منصور عبّاس لم يعد دمية بيدِ نتنياهو؟


  • السبت 5 يونيو ,2021
منصور عبّاس لم يعد دمية بيدِ نتنياهو؟

في هذا السؤال، وما حصلَ أمس، تساقطت محاولات تفسير وتحليل ظاهرةِ "منصور عبّاس" المهيمنة، خصوصًا عندَ كلّ من الحزبين التجمّع والجبهة، التي حاولت ربط مصير منصور عبّاس، بمصير نتنياهو، مما يدّل على الفقر في التفكير السياسيّ النظريّ.

وجدنا أن منصور عبّاس، ليسَ بجيبِ أحد، فعلًا. ولكن، بالمعنى "الإسرائيليّ" للكلمة، ومن المهمّ التأكيد على أن عبّاس، منذُ البداية، ممارسته السياسيّة وخطابه، لا يشبه النموذج العربيّ "الإسرائيليّ"، أيّام الشحدة على أبواب ماباي تاريخيًا.

عصام مخول، أوّل من قام بالتشبيه، بدون دراسة حقيقيّة، لأبعاد التحوّل، حيثُ أن منصور عبّاس "منكم وفيكم" لأول البارحة، ثمّ بدأ يتحوّل لشحّاد على أبواب الليكود، مثل الشحادين على أبواب ماباي، سابقًا؟ تمهلوا، هكذا نحذف تاريخًا وإرثًا من النضال والكفاح الموحدّ، وبالكوفيّة، على أبواب الكنيست؟

منصور عبّاس بالفعل، مارسَ مواطنة كاملة "إسرائيليّة"، بشكلٍ عمليّ، ولم يكن مرةً مرهونًا لليمين أو لليسار، مرهون فقط للمنظومة البرلمانيّة الإسرائيليّة، دعونا من التبريرات لتفسيرات فارغة منذُ البداية "منصور عبّاس عميل لليمين ونتنياهو" و/ أو "منصور عبّاس عميل لأحزاب الصهيونيّة الدينيّة".

نتنياهو والأحزاب الدينيّة هي تريد تدمير الحكومة التي قد شارفت على الإنبثاق، هؤلاء وخصوصًا سموتريتش وإيتمار بن جفير، فاشيّون ونازيّون من نوع هاينريش هيملر، يخلطون الدمّ واللغة والعرق والتاريخ والجغرافيا لتطوير عنصريّة فريدة، ضدّ من يستجديهم للقبولِ بهِ، نعم عبّاس. ولكن رفضوه وذهبَ ببساطة للفريق الآخر، هو "عميل" فقط للمواطنة "الإسرائيليّة".

هذا بالضبط ما لا تستطيع فعلهُ الأحزاب الأخرى [بحقّ طبعًا]، إلا أنها تُمارس المواطنة بشكلٍ منقوص، وهويّة وطنيّة فلسطينيّة منقوصة، داخل الكنيست.

أمّا منصور عباس، اتركوا الهويّة الوطنيّة في البيوت وتعالوا إلى الكنيست ك"إسرائيليين"، وهكذا تستطيع أن تحقّق إنجازات لقطاعاتٍ معيّنة على حسابِ قمع واضطهاد الفلسطينيين سواء في الداخل المحتلّ الـ48، والضفّة الغربيّة وقطاع غزّة، ومن هنا لا نختلف على مستوى التدّني السياسيّ الذي وصلَ إليه منصور عبّاس والموحدّة، ولكن من المهمّ دائمًا تأطير ذلك، وعدم الهروب من مُشكلات الأحزاب الوطنيّة.

مع انفجار أزمة التناقضات بينَ هويّة وطنيّة من جهةٍ ومواطنة إسرائيليّة من جهةٍ أخرى، ظهر منصور عبّاس، واليوم على الأحزاب أن تختار ولا ترتجف، الخيار الوطنيّ كاملًا.

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر