقق رفع السعر الهدف المرجو منه والذي أرادته الحكومة الإسرائيلية فسيبقى السعر كما هو ولكن إن لم يتحقق الهدف فعلًا فستتخذ المؤسسات الرسمية طريقًا آخر.

ويُشير إلى أن المتضررين من رفع الأسعار في أراضي الـ48 هم العائلات الفلسطينية بالأساس لأن ارتفاع الأسعار والذي يعود لكافة الأسباب المذكورة إلا أن الدخل لا يرتفع، قائلًا إن القدرة الشرائية والقيمة النقدية للفلسطيني ضعيفة جدًا.

ومن جانبها تقول الناشطة الاجتماعية فاطمة بكري إن ارتفاع الأسعار بدأ يظهر مع بداية العام بشكل كبير، خاصة على المنتجات التي يدخل السكر في تركيبتها وذلك يعود لضريبة السكر، مشيرة إلى أن أحد المنتجات التي ستهلكها الفلسطيني في أراضي الـ48 وتم رفعها هي "جلان العصير".

وتشير للجرمق إلى أن هناك مصانع في المجتمع الفلسطيني في أراضي الـ48 تقوم بتصنيع هذا العصير فقط، وربما ستشهد المصانع الفلسطينية إغلاقات خاصة بعد رفع سعر هذا العصير وعزوف الفلسطينيين عن شرائه بسبب سعره الذي ارتفع من 30 شيكًلا إلى 70.

وتُشير إلى أن هذا المشروب له مصانع حصرية وخاصة لا تُصنّع غيره، مؤكدة على أنه مشروب مفضل للفلسطينيين لأنه كان رخيص نسبيًا ولأنه يُمكن تخفيفه مع الماء وصنع كميات كبيرة منه حيث يدوم لفترات طويلة ومناسب للمناسبات العائلية خاصة في شهر رمضان.

وتردف للجرمق إلى أن الارتفاع في الأسعار طال منتجات أخرى كالمعكرونة والمنتجات التي يدخل بها الطحين والقمح، حيث يعود هذا الارتفاع إلى صعوبة استيراد الطحين من الخارج ما يعني أن سعرها أصبح مضاعف.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر