"مشوار الحرية"..تفاصيل جديدة تنقلها هيئة شؤون الأسرى عن رحلة الأسير يعقوب قادري خلال أيام حريته


  • الخميس 2 ديسمبر ,2021
"مشوار الحرية"..تفاصيل جديدة تنقلها هيئة شؤون الأسرى عن رحلة الأسير يعقوب قادري خلال أيام حريته

نقلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين تفاصيل شيقة رواها الأسير يعقوب قادري أحد الأسرى الذين انتزعوا حريتهم عبر نفق جلبوع في أيلول الماضي.

وبحسب هيئة شؤون الأسرى  والمحررين، فإن الأسير يعقوب قادري يروي لمحامية الهيئة التي تمكنت من زيارته بعزل سجن "ريمونيم" جزءًا مما حصل معه خلال تحرره لمدة 5 أيام والتي أطلق عليها اسم "مشوار الحرية".

ويقول الأسير يعقوب قادري إنه الأسير الثالث الذي خرج من النفق بعد الأسيرين مناضل انفيعات ومحمد العارضة، حيث خرج بعده الأسير زكريا الزبيدي ثم أيهم كممجي ثم الأسير الأخير محمود العارضة.

ويتابع قادري أنه دُهش وصُدم عندما شاهد نفسه يقف خارج السجن بلا قيود ودون أن يسمع أصوات غليظة تُنادي على العدد، لافتًا إلى أنه كان في حالة بين المستيقظ والنائم.

ويروي قادري أنه قال لنفسه، "هل أنا حر؟ أم أنني احلم؟ لا يا يعقوب.. أسأل وأجاوب نفسي..لا يا يعقوب أنت حر بالحقيقة، تارة أبكي وتارة أضحك وتارة أسجد وتارة أشكر الله على هذه المكرمة".

ويلفت قادري أنه والأسرى الـ5 توجهوا على الفور إلى لقطع شارع بيسان الملتصق بسجني الجلبوع وشطة، حيث دخلوا إلى قطعة أرض مزروعة بالقطن وهي بمسافة 10 كيلومترات وقطعوها هرولة، وهم يضحكون ويتسامرون ويحمدون الله.

ويتابع قادري أنه واصل ورفاقه الـ5 المسير حتى وصلوا إلى بيارة بوملي تبعد حوالي 15 كيلومترًا عن سجن جلبوع، مشيرًا إلى أنهم قاموا بتغيير ملابسهم هناك ثم تناولوا أول طعام خارجي وهو حبات البوملي من هذه البيارة.

ويضيف أنهم واصلوا السير بين البيارات والحقول والبساتين حتى وصلوا إلى قرية الناعورة وهناك استراحوا قليلًا في مسجد القرية بالتزامن مع آذان الفجر حيث صلوا في أروقة المسجد وتناولوا الماء البارد وغسلوا ملابسهم ثم تفرقوا كل اثنين معًا.

ويتابع أنه كان رفيقًا لمحمود العارضة حسب اتفاقٍ مسبق بينهما، ثم خرجا معًا إلى التلال والجبال القريبة من الناعورة وهما متعبين، مردفًا أنهما صعدا أحد الجبال وسارا عدة كيلومترات.

ويلفت إلى أنهما أثناء سيرهما دخلا إلى أحد الأحراش حيث تواجدت به مزرعة أبقار كبيرة، قائلًا، "المضحك أن محمود العارضة طرح السلام على تلك الأبقار وقال السلام عليك أيتها الأبقار، نحن أصدقاء أنا ويعقوب ولسنا أعداء، لا تحاولوا إيذاءنا ولن نؤذيكن أبدًا".

ويتابع قادري أنه أكد على حديث العارضة بقوله، "صدقن ما يقول فنحن أصدقاء ولسنا أعداء" لافتًا أن الأبقار بدأت بفسح الطريق له وللعارضة حتى سارا قرابة الـ 300-400 م حتى وصلا بالقرب من معسكر إسرائيلي يتواجد به عشرات الجنود الإسرائيليين.

ويضيف قادري أنه قال للعارضة بأن هذا هو المكان الذي سوف يضعان فيه رحالهما لأن "إسرائيل" لن تُصدق أنهما يجرؤآن على الاقتراب من معسكرات تتبع للجيش الإسرائيلي.

ويتابع بأنهما دخلا تحت إحدى الأشجار الكبيرة القريبة من المعسكر، وبالقرب منها جدار ترابي وقاما بوضع كمية كبيرة من القش الناشف وبعض الأغصان الناشفة على شكل مغارة تحت الشجرة ثم وضعا حقائبهما تحت رأسيهما وبَدَآ بالتحدث عما جرى معهما حتى اللحظة.

ويضيف أنهما كانا قد اتفقا على أن محمود سيتابع الأخبار باللغة العبرية وينقل له ما يحصل وهو سيتابع الأخبار باللغة العربية وينقل للعارضة ما يسمعه، لأن كل منهما يحمل جهاز ترانستور أو راديو صغير في حقيبته وهذا ما حصل حيث كانا سعيدين جدًا وهما يستمعان لكافة المحطات التي تتناقل هذا الحدث الكبير بكل اللغات وأن الجنود الإسرائيليين يبحثون عن الأسرى في كل مكان دون جدوى.

ويضيف أنهما بقيا طيلة النهار حتى الليل هكذا، وعندما دقت الساعة السابعة من مساءً أول يوم حرية قاما بحزم أمتعتهما وأغراضهما وقررا المسير، مشيرًا إلى أنهما مشيا ليلةٌ كاملة حتى وصلا قرية سولم.

ويتابع أنهما مرّا بالقرب من القرية وشربا الماء هناك ثم أكلا الصبر لأول مرة، وواصلا المسير دون أن يدخلا إلى القرية ثم واصلا المسير حتى مرّا بالقرب من مدينة العفولة الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية.

ويتابع أنهما دخلا إلى الحديقة الخلفية لأحد المنازل دون علم أهله وشربا المياه وتناولا بعض حبات الليمون والرمان، المتواجدة في الحديقة الخلفية وخرجا إلى الجبل المجاور حيث كانت الساعة الثانية عشرة ليلًا.

ويضيف قادري أنهما قررا المبيت قرب  العفولة على بعد عشرات الأمتار من منازلها، وبقيا هناك حتى صباح اليوم التالي، مضيفًا، "وعندما خرج الضوء صباحًا شاهدت شجرة فسألت محمود عنها فضحك وقال هذه شجرة الزعرور الفلسطينية وأكلنا منها حتى شبعنا وكانت بطعم لذيذ جدًا".

ويتابع أنه كان بالقرب منها شجرة السماق الفلسطيني، التي أكل منها حتى يتذوق طعمها فقط، متابعًا أنهما بقيا نهارًا كاملًا حتى السابعة مساءً هناك ثم واصلا المسير ليلًا، حتى وصلا لقرية إكسال، حيث حصل جدال بينهما حول أن المدينة فلسطينية أم إسرائيلية، وكان ترجيحه أنها إسرائيلية لأنه شاهد على مدخلها عمارة كبيرة جدًا ولم يكن بعلمه أنه مكث قرابة 18 عامًا بالسجن والحياة تغيرت تغيرًا كاملًا.

ويتابع أنه والعارضة في أحد الأيام حين كانا يمشيان ليلًا، وصلا لأرض بها كميات كبيرة من الصبر مزروعة على أطراف أحد الشوارع، فأكلا عدة حبات ما بين الـ5 والـ6 أكواز في حين تناول محمود العارضة 12 كوز صبر وقال له، "صدقني لم أشبع".

ويضيف أنهما واصلا المسير وطلبا الماء من أحد المارة قرب منزله فناولهما عدة زجاجات صغيرة من المياه المعدنية ثم واصلا الدخول لقرية إكسال، وأثناء سيرهما شاهدا صبيًا صغيرًا يبلغ من العمر 5 أو 6 أعوام يسير مع أمه وعدة أطفال آخرين قائلًا، "ناديت على هذا الطفل وحملته وقبلته عدة مرات وكأنني أحمل طائر الطنان الصغير الجميل وسألته ما اسمك؟ وسألته هل تعرفني؟ فقال : لا قلت له أنا ورفيقي الان تبحث عنا كل الكرة الأرضية فتبسم الطفل دون أن يفهم المغزى والمعنى من قولي وعاد إلى أمه".

ويتابع أنهما واصلا السير إلى مدينة الناصرة، وبالطريق إليها مرّا بأحد المزارع وشاهدا التين والعنف وأكلا منه، ثم واصلا الطريق باتجاه المدينة وقبل الوصول إلى تخومها دخلا إلى إحدى بيارات البرتقال وأكلا منها ثم بدآ بالصعود إلى جبال الناصرة، وناما بالقرب من حي الفاخورة دون أن يعلما.

ويقول، "كانت ليلة جمعة وفي النهار سمعنا خطبة الشيخ بالكامل وصلينا بالمكان الذي اختبأنا به وبقينا لغاية حوالي الساعة السابعة مساءاً، واصلنا المسير حيث التقينا ببعض الشباب وتحدثنا معهم عن بعد وطلبنا منهم أن يرشدونا الى جبل القفزة ففعلوا ذلك".

ويتابع أنهما سألا الشبان عن المكان الذي يتواجدون فيه فأخبروهما بأنهما في حي الفاخورة، مضيفًا أنهما واصلا السير حتى جبل القفزة محاولين العثور على عمال فلسطينيين لمساعدتهما وإرشادهما إلى الطريق لمدينة جنين، لكنهما لم يجدا أحدًا.

ويضيف أنهما أثناء سيرهما على الأقدام بالقرب من بداية مدينة الناصرة تفاجآ بسيارة شرطة إسرائيلية، قفزا من السيارة ووجها المسدسات على رؤوس قادري والعارضة، وطلاب منهما إلقاء الحقائب.

ويتابع العارضة أنه هنا انتهت تفاصيل المشوار في رحلة ذكر فيها تفاصيل صغيرة أمام الكثير من التفاصيل التي عاشها خلال 5 أيام.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر