بعد أشهر من المفاوضات.. ما مصير الصفقة المحتملة؟
الصفقة المحتملة

عاد الحديث بوسائل إعلام إسرائيلية خلال الأيام الأخيرة عن المفاوضات بشأن صفقة التبادل المحتملة، حيث بات التفاؤل الحذر، تفاؤل علني، حيث يؤكد محللون سياسيون على أن هذه المفاوضات قد تؤدي في النهاية إلى صفقة حقيقية، لكن في حال كان هناك ضغوطات أمريكية فقط.
في هذه الحالة فقط ستتم الصفقة..
ويقول الخبير بالشأن السياسي فايز عباس في حديثٍ خاص مع الجرمق: "حتى هذه اللحظة لم يتم التوصل إلى تفاهمات بالقضايا الأكثر أهمية في المفاوضات، منها عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم".
ويتابع، "أيضا نتنياهو ما زال مصرًا على عدم إنهاء الحرب، حتى يحقق أهدافها، على الرغم من مرور 15 شهرًا من هذه الحرب، وتدمير قطاع غزة وقتل أكثر من 70 ألف فلسطيني في القطاع".
ويردف عباس في حديثه، "إتمام هذه الصفقة سيتم في حالة واحدة فقط وهي ضغط الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب على بنيامين نتنياهو، لأن ضغط ترامب ليس كضغط بايدن المنتهية ولايته".
ما موقف بن غفير وسموتريتش؟
ويقول عباس: "بن غفير وسموتريتش أعربا عن غضبهما من المعلومات الإيجابية حول الصفقة، الأمر الذي دفع نتنياهو للاجتماع معهما ولم يتم تسريب أي معلومات عن هذا اللقاء".
ويضيف، "أنا متأكد أن نتنياهو أرسل قادة الأجهزة الأمنية إلى قطر بعد لقاء مع مبعوث ترامب للشرق الأوسط، الذي أبلغه أن ترامب يريد إبرام الصفقة قبل وصوله إلى البيت الأبيض".
من جانب آخر، أكدت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية على ما قاله، عباس، حول التوقعات بأن يعارض وزير الأمن القومي الإسرائيلي "ايتمار بن غفير" الصفقة المحتملة.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" يدرس أثر معارضة "بن غفير" للصفقة المحتملة على استمرار الحكومة الإسرائيلية.
وأضافت الصحيفة، "استعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لصفقة التبادل في جولة مكثفة من اللقاءات مع شركائه السياسيين، وفي الظهيرة، التقى بوزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ورئيس الصهيونية الدينية، وبعد ذلك مباشرة، التقى بإيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي، بهدف حشد الدعم لخطة المفاوضات".
وتابعت، "المفهوم هو أن بن غفير لن يتفاوض مع أي من الجانبين، ولم يغير رئيس الوزراء موقفه ومن المرجح أن يعارض الصفقة، وفي هذا الصدد، يحاول رئيس الوزراء معرفة ما إذا كان سيبقى في الحكومة بعد المخطط الناشئ".
وأردفت، "هناك توتر كبير في الدوائر الحكومية المحيطة بالصفقة، وأعربت أوريت ستروك من الصهيونية الدينية عن معارضتها الشديدة وزعمت أن إطلاق سراح مئات الأسرى من شأنه أن يؤدي إلى هجمات ضد إسرائيل".
نتنياهو وموقفه من الصفقة..
من جانبه، يرى عباس أن محاولات نتنياهو عرقلة الصفقة ستستمر، مضيفًا، "نتنياهو سيحاول جاهدًا إحباط هذه الصفقة، لكن باعتقادي هذه المرة سيحاول وضع شروط جديدة لم تطرح بالسابق، الصفقة كما يراها نتنياهو يجب أن تكون جزئية وعلى مراحل وليست دفعة واحدة، وذلك للتهرب من طلب حماس إنهاء الحرب، وهذا أهم طلب من قبل حماس".
ويؤكد فايز على أن عائلات المحتجزين لن تقبل بصفقة تبادل جزئية، تعيد محتجزين، وتستمر باحتجاز آخرين، ويقول: "عائلات المحتجزين تطالب بصفقة واحدة وعدم اختيار أسماء معينة من المحتجزين، لإعادتهم".
وفي السياق أيضًا، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش ووزير الاستيطان الإسرائيلية أوريت ستروك يعارضان إبرام صفقة تبادل أسرى.
وأفاد موقع "واللا" الإسرائيلي أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سيلتقي مع رئيس حزب الصهيونية الدينية ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، اليوم الأحد، بهدف الاطلاع على موقفه في حال جرت المصادقة على صفقة مع حماس لتبادل أسرى، وما إذا كان حزب الصهيونية الدينية سينسحب من الحكومة في هذه الحالة.
ويعارض حزب الصهيونية الدينية صفقة تبادل أسرى، لكن وزراءه وأعضاءه في الكنيست لم يوضحوا إذا كانوا سيعارضونها فقط أم أنه سينسحبون من الحكومة في حال المصادقة عليها.
وفي ذات السياق، قالت وزيرة الاستيطان، أوريت ستروك، إن الصفقة"جائزة للإرهاب" وقالت خلال مقابلة إذاعية إن "نتنياهو يعرف خطوطنا الحمراء، وآمل ألا يتحداها".
ويجري نتنياهو محادثات مع سموتريتش، في الأسابيع الأخيرة، على إثر إدراكه أن ثمة احتمالا مرتفعا أن ينسحب وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ووزراء حزبه من الحكومة في حال المصادقة على صفقة تبادل أسرى، حسبما ذكر موقع "واللا" الإلكتروني.
وأضاف "واللا" أنه بهدف منع انسحاب حزبي الصهيونية الدينية و"عوتسما يهوديت" من الحكومة، سيحاول نتنياهو إقناع سموتريتش بمعارضة الصفقة وألا ينسحب من الحكومة، لأنه في حال انسحاب الحزبين لن يكون للحكومة أغلبية داعمة في الكنيست حتى الانتخابات العامة المقبلة.