في حي تاريخي.. بازار لدعم المصالح الفلسطينية في قرية البعنة

يستعد أهالي البعنة غدًا للمشاركة في فعاليات بازار البيدر المقرر عقده يومي السبت والأحد بدعوة من المركز الجماهيري والحركات السياسية والجمعيات في القرية، كامتداد لباقي فعاليات ونشاطات دعم المنتج المحلي والمصالح الفلسطينية في قرى ومدن الـ48 وتحديدًا بعد الهبة الجماهيرية الأخيرة.
وتقول إحدى المنظمين للبازار فاطمة بكري للجرمق إن البازار هدفه الأساسي دعم المنتجات المحلية في قرية البعنة كي يصل الأهالي إلى الاكتفاء الذاتي، مضيفًة أن البازار بمجمله يستهدف المشغولات البيتية والمهن اليدوية والتحف واللوحات والنحت على الخشب.
وتلفت إلى أن الإعلان عن البازار كشف عن طاقات هائلة موجودة في القرية، التي لم تكن معروفة للأهالي، وتشير إلى أن هذا يُساعد في تعريف أهالي القرية بالمشاريع القائمة فيها.
فيما تقول بكري إن أحد أهم الأسباب التي تدفع الجمعيات والحراكات في البعنة لإقامة البازار والمبادرات هو أن نسبة كبيرة من أهالي القرية توجهوا في السنوات الأخيرة للمهن المنزلية، وبالتحديد النساء في الوقت الذي لا تتوفر فيه مجالات عمل خاصة للنساء غير الأكاديميات.
وتتابع أن البعنة شهدت في السنوات الأخيرة توجهات شبابية أيضًا للمهن اليدوية، التي يتم تسويقها في البعنة وفي القرى المحيطة.
وتقول البكري إن بازار البيدر هو خطوة تشجيعية لأصحاب المشاريع في القرية، ودعمهم، وهذه الخطوة نابعة من إيمان الهيئات والجمعيات في القرية بأن التطور الاقتصادي والاكتفاء الذاتي يعطي دفعة اقتصادية للمجتمع بالتالي استقلاله سياسيًا واجتماعيًا.
بيدر البعنة..مركز تجاري اجتماعي قديم
وتقول البكري إن المكان المقرر لإقامة البازار هو حارة البيدر التاريخية في القرية، التي كانت في السابق بمثابةِ مركزٍ تجاريّ يجتمع فيها أهالي القرية لجمع المحاصيل كالقمح والشعير والسمسم.
وتتابع أن اختيار حارة البيدر ليس عبيثًا فهو إعادة لإحياء هذا المركز التجاري القديم والنقطة الاستراتيجية التي جمعت أهالي القرية قبل الـ48.
وتضيف أن حارة البيدر لم تكن فقط مركزًا تجاريًا وإنما محطة اجتماعية يتسامر فيها الأهالي بعد انتهاء العمل ويقضون فترة حصادهم فيها بجانب بعضهم بعضًا.
زوايا فنية في بازار البيدر
تُشير البكري أن القائمين على البازار أرادوا إدخال فعاليات غير تقليدية إليه، فخصصوا زوايا فنية إلى جانب المشغولات اليدوية والمأكولات.
وتقول إن المنتج المحلي يتنوع ليصل إلى الموسيقى والعازفين أبناء قرية البعنة، فهناك 13 فنان وعازف سيقدمون أغانٍ وموسيقى في أيام البازار، بالإضافة لعرض سكتشات مسرحية للفنان سليم ضو من مسرحيته "ساغ سليم" عن قريته البعنة.
وتتابع البكري أن البازار سيحتوي على أدوات تراثية قديمة من القرية لخلق تواصل بين الجيل الجديد والأجيال السابقة.
وتؤكد البكري على أن المبادرة هي امتداد لكافة الفعاليات في الـ48، وتقول إن أهالي البعنة يؤثرون ويتأثرون بما يحصل في المجتمع الفلسطيني كباقي القرى الفلسطينية.
سكتشات عن القرية..وصولٌ للقلوب البعنية
ومن المشاركين في بازار البيدر الفنان من قرية البعنة سليم ضو الذي وصف وجوده في القرية بالتواجد الروحي، فيقول، "حتى لو لم أعش في البعنة منذ سنوات طويلة، لكنّي روحيًا فيها وسأدعمها بكل قوتي".
ويتابع للجرمق أن أهالي البعنة كغيرهم من القرى يعانون من سياسات عنصرية من قبل "إسرائيل" وعليه فهو يُشير إلى أهمية بازار البيدر لدعم المنتجات المحلية في القرية.
وحول الزاوية الفنية الخاصة في البازار يقول ضو إن الفن والغناء يضيف نفحة من البهجة والدفء الإنساني بين الحضور ويخلق جوًا من الحركة في البازار.
ويتابع ضو حول عرضه في البازار إذ يقول، "سأعرض سكتشات مسرحية من مسرحيتي "ساغ سليم" التي تصف حياة طفل في قرية البعنة وتخاطب أرواح وقلوب الأهالي لأنها تخصُهم كما تخصني".
فيما يقول أحد المشاركين في البازار بلال عبد الغني صاحب مناحل البيدرإن البازار له رسالة واضحة وهو تعزيز ودعم المصالح في البعنة، ويكشف عن مواهب ومشاريع متواجدة لا يعرفها الكثير.
ويشير إلى أن البازار يُحيي التراث والأصالة في القرية، داعيًا إلى أهمية عقد هذه المبادرات بشكل دائم وليس موسمي.
ويؤكد للجرمق على أنه مشارك في البازار بيوميه السبت والأحد، وأن تكلفة منتجاته في البازار ستكون أقل من التكلفة خارجه كخطوة لدعم البازار والفكرة.