منصور عبّاس أتمّ عمليّة الأسرلة: كيف ذلك؟


  • الثلاثاء 2 نوفمبر ,2021
منصور عبّاس أتمّ عمليّة الأسرلة: كيف ذلك؟
منصور عبّاس اليوم أكثر ثقةً في خطابهِ الإسرائيليّ، فما نراهُ هو إتمامٌ لعمليّة الأسرلة، والآن تُحصد النتائج.
تاريخيًا كلمة أسرلة، تعبّر عن عمليّة وسيرورة يُباشرُ فيها فلسطينيّون (في الداخل المحتلّ الـ 48)، أحيانًا أطلقت إزاء قوائم من إعداد وتخطيط حزب "مباي" المؤسّس للدولة، وأطلقت أحيانًا إزاء الحزب الشيوعيّ الإسرائيليّ، وأطلقت أيضًا إزاء جمعيّات أو نُشطاء يهدفون إلى إنشاءِ معادلةٍ إسرائيليّة للعرب الفلسطينيين في الداخل، ضمن درجاتٍ ومستوياتٍ مُختلفة.
ثمّ علينا أن نُلاحظ أنّ عمليّة الأسرلة فيها صنف آخر، وهو الذي تُباشر فيهِ أجهزة الدولة الاستعماريّة، واليوم أجد أن هذهِ العمليّة وأهدافها وتخطيطها، نحصدُ نتائجها في الجريمة المنظمّة وانتشار السلاح المعدّ لقتلِ الفلسطينيين.

منصور عبّاس يأتي ضمن الصنف الأوّل، وقد أتمّ العمليّة أخيرًا. كيف ذلك؟

بدايةً لننظر إلى تحوّلات الخطاب والممارسة مؤخرًا، كيف تعاملَ مع "الاتهامات" الموجّهة لهُ أنّ جمعيّات تابعة لحزبهِ، قد تموّل "الإرهاب في غزّة" وفقًا لحديثهِ، فهو يجيب مباشرةً "هل لديكم دليل أن الأموال تصل لأيادي إرهابيّة" مشيرًا إلى حركاتِ المُقاومة في غزّة؟
مثلَ هذهِ الأقوال لم تكن تمرّ بسلاسةٍ، منذُ يومهِ الأوّل في الحكومة، على أقلّ تقدير، كيف تعلم ماذا يدورُ حقًا في رأسِ أحدهم، فقط، عند وقوفهم في موقعِ دفاعٍ، فهو يصل إلى أقصى ما يفكّر فيهِ.
فهو أصبحَ يتبّنى التعريفات الإسرائيليّة بشكلٍ طبيعيّ، على سبيل المثال، ماذا حدثَ في أيّار الماضي "أزمة تعايش" يجب حلّها من خلال تمويل مشاريع إضافيّة تهدف لإعادة الحياة المشتركة، ماذا أيضًا؟
المناورات الإعلاميّة في دفاعهِ عن الحزب، وإبعاد الشكوك، أصبحت إسرائيليّة كاملةً، حيثُ أنّه يقارن بينَ الجمعيّات التي تموّل مشاريع إغاثة في غزّة، على أنّها مهنيّة ومفصّلة، على عكس نتنياهو الذي يمرّر الحقائب المليونيّة لـ "منظمّات الإرهاب في غزّة". هكذا ببساطةٍ يُدافع عن جمعيّات الحزب.
هُنا نجد إتمام نهائيّ لعمليّة الأسرلة من الصنفِ الأوّل التي باشرَ فيها الفلسطينيّ، في الممارسةِ أولًا ودخولهِ إلى حكومة المستعمِر والمحتلّ ضمن خطابٍ قد يُقنعك، أنّه سيأتيك في فائدةٍ جمّة، وأنّه ما زالَ ينتمى إلى الدائرة الوطنيّة.
ثمّ التغيّر الأخير في الخطاب، حيثُ يخبركَ مباشرةً أنّه يُدافع عن مصالحِ إسرائيل، ويعملُ لأجلها، ولتُصبح أكثر تعدديّة ضمن "خطاب الأقليّات الإسلاميّة في دولٍ غير إسلاميّة"، وتسمعهُ مثلًا "أنا لستُ كـ نتنياهو أدفعُ الأموال مباشرةً إلى الإرهابيين في غزّة، إنمّا أعطيها للفقراء والمساكين والمحتاجين، وإذا علمتُ أنها ستصل إلى الأيادي الإرهابيّة، سأغضبُ جدًا، ونوقف عمل الجمعيّة".
[دُعابة: منصور عبّاس في الصورة يتحدّث عن إسرائيل؛ فيها حكومةً لا يُظلم عندها أحد (لماذا يا منصور؟): 1)عادلةً في حكمها، 2)كريمةً في خلقها]
. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر