وسط تصعيد غير مسبوق.. دعوات لتصعيد النضال الشعبي في وجه سياسة التهجير بالنقب
النقب

تستمر معاناة الفلسطينيين في النقب عمومًا، وقرية بيرهداج على وجه الخصوص في الفترة الأخيرة، حيث يواجه الأهالي في النقب شبح الهدم والتهجير من أراضيهم، لإحلال مستوطنات بدلًا منها، ونقل بدو النقب إلى وحدات سكنية يشبهها أهل النقب بعلب السردين.
ويقول القيادي في النقب يوسف الزيادين، في حديث خاص مع الجرمق إن السياسات الإسرائيلية في النقب بلغت مستوى غير مسبوق من العنف والتمييز، مشددًا على أن ما يجري هو "عملية تهجير منظمة تحت غطاء القانون"، دون وجود أي نية حقيقية للحلول أو التسويات، لا سيما بعد فشل كل المحاولات السياسية السابقة.
ويؤكد الزيادين أن الاحتجاجات المتواصلة في القرى مسلوبة الاعتراف، وخاصة في منطقة بير هداج، تعكس وعي الناس وتصاعد غضبهم، لكنها ما زالت تصطدم بجدار من الفاشية والعنصرية داخل المؤسسة الإسرائيلية. وأضاف: "ما في حل إلا بخطوات جذرية، وعلى رأسها إضراب شامل ومفتوح يشمل جميع مناحي الحياة، من طواقم طبية، إلى السائقين، إلى الطلاب والعمال. لازم نوقف كلنا وقفة واحدة من أجل كرامتنا وحقنا في الحياة".
ويستنكر الزيادين بشدة الاعتداء على سيدة فلسطينية في بير هداج أثناء تنفيذ أوامر الهدم، وقال إن "الشرطة لا تكتفي بهدم البيوت، بل تمارس الإهانة والإذلال بحق السكان، والاعتداء على النساء أمام بيوتهن هو قمة الانحطاط في هذه السياسة".
وفيما يتعلق بموقف النواب العرب، يقول الزيادين لـ الجرمق: "أعضاء الكنيست العرب عاجزون أمام جدار الفاشية اليمينية، لا يستطيعون التقدم ولا التأثير، وهذا ليس تقصيرًا منهم، بل لأن المؤسسة كلها لا تعترف بالعرب كشركاء متساويين، وإنما فقط كديكور ديمقراطي".
ودعا الزيادين لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية إلى إعلان فشلها بشكل واضح، إذا لم تستطع التحرك بفعالية، وأضاف: "إذا القيادات فشلت، فليقولوا للناس: نحن لم نعد نملك الأدوات لوقف التهجير، وأنتم أحرار في مستقبلكم وقراركم". وختم بقوله: "كل قائد يدّعي أنه قادر على التغيير وهو يعرف أنه عاجز، هو شريك في الجريمة".
ويقول القيادي في النقب يوسف العطاونة إن ما تشهده قرية بير هداج اليوم من عمليات هدم متواصلة هو جزء من سياسة تطهير عرقي ممنهجة، تسعى من خلالها الحكومة الإسرائيلية إلى تهجير السكان الفلسطينيين قسرًا، وتفريغ أراضي النقب من أصحابها الأصليين.
ويوضح العطاونة أن قوات الهدم مارست اليوم سلوكًا استفزازيًا وعدوانيًا ضد المواطنين، حيث تم الاعتداء الجسدي على الأهالي، وخاصة النساء، في مشهد عنصري يكشف الطبيعة الحقيقية للسياسات التي تُنفّذ بحق سكان النقب. واعتبر أن هذه الاعتداءات ليست مجرد تجاوزات ميدانية، بل هي تعبير مباشر عن جوهر المشروع القائم على الإقصاء والعنف الممنهج.
ويشير العطاونة إلى أنه قبل أيام فقط، اضطر أهالي قرية السر إلى تنفيذ هدم ذاتي لأكثر من 27 بيتًا دفعة واحدة، تحت ضغط الملاحقات وتهديدات الغرامات والاعتقالات، واصفًا ذلك بأنه "واحدة من أبشع صور الظلم التاريخي الممارس على أهلنا في النقب".
ويدعو العطاونة إلى تصعيد الحراك الشعبي في النقب، مؤكدًا ضرورة الاستمرار في التحركات الميدانية، وتكثيف الضغط الإعلامي والقانوني، من أجل إسقاط سياسات الهدم والاقتلاع، وصون حق السكان في العيش الكريم والثابت على أرضهم.
كما جدّد العطاونة الدعوة إلى تفعيل مجموعات "الفزعة" التي تشكّلت في النقب خلال الفترة الماضية، معتبرًا أنها تمثّل "درعًا شعبيًا ميدانيًا حقيقيًا في وجه مشاريع التهجير"، وتسهم في تعزيز صمود الأهالي ومقاومتهم في الميدان.