ما مصير الاحتجاجات في "إسرائيل" وهل سيُعلن "الهستدروت" عن إضرابات جديدة مستقبلا؟
تصاعدت الاحتجاجات خلال الأيام الأخيرة في "إسرائيل" وتحديدا بعد إعلان الهستدروت عن إضراب يوم 2.9.2024 الذي أنهته محكمة العمل الإسرائيلية في "بات يام" بعد تقديم التماسات بـ "عدم قانونية" الإضراب.
وشهدت شوارع "إسرائيل" تظاهرات واحتجاجات عدة، كما شهدت اشتباكات بين متظاهرين وقوات الشرطة الإسرائيلية، حيث خرج مئات آلاف المتظاهرين للضغط على الحكومة الإسرائيلية للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى فورية.
ويقول الباحث والمحلل السياسي صالح لطفي للجرمق، "أعتقد أنه لن يكون هناك تصعيدبالإضرابات من طرف نقابة العمال الهستدروت لمجموعة أسباب، الأول يتعلق بمنظومة الدولة القانونية ونعلم جميعا أن محكمة العمل أصدرت قرارها بوقف إضراب أول أمس لعدم قانونيته".
ويضيف، "السبب الثاني، يتعلق بالصيرورة الاقتصادية للدولة في ظل الحرب التي تقوم بها على قطاع غزة التي أصبحت بشكل واضح وصريح مكلفة للدولة على الرغم من الأموال الهائلة التي تأتيها من الجاليات الصهيونية، على سبيل المثال، تم جمع مليار دولار من الأمريكيين من أموال الشعب الامريكي وليس الحكومة الأمريكية ولذلك الاقتصاد الإسرائيلي في تراجع مستمر على الرغم من أنه كان هناك مظهر ثبات في المنظومة الاقتصادية الإسرائيلية رغم انسحاب شركات عملاقة بالذات في مجال الهايتك والأنظمة الدقيقة".
ويردف للجرمق، "المجتمع الاسرائيلي منقسم على ذاته بشكل حاد وكبير جدا، ونكاد نقول أن ثلثي المجتمع الإسرائيلي من اليمين واليمين القومي يرفضون الاحتجاجات والمظاهرات ويعتقدون أنهم في حرب وبالتالي يجب الوقوف خلف الحكومة بغض النظر عن هويتها وتصرفاتها".
ويتابع للجرمق، "الإضراب يشكل حالة حرجة في إسرائيل تتعلق بالمنظومة الداخلية للهستدروت كما تغوص عدة نقابات داخل مقابة عملاقة طبيعي جدا أنه من بين النقابات والمؤسسات هناك أشخاص لهم توجهاتهم من غير اليسار أو اليسار الوسط وبالتالي هذه الأحجية السياسية في الداخل الإسرائيلي لعبت دورا كبيرا أول أمس في القرار القانوني للمحكمة من جهة وتصريحات سموتريتش من جهة ثانية".
ويقول للجرمق، "ما دار في أروقة الحديث العابر في إسرائيل عبر صفحات التواصل الاجتماعي المختلفة عن عمق العلاقة القائمة بين زوجة رئيس الهستدروت وزوجة نتنياهو وكان لها أثر كبير بإقناع زوجة رئيس الهستدروت أنه من السابق لأوانه تنظيم الإضرابات التي تمس بأمن الدولة وتخلل أمنها الداخلي أو ما يسمى الجبهة الداخلية لذلك لا اعتقد أن الأمر سيتكرر وإنما تكراره سيكون وفق منظومة معينة ولاحظنا في خطاب نتنياهو أنه كان مأزوما ومتشددا وحتى حالته الشخصية والنفسية كانت متوترة".
وضيف، "أولا ظهر نتنياهو مأزوما بسبب الإضراب وهذا طبيعي وبسبب الستة الذين قتلوا وبسبب كلمة قالها بايدن لنتنياهو وهي لا وأخيرا بسبب تحركات غالانت داخل حزب الليكود التي جاءت في ذروة فرض ’أمر ما’ بما يتعلق بمحور صلاح الدين تحديدا".
ويضيف للجرمق، "أما عائلات المحتجزين لدى المقاومة منذ أشهر تقوم بمظاهرات ترتفع حدتها تارة وتنخفض تارة في ضوء ما يجري على أرض غزة وهذه العوائل في المنظومة الفكرية الإسرائيلية هي محسوبة على اليسار الإسرائيلي الذي يسكن في كيبوتسات غلاف غزة ولذلك بالنسبة لليمين الإسرائيلي سواء كان شعبويا أو شعبيا أو سياسيا هذا موضوع ليس ذا أهمية وسمعنا تصريحات من قيادات الليكود ومختلف الدوائر اليمينية الإسرائيلية بغض النظر عن أيدولوجياتها وخلفياتها التي تتحدث أن هذه أثمان طبيعية تدفع في الحروب".
ويقول للجرمق، "موضوع العائلات لن يكون ذا تأثير كبير على قرارات نتنياهو بالعكس سمعنا كيف يتحدث خلال خطابه أن الإجراء الثاني في قطاع غزة سيكون رفع وتيرة الحرب من جهة وتقليص عدد الجنود من جهة ثانية والشروع بالسيطرة المادية والمعنوية العملياتية على الأرزاق وتوزيع المعونات في غزة".
ويختم، "نتنياهو وحاشيته لا يتأثرون كثيرا بما يحدث في الشارع الإسرائيلي لأنهم يعلمون يقينا حجم الدعم الاإسرائيلي لهم سواء من الشرقيين أو اليهود المتدينين من مجموعات سموتريش وبن غفير".