أم سهيل حكاية نجاح ورثتها لأجيال وأجيال


  • الخميس 7 أكتوبر ,2021
أم سهيل حكاية نجاح ورثتها لأجيال وأجيال

لم تجعل السيدة جهاد عبد الله "أم سهيل" من الناصرة من العمر عائقًا أمام تحقيق حلمها بإكمال مسيرتها التعليمية التي بترت في طفولتها عند الصفوف الأساسية، ففي عمرها الـ85 تمكنت من التخرج من كلية العلوم الشرعية بقرية كفر برا بعد 4 أعوام من الدراسة.

وتقول أم سهيل في حديثٍ خاص مع الجرمق إنها من سكان المجيدل، واضطرت لمغادرة بلدتها مع عائلتها في النكبة عام 1948، وسكنت مدينة الناصرة، وتتابع، "بعد أن سكنا الناصرة.. درست حتى الصف الخامس الأساسي.. وتركت المدرسة بعد ذلك رغم أنني كنت متفوقة.. حاولت أن أعود إلى المدرسة لكن لم أستطيع ولم تسمح المدرسة لي".

وتشير أم سهيل، إلى أنها تزوجت في سن مبكر، وأنجبت 7 أطفال كان لوجودهم في حياتها أثر كبير في إكمال تعليمها، حيث بدأت تتعلم معهم وتعلمهم من الصفوف الابتدائية حتى الثانوية العامة، وعندما دخل أبناؤها الجامعة، لجأت إلى أولاد إخوتها لتتعلم معهم ومنهم.

وتضيف عبد الله، "كنت أركز على مادة الرياضيات.. وأشتري الكتب اللازمة والمثلى لأتعلم وأكمل مسيرتي التي بدأتها.. بدأت أتعلم الرياضة.. ثم شاركت في دروس حفظ القرآن الكريم خلال عام تمكنت من حفظه مع أحكامه".

وتلفت عبد الله في حديثها إلى أن إحدى صديقاتها أخبرتها عن وجود تعليم في مدينة الناصرة، وأن هذا التعليم سيشرف عليه مدرسون من كفر برا، وتتابع، "التحقت بالتعليم في الناصرة.. تعلمت سنتين.. بعد ذلك بدأت أعداد الطلبة بالتقلص واضطر القائمون على التدريس لنقله إلى كفر برا.. وبالفعل أكملت في كفربرا سنتين أخريين".

 

وتوضح السيدة والخريجة جهاد عبد الله في حديثها للجرمق أن أحد القائمين على التعليم في كفربرا أعجب بإصرارها على التعلم، وإكمال مسيرتها التعليمية، ووعدها حينها بأن تكمل تعليمها مدى الحياة بشكل مجاني.

وتضيف جهاد، "تمكنت من إنهاء تعليمي في كفر برا لمدة 4 أعوام وتخرجت بشهادة عالية.. أنا اليوم أعمل كمعلمة لأحكام التجويد في المركز الإسلامي.. وأعلم أشغالًا يدوية في مركز نسيجنا.. إلى جانب تعليم خاص أقدمه للطلبة في منزل أعلمهم فيه أحكام التجويد".

وتؤكد أم سهيل على أنها عملت طيلة فترة حياتها على زرع الإرادة والإصرار في أبنائها الذين لا يقلون مثابرة عنها، فالابن الأكبر لديها يعمل اليوم كمدير في قسم التأمين الوطني، إلى جانب طبيبين، ومهندس، يوجد شقيقتهم المعلمة.

وتلفت أم سهيل إلى أن أبناءها نقلوا ما تعلموه منها لأبنائهم، وتتابع، "لدي 9 أحفاد.. بينهم حفيد يكمل الدكتوراه.. وحفيد آخر أنهى درجة الدكتوراة.. وحفيد يدرس طب الأسنان في ألمانيا.. رسالتي كانت واحدة دائمًا.. بالمثابرة والعزم والإرادة يستطيع الشخص أن يحقق أحلامه.. لا يجب أن يقف الفرد في منتصف الطريق ظنًا منه أنه أنهى ما يجب أن يفعله".

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر