النقب.. معركة وجود يخوضها الفلسطينيون

كشف تقرير جديد لمنتدى "تعايش" أرقامًا مخيفة عن سياسة هدم بيوت الفلسطينيين في النقب، وهي السياسة الإسرائيلية المستمرة منذ سنوات طويلة بهدف تهجير أهالي النقب الفلسطينيين بمخططات عنيفة تُنفذ بالقوة أحيانًا وفي أحيان أخرى بسياسة ناعمة تأخذ أشكالًا عدة.
ووصل موقع الجرمق الإخباري نسخة من تقرير "تعايش" الذي ينشر بشكل سنوي، حيث بيّن التقرير تأثير سياسة هدم البيوت الفلسطينية في النقب، وحسب التقرير فإنه رغم الوعود الحكومية التي أطلقها الائتلاف الحكومي الإسرائيلي بالاعتراف بعدة قرى في النقب وتجميد هدم المنازل لقرابة 9 أشهر، إلأ أنه هُدم في النقب أكثر من 50 منزلًا ومبنى منذ إقامة الائتلاف الحكومي الإسرائيلي برئاسة نفتالي بينيت.
وأظهر التقرير أيضًا ارتفاعًا بنسبة 13% في هدم بيوت فلسطينيي النقب خلال جائحة كورونا في العام 2020 رغم توجه 22 منظمة حقوقية في "إسرائيل" إلى المستشار القضائي الحكومي الإسرائيلي لوقف هدم المنازل بحكم الجائحة إلا أن 2568 منزلًا ومبنى لفلسطينيين في النقب تم هدمها في العام ذاته.
صمود الأهالي
وفي قرية الزرنوق مسلوبة الاعتراف يستقبل الناشط محمد أبو قويدر عشرات الزوار شهريًا، مقدمًا لهم خدمات الاستضافة البدوية ويشرح الواقع السياسي عن الملاحقة السلطوية وتضييق الحياة على الفلسطينيين الذي تعيشه قرية الزرنوق بشكل يومي، وعمليات هدم البيوت لأزواج شابه في يوم زفافهم، ومخلفات للجيش الإسرائيلي قُتل بسببها عدة أطفال في القرية بالرغم من تجريم القانون الدولي لتنفيذ تدريبات عسكرية في مناطق سكنية.
وبالحديث عن المخلفات القاتلة للجيش، يقول الأهالي في القرية لمراسل الجرمق إن "إسرائيل" ترى القرى الفلسطينية مسلوبة الاعتراف في الجنوب مناطق مفتوحة سكانها الأصليون غير مرئيين، لا ماء ولا كهرباء ولا بنى تحتية وكل مقومات الحياة الأساسية يتم توفيرها بمجهود شخصي من الأهالي الصامدين على أرضهم.
ويشكو الأهالي في قرية الزرونوق التي تشكل نموذجًا لعشرات القرى مسلوبة الاعتراف في النقب، من عدم توفر فرص عمل، مما يجبر الأهالي وبالأخص رجال القرية على السفر خارجها لتوفير لقمة العيش ما يسهل على "إسرائيل" هدم منازلهم، حسب وصفهم.
وفي حديثه للجرمق يقول الناشط أبو قويدر "لا نملك في قرية الزرنوق رفاهية اليأس لدينا أطفال يرون ويعيشون الظلم، ولقمة العيش الكريم هي بوصلة حياتنا في أرضنا التي لن نقبل التنازل عنها، تحاول السلطات تضييق العيش علينا وهدم منازلنا لدفعنا للرحيل من قرية الزرنوق والانتقال إلى مدينة رهط لكن هذا لن يحدث، صامدون في أرضنا رغم كل محاولات التهجير".
سنوات من الهدم والتهجير
وتتعرض قرى النقب مسلوبة الاعتراف في الأسابيع الأخيرة لمجازر هدم ضمن سياسة إسرائيلية لم تتوقف يرى فيها الأهالي محاولة لتهجيرهم من أرضهم ومنعهم من تحصيل حقوق ملكيتهم على أرضهم.
وشهدت الأسابيع الماضية دعاوى قضائية في المحاكم الإسرائيلية لتهجير أهالي قرية راس جرابا مسلوبة الاعتراف، وحي الفخاري مسلوب الاعتراف في النقب الشمالي في الوقت الذي تواصل وحدات "يؤآف الإسرائيلية" المختصة بهدم بيوت الفلسطينيين باقتحام القرى وتوزيع أوامر هدم للبيوت أو تنفيذ عمليات هدم أو دفع الأهالي على هدم المباني تحت تهديد الغرامات المالية الباهظة.
ويصف نشطاء في النقب للجرمق سياسة هدم المنازل في النقب بأنها وصلت حدودًا كارثية بهدم أكثر من 11 ألف مبنى فلسطيني خلال السنوات الخمس الماضية وسط تفاخر المؤسسة الاسرائيلية بالأرقام بتعريفها حربًا على "الغزاة البدو" حسب تصريح وزير الزراعة السابق المسؤول عن ملف النقب "أوري اريئيل".
وعن الموقف الموحد لفلسطينيي النقب في قضايا الأرض والمسكن يشير الناشط الشاب من حراك ديار بئر السبع مفيد أبو سويلم للجرمق إلى أن "أهل النقب على درجة عالية من الوعي وقمع السلطة يزيدنا قربًا لقيمنا الوطنية و بالضرورة أرضنا هي خط أحمر، إن خط الدفاع الأول عن النقب هو صمود الأهالي في أرضهم.. أكثر من 2775 منزل هُدمت في العام 2018 فقط ولم يرحل شخص واحد من أرضه، هم يهدمون ونحن نعيد البناء والندية هي أساس نفسي في تعاملنا مع المستعمر والتكاتف الاجتماعي هو سبيلنا الوحيد للبقاء".
اعتقالات لا تتوقف
وتتزامن عمليات هدم البيوت الحالية في النقب مع استمرار موجة الاعتقالات للشبان الفلسطينيين في النقب في أعقاب الهبة الجماهيرية الأخيرة والتي شهدت نشاطات احتجاجية في كامل مناطق التواجد الفلسطيني في أراضي 48 بعد تصاعد القمع للفلسطينيين في مدن48، والجرائم الإسرائيلية في غزة واقتحامات المسجد الأقصى ومحاولات تهجير أهالي الأحياء المقدسية، حيث طالت حملة الاعتقالات في النقب أكثر من 600 فلسطيني حسب أرقام اتحاد المحامين العرب.
"كل مؤسسات الدولة مجندة ضد فلسطينيي النقب، السلطة التشريعية تسن قوانين أصلها وفرعها عنصري تجاه العرب والشرطة تعتدي على الشبان البدو في الشوارع والقضاء يسجنهم لدفاعهم عن أنفسهم، أثبتت الديمقراطية الإسرائيلية أنها كذبة وأثبت المنبطحون وأصحاب نهج التخاذل واستجداء الحقوق أنهم فاشلون" هذا ما قاله عضو الكنيست الإسرائيلي السابق جمعة الزبارقة والناشط في قضايا الأرض ومعتقلي النقب في حديثٍ مع للجرمق.
وأردف زبارقة، "تعول المؤسسة الإسرائيلية على يأس عرب النقب من المعركة الوجودية وعلى كون التضييق سوف يؤدي إلى الرحيل والاستسلام، وتستخدم المتساوقين معها لصبغ هويتنا وتغييب الطرح الوطني وتحويل معركة البقاء من كونها على الهوية إلى كونها نضالًا لتحصيل الخدمات والرفاهية، إسرائيل لا تريد أن يملك العرب أرضهم، وتغيير هذا الواقع هو برفض العقلية الصهيونية كاملة وقضية النقب توجد في لُب القضية الفلسطينية وتمثل كل عربي في الوطن وخارجه".
معركة الوجود
ويصف نشطاء للجرمق صمود فلسطينيي النقب في أرضهم ورفضهم الرحيل منها بأنه خط الدفاع الأول عن الأرض الفلسطينية، حيث تحاول "إسرائيل" منذ عام 2013 سلب 800 ألف دونم أرض من فلسطينيي النقب، حاولت سابقًا الاستيلاء عليها بسن قانون "برافر" الذي هدد 36 قرية مسلوبة الاعتراف، لكن الفلسطينيين واجههوه بموقفٍ موحد.
وفي هذا السياق يطالب أهالي النقب بتظافر الجهود لتعزيز مقومات صمودهم في وجه آلة الهدم الإسرائيلية التي تهدف لإنهاء وجودهم على أرضهم، بالإضافة للمطالبة بتوفير فرص عمل وإحياء القرى المهمشة ومسلوبة الاعتراف، وتوفير صندوق فلسطيني لدعم المعتقلين في السجون الإسرائيلية وتخفيف الأعباء عن أهاليهم خاصة فيما يتعلق بتكاليف المحامين.رابط مختصر
أهالي برهط للجرمق: الكهرباء تأتينا 4 ساعات باليوم
أخبار ذات صلة
التعليقات 2

This prospective cohort study recruited patients 65 years old who underwent hip arthroplasty for femoral neck fracture surgery in the Third Hospital of Hebei Medical University in July 2017 <a href=http://cialiss.top>buy cialis non prescription</a> Guay at day their cycle on semen
artinacax
الجمعة 10 مارس ,2023 ردOne study looked into the rates of oral chlamydia infection in heterosexuals who had known or suspected genital infection and reported recent unprotected oral sex <a href=http://propecia.bond>finpecia from india online</a> Phupong V, Sophonsritsuk A, Taneepanichskul S