سوريا.. وخطورة المرحلة!!

بعد التريث لاستيعاب ما حصل في سوريا، وهو جلل، نرى أننا بتنا نستطيع وضع النقاط على بعض الحروف، وخصوصا أن الحالة الغرائزية التي تعيشها امتننا باتت بأوجها، وهي مخططة بإحكام وهي من نسج الامبريالية العالمية وعلى رأسها بريطانيا اولا وأميركا ثانيا ومن تنفيذ ذيولها من الرجعية العربية التي تتمثل بالإمارات العربية اولا والسعودية ثانيا وفي ظل تغييب الشعوب بإثارة غرائز الفتنة المذهبية، وصرف الأنظار عن القضية الأساس والأهم: قضية فلسطين.
كل ذلك حصل في ظل هروب الرئيس السوري بشار الأسد المفاجئ ، بعد انسحاب الجيش وكشف ثكناته وأسلحته أمام اسرائيل التي دمرته واحتلت أجزاء من سوريا، والتي لم تكن لتحصل لو قام بتسليم مقاليد الدولة ضمن اتفاق مع أبناء شعبه يحفظ مقدرات الدولة وسلاحه، أو لو بقي وحذا حذو صدام حسين او القذافي أو حتى محمد حسني مبارك؛ وما بدأ يصل الى مسامعنا عن دور الامارات (ذيل بريطانيا) ودور السعودية (ذيل أميركا) بحرف النظام السوري عن مواقفه يمكنه تفسير ما حصل...
ما يحدث هو محاولة لطمس قضية فلسطين وتذويب أجزاء الشعب الفلسطيني بأماكن تواجده لتتحول لقضية معيشية لأفراد وفتات لا يجتمعون على شئ، وما يحدث الآن في مخيم جنين من تحرك لسلطة دايتون ربيبة الاحتلال وذيله لطمس وتدمير المخيم كمقدمة للانتقال للمخيمات الأخرى هو استمرار لما حدث من دمار في غزة، ومقدمة أيضا لتحرك الأدوات في لبنان للإنقضاض على حزب الله لاستكمال ما بدأت به اسرائيل في جنوب لبنان، وكل ذلك استمرارا لما حصل في غزة وما زال..
واضح أننا أمام أخطر مرحلة تمرّ بها قضيتنا الأهم، وعلينا أن نبقى منتبهين ومتنبهين للآتي، فما زلنا لم نصل النهاية بعد
لذا فإننا نرى أن:
١. ما يجب أن يهمنا في سوريا هو فقط الدولة السورية ووحدتها اولا، وسلامة أرضها وأهلها ثانيا، وما السجالات التي تجري الا تكريسا للإنقسام وتأجيجا للغرائز بين أفراد الامة الواحدة.
٢. ما يجب أن يهمنا عموما وإليه نوجه كل الاعتبارات هو فقط قضية فلسطين وغزة وعليها نبني مواقفنا تحاه أي نتغير..
٣. وجهوا وعيكم وانتباهكم وانتباه العالم فقط إلى فلسطين وغزة، فهي الضمانة الوحيدة لاستمرار عيشنا بكرامة، وإلا فإن نجاح المشروع الإبراهيمي برعاية الإمارات والسعودية وذيولهما من سلطة دايتون ورؤساء مصر والاردن وغيرها سيحولنا إلى هنود حمر جدد، سيمحو قضيتنا ويحولها الى مونة ومساعدات معيشية فقط إلى ابد الآبدين...
٤. الحل والاولية بالمرحلة القادمة يكمن بوحدتنا العربية والإسلامية (بين الشرفاء من كل الأطياف)، ويجب أن تكون الوحدة هدفا استراتيجيا، ويجب العمل عليها بكل ثمن : فلسطينيا، عربيا، اسلاميا فلا فتح (الشرفاء منهم) ولا حماس، ولا شيعي ولا سني، ولا علماني ولا إسلامي ولا قومي.
٥. لا مكان لليأس ولا مكان للإنكفاء، وكما قال الشاعر:
لن يسقي دمع اشجارك... لن تبني بالآه جدارك....
فاصرخ بالخوف اذا زارك... لا تخشى النار من الجمر
٦. ليكن لدينا اليقين والإيمان بالنهوض والإستمرار لنيل الكرامة رغم هول الأحداث وعظم المؤامرات وبأنه:
"لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خذلهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك"، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس"