هل ستحتل "إسرائيل" دمشق؟
يواصل جيش الاحتل

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف مواقع عسكرية سورية كانت تتبع للجيش السوري، حيث بدأ الطيران الإسرائيلي باستهداف المواقع العسكرية السورية على الفور بعدما أعلن عن سقوط النظام السوري برئاسة بشار الأسد.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه "استكمل الجزء الرئيسي من حملته العسكرية العدوانية التي يشنها على سورية منذ سقوط نظام بشار الأسد مستهدفا المقدرات العسكرية للدولة السورية"، مدعيا أنه "دمّر ما بين 70% و80% من هذه القدرات".
ويقول المحلل السياسي والباحث أنطوان شلحت للجرمق، "السيناريوهات المتعلقة بالموقف الإسرائيلي مفتوحة على احتمالات كثيرة ومن الصعب استشرافها الآن، فإسرائيل تنكر أنها وصلت على أعتاب دمشق من ناحية رسمية، ومن ناحية فعلية تقول إن هناك قوات في الأراضي السورية بعدما أعلنت أن اتفاقية فك الاشتباك انتهت تقريبا أو انهارات بعد مغادرة الجيش السوري المناطق الحدودية وقيامها باحتلال قمة جبل الشيخ وبالدخول للمنطقة العازلة هو دليل على أنها تسعى باحتفاظ وجود عسكري إسرائيلي في الأراضي السورية خاصة المتاخمة للحدود، هذه هي النية الإسرائيلية الآن، ولكن كيف ستتطور هذا سؤال مطروح على المستقبل".
ويقول حول تطورات تقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي في سوريا إنه، "مرتبط بتطور الأحداث داخل سوريا، والآن إسرائيل تعتبر نفسها كما صرح رئيس هيئة الأركان هليفي أن إسرائيل في جبهة قتال مع سوريا، لأنه عندما تحدث عن جبهات القتال التي يخوض الجيش الإسرائيلي حربا فيها، عدد جبهات الضفة وغزة ولبنان وأضاف سوريا، وقال إنها جبهة قتال، لأن هناك قوات بسلاح البر في سوريا".
ويتابع للجرمق، "الأوضاع تحتاج مراقبة خطوة وراء خطوة، إسرائيل تشعر بالتأكيد أن لديها فرصة سانحة لإغلاق الملف مع سوريا حيث كانت تعتبر أن النظام كان شيطانا، ومصدر الرؤية الإسرائيلية مرتبط ليس فقط بأن النظام جزء من محور المقاومة وإنما مرتبط بأمور أخرى كعلاقته بإيران وأن يفتح المجال لتمركز إيراني بالأراضي السورية أي في منطقة الحدود مع إسرائيل وهذا ما تعتبره خطرا لا يمكن السكوت عنه، كما أن إسرائيل تعتبر الأراضي السورية معبرا لتهريب الأسلحة ووسائل قتالية دقيقة ومتطورة من إيران لحزب الله في لبنان، فملف إسرائيل مع لبنان لم يغلق، هناك خشية إسرائيلية من أن يستعيد حزب الله عافيته ليعود ويشكل ما تصفه إسرائيل بأنه تهديد أمني خطير لها ولسكان المستوطنات الشمالية".
تصريحات سموتريتش..عاصمة من القدس لدمشق
ويضيف "تصريحات سموتريتش تعبر عن رغبات عند بعض الأوساط السياسية الإسرائيلية ولكن لا نعلم هل فعلا إسرائيل تتبنى سياسيا فكرة الدخول بريا حتى دمشق، حتى الآن لا توجد مؤشرات قوية إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية رغم أنها توصف بأنها حكومة يمين كامل تتبنى هذا النهج".
ويضيف للجرمق، "الهدف الأهم بالنسبة لإسرائيل في سوريا الآن الحفاظ على أن تكون الدولة السورية مجردة من كل الأسلحة الدقيقة ومنظومات الدفاع الجوي، أمس وأول أمس إسرائيل لم تتوقف عن مهاجمة مئات الأهداف في سوريا برا وبحرا والتي تقول إنها تضم أسلحة تشكل خطرا عليها".
ويتابع للجرمق، "إسرائيل تقوم بتدمير الأسلحة بعد سقوط النظام، فعندما كان النظام موجود، كانت متأكدة ربما أن الأسلحة هذه لربما لن تُستخدم ضدها، ولكن ما يدور في الذهن الإسرائيلي الآن أنه من الممكن أن تسقط هذه الأسلحة بيد منظمات مقاومة متطرفة وتشكل خطرا على العمق الإسرائيلي لذلك تقوم بعمليات الاستهداف هذه، وتريد أن تمنع وقوع سوريا مرة أخرى بأحضان إيران كما تريد منعها من العودة لتكون معبرا لدخول الأسلحة لحزب الله، وهذان الهدفان هما في رأس الأهداف الإسرائيلية وراء كل هذا السلوك سواء احتلال مناطق في سوريا أو استهداف مواقع في العمق السوري".
كيف يمكن مقاومة تقدم إسرائيل في سوريا؟
ويقول شلحت، "إسرائيل تحاول أن تستغل أن هناك نوع من عدم الاستقرار في سوريا، وهناك مرحلة انتقالية من نظام لنظام آخر، وهي تحاول استغلاله لتثبيت وقائع على الأرض".
ويضيف، "حتى الآن القوى السورية التي تسببت بإسقاط نظام الأسد مدركة بكل هذه المخاطر من جانب إسرائيل، وهناك بعض التصريحات التي تؤكد أنها ستتصدى بكل قوة لأي محاولة إسرائيلية لتثبيت احتلال أراضي ومناطق، كما وجهت رسائل أنها تعتبر بأن الجولان التي قامت إسرائيل بضمها أراضي سورية، بمعنى أنها ستظل تنظر لإسرائيل كقوة مُحتلة وربما تستلزم المقاومة".
هل فعلا احتلال "إسرائيل" لمواقع في سوريا سيظل مؤقت؟
ويوضح شلحت أن، "النهج الإسرائيلي لا يوجد شيء دائم عند إسرائيل أكثر من المؤقت، هناك احتلالات تقوم بها إسرائيل تقول إنه مؤقت، والآن هناك صرعة جديدة عندها وهو إقامة ما يسمى بالمناطق الأمنية العازلة أو الحزام الأمني بشكل مؤقت حتى يستتب الأمن ولكن إسرائيل تقصد بذلك تثبيت المناطق الأمنية ولذلك هناك علامة استفهام كبرى على زعم إسرائيل أن كل ما تقوم به إسرائيل هو مؤقت إلى أن يثبت العكس".