إسرائيل وجبهة حرب جديدة اسمها مؤسسة هند رجب


  • الاثنين 6 يناير ,2025
إسرائيل وجبهة حرب جديدة اسمها مؤسسة هند رجب
الشهيدة الطفلة هند رجب

اعتبرت إسرائيل الرسمية والاعلامية قرار المحكمة الفدرالية البرازيلية بإصدار الأوامر للشرطة المحلية باعتقال ضابط اسرائيلي تواجد في البرازيل بمثابة هزة ارضية سياسية ودبلوماسية وقضائية، قد تكون مؤشرا لاعتقالات بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة تطال الاف الجنود الاسرائيليين المتواجدين في انحاء العالم.

تعاطت المؤسسة الاسرائيلية مع قرار المحكمة البرازيلية على أنه يشكل خطرا يفوق قرار الجنائية الدولية باعتقال كل من نتنياهو وغالنت. وبأن الملفات القضائية التي تعدها مؤسسة “هند رجب” ومنظمات حقوقية فلسطينية ودولية لملاحقة الجنود المتورطين في جرائم الحرب، تشكل تهديدا للأمن القومي الاسرائيلي وتجعل السفر الى خارج البلاد مخاطرة قضائية لا يعرف صاحبها بها الا حين يتم اعتقاله. كما انها تؤدي الى اتساع متسارع في تخوّف الجنود من الخدمة العسكرية وحتى رفضها. بينما أصدر الجيش قبل اسابيع عديدة توجيهات للجنود الذين شاركوا في الحرب على غزة بعدم السفر الى الخارج، وفي حال سافروا ان يقوموا بمحو كل الصور واشرطة الفيديو التي تباهوا بها خلال ارتكابهم جرائم حرب، وكذلك عدم القيام بأي نشر على وسائل التواصل يبيّن مواقع تجوالهم خارج البلاد.

يعتبر هروب الجندي المذكور من البرازيل قبل اعتقاله، في حال ثبت ذلك، بمثابة تأكيد على ان اسرائيل تتابع قرارات المحاكم الدولية والوطنية في كل بلد وذلك من خلال الموساد ومنظومة اقامتها وزارة الشؤون الاستراتيجية بالشراكة مع وزارة الخارجية والجهات الامنية. كما اعتبر رئيس المعارضة الاسرائيلية لبيد بأن الجنود باتوا يدفعون ثمن اخفاق الحكومة وثمن العمليات في غزة، مشيرا الى ان الرواية الاسرائيلية باتت مهزومة دوليا لصالح الفلسطينيين.

في اعقاب الحدث القضائي البرازيلي، تحدد اجتماع طارئ للجنة الخارجية والامن في الكنيست يوم الاثنين 6/1، وذلك لبحث اسقاطات هذه الحالة على الجيش اذ كانت وزارة الحرب قد ابلغت الجنود والضباط المشاركين في الحرب على غزة بعدم مغادرة البلاد دون التبليغ المسبق والتنسيق معها، كما توقع رئيس اللجنة يولي ايدلشتاين منذ صدور قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وغالنت بأن الامر الاصعب هو استهداف الجنود خلال تواجدهم خارج البلاد.

قراءة وخلاصة:

– يعتبر قرار القضاء البرازيلي الفدرالي باعتقال الجندي الاسرائيلي بتهمة ارتكاب جرائم حرب، بمثابة زلزال سياسي وبداية لسلسلة من القرارات سواء من الجنائية الدولية او من محاكم وطنية في دول عديدة باعتقال جنود وضباط اسرائيليين يتواجدون في هذه الدول. كما يعزز العزم دوليا على اخضاع اسرائيل للمساءلة واخضاع جنودها للملاحقة القضائية، ويشكل تحديا للدول التي تمتنع عن القيام بمثل هذه الخطوات كما تتطلب قوانينها الجنائية.

– يشكل القرار، وبناء عليه رد الفعل الاسرائيلي، تأكيدا على جدوى ما تقوم به مؤسسة “هند رجب” والمنظمات الحقوقية والدبلوماسية الفلسطينية في توثيق جرائم حرب الابادة وملاحقة مرتكبيها المباشرين واصحاب القرار. كما انه يشير الى امكانيات اعتقال الاف الجنود والضباط دون سابق انذار مما يقوض من اسس الجيش ولُحمته.

– يعمق القرار القضائي البرازيلي الازمة الاسرائيلية الداخلية المحتدمة وهو يقلق الراي العام والجنود وعائلاتهم أكثر من وقع قرار الجنائية الدولية باعتقال رئيس الوزراء ووزير الحرب. كما انه يشكك في قدرات الدولة على حماية مواطنيها الجنود مما يتعارض مع أحد اركان العقيدة الصهيونية، كما انه يعزز سياسات المقاطعة وسحب الاستثمارات من اسرائيل.

– يندرج أثر القرار البرازيلي في سياق، انه يشكل الامتحان الاول دوليا لتدفيع جنود جيش الاحتلال الثمن جراء ممارساتهم وارتكابهم جرائم حرب، ومما قد يعمق الصراعات الاسرائيلية الداخلية بصدد استمرار الحرب والممارسات الابادية التي تجري يوميا وتبثها الفضائيات الاسرائيلية من باب اسباغ صفة البطولة عليها وحصريا حول ابادة المدن والمخيمات في شمال قطاع غزة وتغيير شامل في جغرافية وعمران المنطقة. او التباهي بنسف نحو 60 بناية يوميا وازالتها من الوجود.

– يندرج القرار القضائي البرازيلي في تحميل جنود الاحتلال مسؤولية فردية وجماعية عن اعمال الابادة وقتل المدنيين، وامام خيار اما الانصياع للقانون الدولي او للإجراء الاسرائيلي الذي يتيح وفقا لمعطيات الجيش قتل عشرين مدنيا مقابل استهداف اي مقاتل مطلوب من غزة، وهو ما يضع اسرائيل كدولة امام المساءلة من قبل محكمة العدل الدولية التي لا تزال تبظر في شكوى جنوب افريقيا بصدد ارتكاب اعمال ابادة في غزة.

– من المتوقع ان تكون للقرار اعلاه تداعيات نحو توتير العلاقة بين المنظومة الامنية وحصريا الجيش وبين المستوى السياسي، ويجعل مسألة مصير الحرب على غزة أكثر الحاحية باتجاه انهائها.

– دعائيا، من المتوقع ان تكرر اسرائيل اللجوء الى رواية اللا-سامية والعداء لليهود، والى فرية اتهام القضاء الدولي بأنه يدعم الارهاب، والى رواية الضحية بأن اسرائيل هي ضحية الفلسطينيين وبأنها تقوم بحرب حضارية ودفاعية. كما ومن المتوقع ان يقرر وزير المالية سموتريتش نيابة عن نتنياهو فرض اجراءات عقابية اضافية على السلطة الفلسطينية وكما حدث في حالات سابقة. وان تقوم اسرائيل بحملة مكثفة ضد منظمات حقوق الانسان الفلسطينية والدولية وضد حركات المناصرة.

– فلسطينيا يعتبر قرار القضاء البرازيلي دعما اضافيا ونوعيا للحق الفلسطيني ولإنهاء الاحتلال.

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر