"خرافية شفاعمرية"..فعالية لاسترداد الذاكرة الشفاعمرية بذكرى هبة الباصات العمالية

أقام الحراك الشفاعمري اليوم الجمعة فعالية "خرافية شفاعمرية" عن هبة الباصات العمالية عام 1959 والتي تمر ذكراها هذه الأيام، وذلك من خلال فعالية لاسترداد الذاكرة الشفاعمرية وتسليط الضوء على الهبة التي راح ضحيتها الشهيد من شفاعمرو محمد رعد وعدد من الاعتقالات آنذاك.
وتقول عبير ناطور عضو الحراك الشفاعمري إن الحراك قرر إقامة سلسلة فعاليات تحت شعار "استرداد الذاكرة الشفاعمرية" وتسليط الضوء على القضايا التي مرّت بها مدينة شفاعمرو على مدار السنين الماضية خاصة التي عانى فيها أهالي المدينة من عنصرية من قبل "إسرائيل".
وتابعت للجرمق أن قصة هبة الباصات التي حدثت عام 1959 يتم تناقلها ولكن دون تفاصيلها فبالتالي هي غير معروفة لدى معظم أهالي شفاعمرو، مضيفة أن الفعالية تحدثت عن الهبة وتفاصيلها.
هبة الباصات 1959
وتروي عبير ناطور تفاصيل حادثة الباصات، حيث أن الحكاية بدأت عندما اضطر أصحاب شركة حافلات شفاعمرو المحلية الانضمام لشركة مواصلات شاحر حينها "إيجد" الإسرائيلية حاليًا، وذلك لانعدام الدعم للشركة المحلية ولقلة حافلاتها مقارنة مع حافلات شركة شاحر.
وتتابع في حديثٍ للجرمق أن شركة الباصات المحلية كانت تنقل عمال شفاعمرو إلى حيفا ولكن بعد انضمام حافلات الشركة لـشركة شاحر أصبحت هذه الشركة الإسرائيلية هي المسؤولة عن نقل العمال، فقامت بتخصيص حافلتين فقط لنقلهم إلى حيفا، وبالتالي لم تكن الحافلات تكفي لجميع عمال شفاعمرو.
وتقول ناطور إن الحافلات كانت تغادر المدينة قبل أن تُقل العمال في حي العين وهو آخر أحياء شفاعمرو، حيث كانت الحافلات تصل ممتلئة لهذا المنطقة، مشيرة إلى أن العمال من منطقة العين الذين يعملون بحيفا فقدوا أعمالهم ومصادر رزقهم تدريجيًا عندما كانوا يضطرون للغياب عن العمل بسبب الحافلات التي تغادر قبل أن تقلهم.
وتلفت إلى أنه في يوم 8 من نوفمبر قرر العمال من منطقة العين التظاهر ضد شركة شاحر والتي تسببت بقطع أرزاقهم، مشيرة إلى أن الحاكم العسكري الإسرائيلي حينها أمر قوات الشرطة الإسرائيلية بتفريق التظاهرة.
وتشير للجرمق أن الشرطة الإسرائيلية في ذلك الوقت فرقت التظاهرة بالعنف والاعتقالات، وأطلقت الرصاص الحي الذي تسبب باستشهاد محمد رعد والذي كان متواجدًا في المنطقة لقطف الزيتون.
وتلفت إلى أن الزمن يعيد نفسه، وأن "إسرائيل" وشرطتها تتصرف حتى الآن ذات التصرفات بتفريق التظاهرات وإغلاق ملفات القتل التي ترتكبها عناصر الشرطة، مؤكدة على أنه لم يتم محاسبة القتلة، وإنما اكتفت الحكومة الإسرائيلية حينها بتوجيه الاتهام لجهاز الشرطة الإسرائيلي عمومًا.
وتؤكد ناطور على أن مثل هذه الفعاليات تصحح معلومات مغلوطة، ففي إحدى الكتب ذُكر أن عائلة الشهيد محمد رعد قبلت تعويضًا كانت قد عرضته عليهم الحكومة الإسرائيلية لكن في الحقيقة هذا لم يحدث إضافة إلى أن الحديث عن تفاصيل الحادثة يدحض بعض الروايات التي كانت تروّج إلى أن الشرطي الإسرائيلي الذي أطلق النار على الشهيد قد ندم على فعلته.
وتشير للجرمق إلى أن "استرداد الذاكرة الشفاعمرية" لن تقتصر فقط على هذه الفعالية في ذكرى هبة الباصات العمالية وإنما سيتم تنظيم فعاليات لاسترداد الذاكرة الشفاعمرية في كل المناسبات والقضايا الوطنية التي تحتاج لتسليط الضوء عليها والحديث عن تفاصيلها.