ما الذي يريد نتنياهو ترسيخه من خلال الخروج بخطابين خلال يومين والحديث عن محور فيلادلفيا؟


  • الخميس 5 سبتمبر ,2024
ما الذي يريد نتنياهو ترسيخه من خلال الخروج بخطابين خلال يومين والحديث عن محور فيلادلفيا؟
نتنياهو

خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخطابين خلال يومين كان لقضية محور فيلادلفيا والانسحاب منه نصيب الأسد، حيث عرض نتنياهو خلال الخطابين اللذين ألقاهما في 2 و4 من أيلول/سبتمبر 2024 الأسباب التي تدفعه بحسب زعمه لعدم القبول بشروط حركة حماس بالانسحاب من محور فيلادلفيا.

ويقول المحلل السياسي والباحث جمال زحالقة، "نتنياهو يتبع سياسة الدعاية الفاشية وهي تكرار الكذبة حتى تتحول إلى حقيقة، هو يدعي أنه كان هناك تهريب أسلحة عبر أنفاق محور فيلادلفي، ولكن الجيش الإسرائيلي منذ أن دخل المحور يقول إنهم اكتشفوا أكثر من 150 نفق ولم يأتوا بدليل واحد أن أحد هذه الأنفاق مفتوح للجانب المصري، من المعروف أن مصر هدمت الأنفاق وهي لا تستعمل لأي نوع من أنواع التهريب"

ويتابع للجرمق، "الآن يدّعي نتنياهو أن الأسلحة تتدفق لغزة عبر هذه الأنفاق، ولكن هناك إجماع بين المراقبين العسكريين إلى الآن -ربما يغيرون رأيهم بعد خطابات نتنياهو- بأن الأسلحة المتواجدة في غزة أسلحة قديمة جرى تهريبها قبل أكثر من 10 سنوات، أو أسلحة من صنع محلي ولا وجود لأسلحة جديدة يجري تهريبها عبر هذه الأنفاق، هذا كلام ليس له رصيد وهناك تضخيم لهذا الموضوع، والتضخيم مقصود لتعطيل الصفقة، نتنياهو يريد تعطيل الصفقة من خلال ادعاءات تبدو في ظاهرها أمنية للمحافظة على أمن إسرائيل وضرورية، يريد أن يقنع الشارع الإسرائيلي أن ما يقوله لصالح إسرائيل وأنه لا يُفرّط بأمنها، والكثير من الادعاءات التي يحاول تكرارها المرة تلو الأخرى".

ويقول، "الحقيقة أن نتنياهو لا يريد صفقة وقرر ذلك منذ مدة، ومحور فيلادلفيا هو الحجة والتبرير ولو فرضنا أن حركة حماس قبلت بموضوع بقاء الجيش الإسرائيلي في المحور لوجد نتنياهو أمرا جديدا ليعطل الصفقة".

ويردف، "ليس متوقعا إلى الآن أن يكون معارضة داخل الحكومة تؤدي إلى إجبار نتنياهو لتغيير موقفه، غالانت هو المعارض الوحيد في الحكومة، لكن هناك عدد من الوزراء يصوتون مع الحكومة ولا يعارضون علنا ولكن من المعروف أنهم يدعمون التوصل لصفقة وهم وزير الداخلية أربيل، والوزير بركات والوزير غملئيل، 3 وزراء على الأقل وربما أكثر، حزب شاس ويهوديت هتوراة يدعمون الصفقة، لكن هؤلاء لا يريدون إسقاط الحكومة، لو جمعنا كل من يدعم الصفقة في تصويت سري في الكنيست، ستكون غالبية أكثر من الثلثين، لكن الائتلاف الحكومي يفرض على أعضائه الالتزام بالأغلبية داخل الحكومة وهذه الأغلبية تدعم موقف نتنياهو".

ويوضح، "لو جاء نتنياهو بقرار صفقة لحصل على أغلبية داخل الحكومة ولكن ليس هذا ما يخيفه، هو يخاف أن يقوم سموتريتش وبن غفير بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها والذهاب لانتخابات جديدة".

وحول مستقبل الصفقة يقول زحالقة للجرمق، "لا مستقبل إيجابي للصفقة، الولايات المتحدة تبث التفاؤل لكنه تفاؤل كاذب وأبله وبلا رصيد، طالما أن نتنياهو على موقفه من الصعب أن نرى تغيير، نتنياهو يصرّ على الأقل في المرحلة الأولى من الصفقة أن يبقى جيشه في محور فيلادلفيا، باعتقادي هو سيثير قضايا أخرى، سيكون هناك مشاكل تتعلق بعدد الأسرى ونوعيتهم ومن يُطلق سراحه من الأسرى الفلسطينيين أيضا سيخلق مشاكل، وكذلك قضية محور نيتساريم وعودة النازحين لشمال قطاع غزة".

ويتابع، "هناك بعض جنرالات الاحتياط يدّعون لإخلاء كامل شمال قطاع غزة ودخول الجيش إليه وهذه أصوات يسمعها نتنياهو جيدا وربما يقوم الجيش بهذا الأمر في مرحلة ما، وهناك دعوات لاحتلال إسرائيلي مباشر لشمال قطاع".

ويردف، "باعتقادي أن نتنياهو يسير باتجاه احتلال قطاع غزة، لأن الشروط التي يضعها لإدارة مدنية لقطاع غزة هي شروط مستحيلة، لا يريد فتح ولا حماس، فهل سيأتي بأشخاص من المريخ لإدارة قطاع غزة؟".

ويضيف، "الشرط الذي يضعه أن يكون هناك سيطرة أمنية كاملة لإسرائيل في قطاع غزة وهذا ترجمته احتلال إسرائيلي للقطاع على نسق ما هو موجود في الضفة الغربية، لأن الجيش الإسرائيلي غير متواجد في مدينة جنين بشكل دائم لكن يدخلها ويخرج منها متى يشاء ويقوم بالعمليات التي نراها الآن، هذا هو النسق الذي يريد نتنياهو لغزة في المستقبل، الآن هو لا يريد الصفقة لأنها ستسقط الحكومة، بين الحكومة والصفقة هو يختار الحكومة".

ومن جهته، يقول المحلل السياسي فايز عباس، "نتنياهو يرى في محور فيلادلفيا كأنه المحور الذي يُشكل خطورة أمنية أكثر من إيران والنووي الإيراني لكن نتنياهو -كونه يكذب كثيرا- ينسى أن محور فيلادلفيا يُشكل خطرا على أمن إسرائيل وبعدها بساعات يُشكل التواجد الإسرائيلي عقبة أمام إطلاق سراح المحتجزين، في كل مرة يأتي بحجة جديدة تتعلق بمحور فيلادلفيا، مع العلم أن محور فيلادلفيا لم يكن يُشكل هذه الخطوة الأمنية على إسرائيل".

ويتابع، "نتنياهو يستغل هذا الموقف، ووصل لقناعة أنه استطاع إقناع المجتمع الإسرائيلي بأهمية هذا المحور، وهو يركز جهوده على ترسيخ أهمية محور فيلادلفيا في نظر الإسرائيليين وكأنه الأهم حتى من حياة المحتجزين الإسرائيليين، تكرار نتنياهو لهذا الموقف هو رسالة للمجتمع الإسرائيلي والعالم أنه هو لن ينسحب، وكل هذه الامور تتعلق بشيء واحد فقط، أن نتنياهو لا يريد صفقة جديدة فهو متمسك بمحور فيلادلفيا بحجة أمنية وسياسية للبقاء في المحور، والهدف هو إحباط المحاولة للتوصل لصفقة تبادل".

ويقول للجرمق، "نتنياهو غير معني بوقف الحرب على قطاع غزة على الرغم أن القيادة العسكرية قالت إن العمليات انتهت في معظم المناطق، لذلك أرى أن نتنياهو يركز على هذا الموضوع لترسيخ أهمية محور فيلادلفيا لإحباط أي صفقة بحجة أن هذا المعبر هو الأهم اليوم لإسرائيل".

ويردف، "رفْض نتنياهو الانسحاب من محور فيلادلفيا هو سيجعل حماس ترفض أي اتفاق لصفقة جديدة وهذا يُدخل إسرائيل بتوتر شديد مع مصر التي ترفض التواجد الإسرائيلي في هذا المحور، وحسب اتفاقيات السلام يجب ألا تتواجد القوات العسكرية الإسرائيلية في هذا المحور ولكن نتنياهو لا يكترث بما تقوله مصر والبيت الأبيض".

ويتابع للجرمق، "باعتقادي أن البيت الأبيض وصل لقناعة أنه لا يمكن التوصل لصفقة ما دام نتنياهو رئيسا للحكومة، وهناك مبادرة أمريكية جديدة هي التوصل لصفقة أحادية مباشرة مع حركة حماس لإطلاق سراح المحتجزين الذين يحملون الجنسية الأمريكية، وإذا فعلا واصلت واشنطن في هذه الصفقة ستكون ضربة قاسية لنتنياهو، وأعتقد أن هذا نوع من الضغط على نتنياهو من قبل الإدارة الأمريكية للتوصل لصفقة وإنهاء الحرب كما تقول إدارة بايدن".

ويقول عباس حول مُعارض وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت لقرار نتنياهو بعدم الانسحاب من محور فيلادلفيا، "النتيجة الوحيدة لمعارضة غالانت لنتنياهو، هي إقالته من وزارة الأمن ولكن نتنياهو لا يستطيع إقالته في هذه المرحلة، نرى أن هناك تعاطف من المجتمع الإسرائيلي مع غالانت الذي يريد التوصل لصفقة لإعادة المحتجزين لكن نتنياهو في كل تعامله الآن مع غالانت يُشير إلى أنه يريد أن يستقيل بالأمس وليس اليوم ولكن غالانت يرفض الاستقالة ويريد أن يبقى في وزارة الأمن في محاولة باعتقادي بائسة لإقناع نتنياهو بوجهة نظره وتغيير القرار بكل ما يتعلق بمحور فيلادلفيا".

ويردف، "الحكومة رفضت طلب غالانت بالتراجع عن قرارها بإبقاء الجيش في المحور وما يهم نتنياهو الآن هو الحفاظ على استقرار ائتلافه وإرضاء بن غفير وسموتريتش اللذين يعارضان أي صفقة مع الجانب الفلسطيني".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر