نتنياهو يحدد ماهية الجبهة الثامنة: حراك عائلات الاسرى والمحتجزين

ما قاله نتنياهو في كلمته للجمهور مساء 19/نيسان الجاري بصدد حماس كان متوقعا، وهو تكرار المكرر من خطاب النصر المبين. فعليا اعتبر نتنياهو ان مواصلة الحرب ليست مسالة مفاوضات ولا شروط يطالب حماس بها، بل ان مواصلة الحرب هي الخيار الوحيد لو توقفت الامور عندد نواياه.
عاد نتنياهو الى خطاب الحرب الوجودية التحريرية على سبع جبهات، الا انه صوب سهامه تجاه الجبهة الداخلية في مسعى خطابي لنزع شرعية كل الاصوات التي تعارضه وحصريا كل صوت يدعو الى اعادة كل المحتجزين بثمن وقف الحرب والانسحاب من غزة. اعتبر نتنياهو دون ان يذكرهم، بأن الصوت الصادر عن حركة الاحتجاج الاخذة بالاتساع وبوتيرة متسارعة في صفوف الجيش وحصريا جنود الاحتياط بأنه صوت متخاذل يخدم حماس ويتنازل عن الانتصار المطلق.
في المقابل كانت رسائل نتنياهو الجوهرية الى مركبات ائتلافه الحاكم لضمان تماسك الائتلاف على حساب اية اولوية اسرائيلية اخرى. وقد أوضح ان اولويته في هذا الصدد هي مواصلة الحرب وان الاهداف لا تنحصر في اعادة الاسرى والمحتجزين، بل ان اسرائيل بصدد حرب طويلة الامد لم تكتمل اركانها بعد.
عاد نتنياهو الى خطاب التخويف والترويع من فكرة وقف الحرب مقابل الاسرى والمحتجزين والتي يدعمها نحو ثلثي الراي العام الاسرائيلي وفقا للاستطلاعات. بل اعتبر ان هذه الاصوات هي نتاج وسائل الاعلام واستديوهات الاخبار والتحليلات.
اكد نتنياهو ان الانتصارات تتحقق على مستوى المنطقة وبقيت حاجة لمواصلة الحرب حتى اخضاع حماس وفقا له، وبأن المسعى هو تغيير ملامح ومعالم غزة كي لا يشكل القطاع تهديدا مستقبليا ايا كان. كما وأعلن عن تصعيد الحرب الاسرائيلية على القطاع وذلك غداة الاعياد اليهودية منوها الى ان الهجمات الابادية الجارية ما هي الا ستهلالا لما هو آت ولم تصل الامور ذروتها بعد.
في الشأن الايراني، عاد نتنياهو وكرر خطابه بأن مشروعه الاساس ودرّة التاج في حربه الاقليمية متعددة الجبهات هو تدمير المشروع النووي الايراني، قد يكون في ذلك تهديدا او اشارة الى رغبة في مهاجمة المنشئات الايرانية النووية، وتجاهل المفاوضات الامريكية الايرانية التي تظهر تقدما، الا انه سعى الا يمس علنيا بالاولويات الامريكية في هذا الصدد
بان واضحا سباق نتنياهو مع الزمن في مسعى لتدارك الاحداث اقليميا وتتبع وتيرة ادارة ترامب في الملفات الفلسطيني والايراني والسوري، وهو يتوقع ان زيارة ترامب الى العربية السعودية ودولة خليجية وقد تشمل تركيا، من شأنها ان تشكل المهلة التي اتاح ترامب فيها لنتنياهو تجديد الحرب المكثفة على القطاع ونحو نهايتها. داخليا يبدو ان نتنياهو في حالة من القلق من الحراك الاحتجاجي داخل الجيش وتكامله مع حراك عائلات الاسرى والمحتجزين المسنود من ادارة ترامب، بل سعى الى التمييز بين الحراكين من اجل تفكيكهما لو استطاع.
للخلاصة:
• شكل خطاب نتنياهو اعلان نوايا الاستهداف المكثف لمجمل الوجود السكاني الفلسطيني في قطاع غزة وتعزيز وتوسيع السيطرة الاحتلالية الاسرائيلية في غزة. مما يتطلب التعامل مع ذلك فلسطينيا وعربيا بجدية كاملة.
• اعلن نتنياهو فعليا بأن اولوية الحرب محسومة لديه وعلى حساب الصفقة. اي ان تماسك ائتلافه هو الاولوية
• أطلق نتنياهو في خطابه حربا شعواء على حراك جنود الاحتياط واتمهم بالخذلان وبأنهم في خدمة حماس.
• خطاب نتنياهو هو تصعيد في اللجة وقلق من الواقع بما فيه زيارة ترامب للسعودية واحتمالية نهاية الحرب وبقرار امريكي قبل ذلك.
• من شأن حالة الانقسام الاسرائيلي الداخلي ان تتسع وتتعمق في اعقاب الخطاب.
.