واصلت القوات الإسرائيلية على مدار 3 أيام اقتحام أراضي عشيرة الأطرش في قرية سعوة_الرويس بـ منطقة النقع بالنقب برفقة الجرافات الإسرائيلية بهدف حراثتها وتحريشها من قبل "الكيرن كاييمت" تمهيدًا لمصادرتها.

واقتحمت مئات العناصر من الوحدات الإسرائيلية أراضي الأطرش، ومن بينها وحدة "حرس الحدود" و"اليمام" وشرطة الخيّالة، حيث اعتقلت القوات خلال الاقتحامات 3 نشطاء من النقب تواجدوا في خيمة الاعتصام التي أقيمت على أراضي القرية بالأمس.

توقيت الاقتحام

وحول الاقتحامات المستمرة التي لم تتوقف منذ 3 أيام في مضارب عشيرة الأطرش، يقول شيخ العشيرة عقل الأطرش للجرمق إن هذه الاقتحامات سياسة مرسومة من قبل الحكومة الإسرائيلية لإخضاع النقب، مشيرًا إلى أنها تأتي بعد حملة تحريضية طويلة بدأت منذ أشهر على النقباويين إذ هدفت لخلق أجواء متوترة دائمًا في القرى.

ويتابع أن التحريض جاء من وسائل الإعلام الإسرائيلية وصحفيين إسرائيليين زعموا أن أهل النقب عنيفيين ومجرمين، مضيفًا أن هذه الهجمة أيضًا ليست الاولى فمنذ حوالي عام استهدفت القوات الإسرائيلية أراضي عشيرة الأطرش وحاولت الاستيلاء عليها لكنها تراجعت بفضل صمود الأهالي.

ويضيف أنه ليس فقط زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة هي السبب في تصاعد الهجمة وإنما إضافة لهذه الزيارة، فإن رؤساء البلديات الإسرائيليين في النقب حرضوا على النقباويين للنيل من السكان ليلًا نهارًا.

وفي سياق توقيت الاقتحامات، يقول الشيخ أسامة العقبي عضو لجنة التوجيه العليا  للجرمق إن هذه الهجمة جاءت بعد تصريحات رئيس الوزارء الإسرائيلي نفتالي بينت قبل أسابيع من على أرض النقب بأن التعامل مع النقباويين سيتحول "من الدفاع إلى الهجوم".

ويتابع أن هذا التصريح لنفتالي بينت كان بمثابة إعلان حرب على أهل النقب والقرى مسلوبة الاعتراف على عدة مستويات، لأن من وقف على رأس هذا التصريح هو الرجل الأول في "إسرائيل".

ويلفت إلى أن نفتالي بينت ترجم تصريحات في الميدان، والتي بدأت عندما أنزل قوات إسرائيلية بالطائرات على أراضي عشيرة أبو سبيلة، ومن ثم أدخل المستعربين إلى قرية قصر السر قبيل الفجر، ومن ثم اقتحمت عناصر المستعربين قرية ترابين الصانع منذ أيام.

ويضيف أن النقب الآن أمام حرب من قيادات المؤسسة الإسرائيلية على مختلف المستويات والمسميات، ويأتي ذلك بعد التحريض على أهالي النقب أولًا وبعد تصريحات بينيت ثانيًا.

ويوضح العقبي للجرمق أن الاقتحامات استهدفت أراضي عشيرة الأطرش التي تقع في منطقة النقع بالنقب، حيث يسكنها 30 ألف فلسطيني، وتضم مساحة 45 ألف دونم تهدف "إسرائيل" لمصادرتها وترحيل سكانها.

خيمة اعتصام

وأقام أهالي عشيرة الأطرش خيمة اعتصام على الأراضي المهددة للمصادرة لمواجهة الاقتحامات الإسرائيلية، حيث يقول أسامة العقبي إن أهالي النقب تصدوا للاقتحامات والمصادرة بصدورهم العارية، مضيفًا أنهم سيستمرون في النضال ضد الجرافات الثقيلة التي استهدفت الأراضي.

ويتابع للجرمق أن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بصدد عقد اجتماع يوم السبت القادم في قرية الأطرش لوضع برنامج عمل متسلسل لمواجهة الهجمة المستمرة في النقب، حيث سيحضر الاجتماع "الأعضاء العرب" في الكنيست وكافة مركبات لجنة المتابعة.

وفي السياق يلفت الشيخ عقل الأطرش إلى أن أراضي عشيرة الأطرش ملك لهم، ولدوا فيها وسيموتون فيها، قائلًا إنه مهما بلغت العنصرية فلن يسمحوا للحكومة الإسرائيلية بجعلهم لاجئين في أرضهم ووطنهم.

رابط مختصر

اترك تعليق