بعد فشل اعتراض الصاروخ من اليمن.. هل "تل أبيب" على موعد مع صواريخ أخرى؟
"تل أبيب"

فشلت المنظومات الدفاعية الإسرائيلية باعتراض صاروخ أرض أرض أطلق من اليمن باتجاه وسط "إسرائيل"، كما اخترق الصاروخ البالستي أجواء عدد من الدول العربية أيضا دون اعتراضه إلى أن ضرب منطقة "تل أبيب" الكبرى.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن الصاروخ الباليستي الذي أطلق من اليمن سقط في منطقة الطريق السريع رقم 1 قرب "كفار دانيال" وسط إسرائيل، بينما سقطت شظايا الصاروخ في أماكن أخرى بمنطقة محطة القطار في مستوطنة "موديعين".
ويقول المحلل السياسي والباحث أليف صباغ إن، "تل أبيب مرتبكة الآن لأكثر من سبب وجاء الصاروخ البالستي ليضيف الكثير على الارتباك أولًا لأنه اختراق كل منظومات الدفاع الجوي، صحيح أنه سقط في منطقة مفتوحة وليس في مكان آخر ولكن الإسرائيليين يشكّون أنه سقط بالخطأ في هذا المكان المفتوح وأن الهدف كان موقعا حساسا ربما مطار بن غوريون أو محطة كهرباء أو قاعدة عسكرية وهذه الفرضيات تأخذها إسرائيل بعين الاعتبار".
ويتابع للجرمق، "الأهم بالنسبة للإسرائيليين هو خطاب الحوثي بأن مفاجآت أخرى ستكون وليس مفاجأة واحدة يعني أن هناك المزيد من الصواريخ وليس صاروخا واحدا".
ويردف، "المنظومات الدفاعية لم تستطع اعتراض صاروخ واحد فكيف ستتصدى لعدة صواريخ خاصة أن الصواريخ الاعتراضية التي أطلقت لصد الصاروخ اليمني هي صواريخ من كل الأنواع، ’باتريوت وصواريخ قبة حديدية وصواريخ مقلاع داود وصواريخ حيتس’ يعني أنه جرى التصدي للصاروخ البالستي بكل الوسائل المتاحة وهناك عشرات الصواريخ المضادة التي أطلقت باتجاهه ولم تستطع اعتراضه".
ويقول، "إسرائيل تعيش حالة خوف كبيرة أنه أذا تكررت الحالة من اليمن أو من أماكن أخرى خلال انشغال إسرائيل بالحدود الشمالية من ناحية وبالوضع الداخلي من ناحية أخرى وبتصرفات الشرطة مع المتظاهرين وانشغالها بالجنوب وعدم تحرير المحتجزين الإسرائيليين وهذا الارتباك الكبير حول هل ستكون صفقة أم لا".
ويضيف للجرمق، "تأتي اليمن وتضرب صاروخا بالستيا في الوقت الذي تتردد فيه أخبار في إسرائيل عن أن اليمن أرسلت مئات بل آلاف المقاتلين إلى سوريا لقتال إسرائيل من هناك، كل هذا يُقلق إسرائيل كما أن خروج البوارج الحربية الأمريكية وابتعادها عن الشرق الأوسط -رغم تأكيد الولايات المتحدة أنها لا تزال في مواقعها- يقلق إسرائيل، فهي محفوفة بالمخاطر فهل تستطيع إسرائيل والجيش دفع الثمن؟".
ويوضح، "هل يستطيع المواطن الإسرائيلي أن يدفع الثمن أو المستوطنون بالمنطقة الشمالية في الجليل الذين أخرجوا من مستوطناتهم منذ 11 شهر الذين يطالبون الجيش بالعمل العسكري في لبنان".
ويقول للجرمق، "هل يبقى الوضع على ما هو عليه؟ لبنان ليست ساحة سهلة، الرد من حزب الله كما قال نائب الأمين العام بالأمس ليس بتهجير مئة ألف مستوطن وربما مئات آلاف المستوطنين، صواريخ حزب الله لم تصل بعد لنهاريا ولا إلى حيفا لا إلى أماكن سكانية تحوي آلاف الإسرائيليين".
وبدوره، يقول الباحث والمحلل السياسي صالح لطفي، "إسرائيل عندما فتحت حرب على غزة وأعلنت المقاومة في الشمال أي حزب الله والحوثي في اليمن أنهم منخرطون بالحرب وفقا لإيقاع كل المقاومة، من الواضح أن تذليل الحرب أصبح قاب قوسين أو أدنى، خاصة مع الضربات الصاروخية التي كانت من الحوثيين قبل أشهر إلى داخل البلاد ثم الرد الإسرائيلي في اليمن".
ويتابع للجرمق، "واضح جدا أن المعادلة اختلفت وأن أدوات الحرب اختلفت، كون صواريخ باليستية تخترق أجواء أكثر من 1000 كم وتقع في تل أبيب بغض النظر عن حجم الأضرار التي ألحقتها هي تؤشر على أن أي امتداد للحرب سيدفع مزيد من التوتر في المنطقة عموما وبين الحوثيين أو المقاومة وإسرائيل".
ويضيف، "نحن أمام حالة جديدة وتصعيد جديد في المنطقة، باعتقادي هذا الرد اليمني جاء صباحا على ضوء تصريحات نتنياهو ليلة أمس التي تتحدث أنه عازم بـ الحرب على الجبهة الشمالية و’احتلال’ جنوب لبنان وإبعاد حزب الله 40 كم داخل الأراضي اللبنانية، هذه رسالة واضحة جدا تقول لإسرائيل إن دخول حرب مع حزب الله لن يكون نزهة وستفتح على إسرائيل جبهات عديدة".
ويقول للجرمق، "كلما تقدمت الأيام وارتفعت وتيرة الخطاب على المستوى السياسي الرسمي الإسرائيلي سترتفع وتيرة الفعل المقاوم من طرف الحوثيين ومن في دائرة المقاومة في منطقتنا، نحن فعلا على أبواب تصعيد وهذا يرتبط بزيارة اليوم التي سيقوم بها المبعوث الأمريكي الخاص من طرف بايدن باتجاه تخفيض مستوى النزاع والتوتر بين حزب الله وإسرائيل".
فشل المنظومات الدفاعية في الدول العربية بالاعتراض
ويقول صباغ للجرمق، "المنظومات الدفاعية التي باعتها إسرائيل للدول العربية لتدافع بها عن ‘إسرائيل’ وحتى تكون راصدا أول قبل وصول صواريخ إلى إسرائيل لم تستطع الاعتراض، هذا الصاروخ وصل خلال 20 دقيقة من اليمن لإسرائيل، وبعلو مرتفع جدا، إذا فشلت منظومات الدفاع في إسرائيل وهي أكثر تطورا من المنظومات التي باعتها للدول العربية فلماذا تنجح المنظومات الدفاعية التي باعتها اسرائيل للسعودية أو للإمارات أو للأردن أو لدول أخرى باعتراضه؟".
ويردف، "هذا فشل كبير للتكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية وفشل كبير للمنظومات الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء وفشل كبير لكل السياسية العربية التي تعتقد أن إسرائيل لديها كل الوسائل للدفاع عن نفسها وعن الحكام العرب الموالين لأمريكا، فكل ذلك سيضع الحكام تحت علامة سؤال كبيرة، ’الي متطغي بأمريكا عريان والي متغطي بإسرائيل عريان وبردان".
ومن جهته، يقول المحلل السياسي صالح لطفي، "نحن نعلم جميعا أن الحوثيين في التصنيع العسكري مرتبطون جملا وتفصيلا بإيران وهذا من البيانات الدالة على المستوى المتقدم تقنيا لدى الإيرانيين في هذا النوع من الصواريخ، وكون الدول العربية هي الحاضر الغائب في كل أمور أمتنا وشعوبنا العربية وقضيتنا الفلسطينية على وجه الخصوص، لا تسمن سياساتها ولا مواقفها ولا جيشها ولا طيرانها من جوع باتجاه ما يدور على أرضنا خصوصا".
ويردف للجرمق "عدم اعتراض هذا الصاروخ لا يعني أنها فشلت في اعتراضه أو لم تعمل على اعتراضه بقدر أن هذه الصواريخ البالستية لا تمس الدول العربية التي مرت عنها بالتالي هي ترى بشكل أو آخر وفق سياق المصالح الضيقة التي تعيش وفقا لتقديرات السياسات في الدول العربية أو من يقف على رأس الدول لا يحقق بالضرورة اعتراض صاروخ هنا أو هناك مصلحة، بقدر ما أن المنطقة تتجه نحو أزمة سياسية كبيرة جدا وأزمة عسكرية كبيرة جدا وليس من صالح العرب الآن الدخول فيها خاصة أن النزاع سيكون بين طرفين بعيدين وهما إسرائيل والحوثيين من جهة والعرب ليس لهم فيها ناقة ولا بعير".