نتنياهو يقنع الشق المؤيد له في إسرائيل المنقسمة على ذاتها
• في مؤتمره الصحفي مساء 2/9 ، وجه نتنياهو مجمل خطابه الى الرأي العام اليميني وجمهور مؤيديه في مسعى لمنع حدوث انزياح في الجمهور لصالح الصفقة وحركة الاحتجاج. فقد تحدث الى نصف المجتمع الاسرائيلي الذي يصغي إليه، وكما لو كان الحديث عن كيانين اسرائيليين لا علاقة بينهما بما فيه من دلائل على عمق حالة الانقسام والتشظي.
- • شكلت الخارطة الموسعة التي عرضها نتنياهو في خلفية كلامه، خارطة الضم الكامل للضفة الغربية والقدس والجولان، واعتبر كل فلسطين التاريخية هي دولة اسرائيل. وهذا يتساوق مع غايات واهداف العدوان المتجدد على الضفة الغربية والنوايا بالتهجير التي عبر عنها وزير خارجيته قبل ايام.
- • قام نتنياهو بتبخيس تقديرات الجيش والشاباك والمؤسسة الامنية بشأن الانسحاب من محور صلاح الدين/فيلادلفيا وبشأن الصفقة، كما وقام بإلغاء أهمية خطة فك الارتباط التي قادها شارون بين الاعوام 2003 و2005، باعتبارها كما اوسلو وقيام السلطة الفلسطينية مسببات لتعاظم قوة حماس في غزة وللانتفاضة الثانية وراهناً في الضفة الغربية. كما اعتبر ان الرهان على السلطة الفلسطينية في اوسلو بأنها ستمنع "التهديد الوجودي" لإسرائيل قد تبدّد، وفعليا قام بتبرير العدوان الاقتلاعي على شمال الضفة وجنوبها والاغوار.
- • سوّغ نتنياهو مبرراته لإقالة محتملة لوزير الحرب غالنت حين تكون الفرصة مواتية ودونما ان تؤدي الى إحداث خلل داخلي في الحكومة وفي تماسك الائتلاف وتماسك حزب الليكود الحاكم. كما اشار الى ان سبب التسريبات من جلسات الكابنيت الامني السياسي يعود الى تقصير الرقابة العسكرية، وداعيا الى احداث تغيير فيها، ضمن مساعيه للانقلاب القضائي الذي ييسر له تنفيذ سياساته وعقيدته دونما كوابح اجرائية.
- تجاهل نتنياهو بشكل مطلق حركة الاحتجاج الشعبية ومئات الالاف من المتظاهرين بمن فيهم الالاف الذين يطوّقون مقرّ اقامته خلال مؤتمره الصحفي.
- اعتبر محور فيلادلفيا هو الخط الفاصل مع محور الشر بقيادة ايران، وفعليا اعتبر ان مجمل الصراع هو مع ايران وبتوجيه منها وكأن قضية فلسطين وشعبها وحركاته غير قائمة بحد ذاتها، بل من خلال المحور الذي يحركها، متجاهلا اي حق فلسطيني او ذكر للشعب الفلسطيني.
- أطلق نتنياهو تهديدا مباشرا بتدفيع حماس ثمن مقتل المحتجزين الستة، ساعيا الى شد الانظار الى رد الفعل الاسرائيلي التصعيدي ضد الشعب الفلسطيني في غزة وضد قيادات حماس، وليس الى اتهام عائلات القتلى له بالمسؤولية واعتباره قاتلا. كما وشدد على ان اسرائيل قد حسمت المعركة مع حماس نحو القضاء عليها وفقا له. كما اعترف ضمنيا برفض عدد من العائلات تلقي محادثته، وذلك في تطرقه لعائلات القتلى الستة بأنه تحدث مع عدد منهم.
- رغم كثرة الحديث عن محور فيلادلفيا فقد كشف نتنياهو نوايا حكومته بصدد قطاع غزة مشيرا ان إسرائيل ستواصل تواجدها اي احتلالها وستقوم بالمسؤوليات المطلوبة بما فيها تعيين مشرف عسكري/مدني على "المساعدات الانسانية"، ما يعني ترسيخ بنية الاحتلال، ووفقا لهذه الاعتبارات سيكون محور نيتسريم هو الاهم استراتيجيا في خدمة سياسته بالإبقاء على قطاع غزة محتلا، وفي تغيير الواقع السكاني بفرض إبقاء النازحين، وهم نحو ثلثي سكان القطاع، في الجزء الجنوبي من القطاع ومنع عودتهم شمالا. كما كشف جانبا اخر من قناعاته وهو انه حين تقتنع قيادة حماس بأن التواجد الاسرائيلي اي الاحتلال مستداما، فإنها ستخضع لشروط اسرائيل.
- لم يسقط نتنياهو تقبله للمرحلة الاولى من الصفقة، الا انه قام بإعلان نواياه ووفقا لعقيدته بأنه في مواجهة المحور (الايراني وفقا له) لا بد من حرب مفتوحة غير محددة بجدول زمني، وكذلك بصدد احتلال قطاع غزة واعادة اجتياح الضفة الغربية بروح الحرب الوجودية الا وهي روح حرب الابادة.
- تجاهل نتنياهو اسقاطات سياساته تجاه محور فيلادلفيا ومعبر رفح على الاتفاقات مع مصر،
للخلاصة:
• شكل المؤتمر الصحفي تظاهرة قوة لنتنياهو امام جمهوره، ويبدو انه نجح ولو حاليا في منع انزياخ اوساط منهم نحو حركة الاحتجاج.
• عمق نتنياهو الشرخ الاسرائيلي وجعل الانقسام اكثر حدّة، ليشكل الانقسام حالة من الحصانة والحماية له ولحكومته.