ما دلالات زيارة وزير الخارجية القطري لطهران في ظل احتمالية التصعيد مع "إسرائيل"؟


  • الثلاثاء 27 أغسطس ,2024
ما دلالات زيارة وزير الخارجية القطري لطهران في ظل احتمالية التصعيد مع "إسرائيل"؟
وزير الخارجية القطري&وزير الخارجية الإيراني

زار رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني العاصمة الإيرانية طهران والتقى بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في ظل استمرار الحديث عن نية إيران تنفيذ الرد على "إسرائيل" الذي وعدت به بعد اغتيال القيادي في حركة حماس إسماعيل هنية وذك بالتزامن أيضا مع استمرار مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية.

وتأتي هذه الزيارة بعد أسابيع فقط من تنفيذ وزير الخارجية الأردني تامر الصفدي زيارة للعاصمة الإيرانية طهران والاجتماع مع القائم بأعمال وزير الخارجية الإيرانية علي باقري في حينه.

هل للزيارات الدبلوماسية تأثير على خفض التصعيد؟

ويقول الباحث والمحلل السياسي أنطوان شلحت إن، "لهذه الزيارات دورا في محاولة خفض التصعيد في المنطقة، كما أن إيران نفسها أصدرت تصريحات تقول فيها إنها غير معنية بتصعيد في حال كانت المفاوضات حول وقف الحرب دائرة ويمكن أن تتقدم بمعنى أن إيران لن تكون حجر عثرة لإفشال المفاوضات وهي تلتزم بعدم الإقدام على أي رد طالما المفاوضات دائرة وتشهد تطورات إيجابية كما تروج الولايات المتحدة".

ويتابع للجرمق، "هذه الزيارات تشكل مسارا موازيا لتدعيم الموقف الإيراني، حتى يتم الحول دون أي تصعيد على المستوى الإقليمي".

ويردف، "بالنسبة لزيارة وزير خارجية الأردن، من الواضح أن هناك هدف آخر وهو تحذير الأردن من مغبة استخدام الأجواء الأردنية، واضح أن الأردن يعلن عيانا وبيانا يرفض استخدام أجوائه بمعركة القصف المتبادل بين إيران وإسرائيل، ويوجه رسالة لإيران ومثلها لإسرائيل، وهذه الدعوة جزء من الضغط الذي يمارسه الأردن للحول دون التصعيد".

ويقول، "حتى الآن لا يوجد بيانات تتحدث عن أنه لن يكون هناك تصعيد وإيران باعتقادي مصرة على أن ترد على اغتيال إسماعيل هنية في طهران ولكن السؤال كيف سيكون الرد وفي أي توقيت، كل الذي يدور حوله الآن المشهد السياسي والاتصالات الدبلوماسية يتعلق أولا بتوقيت الرد وبجوهر الرد، حيث أن الدول التي لها دالة تمارس تأثيرا على طهران لـ ألا يؤدي الرد لنشوب حرب إقليمية".

ويتحدث شلحت عن اختلاف زيارة وزير خارجية قطر عن زيارة وزير الخارجية الأردني قائلًا، "هناك اختلاف بين الزيارتين، لأن لقطر دور أبعد مدى من دور الأردن لأنها ليست دولة وسيطة، هدف زيارة وزير خارجية الأردن عدم توريطها في أي صدام قد يحدث بين إيران وإسرائيل، وأن هذه الرسالة موجهة لإيران بقدر ما هي موجهة لإسرائيل".

ويتابع للجرمق، "المسؤول القطري زيارته مختلفة أكثر ويضع طهران بصورة المفاوضات ويعرف في أي مفترق تقف الآن ولذلك لديه من الوقائع أكثر بالتأكيد من وزير الخارجية الأردني لكي يطلع طهران على المفاوضات، إيران معنية أيضا بهذه المفاوضات، هي تقول إنها معنية بالمفاوضات ونجاحها وخصوصا لوقف الحرب على غزة لأنه حان الوقت لوقف الحرب على غزة حرب الإبادة والتدمير".

ويضيف، "زيارة المسؤول القطري تندرج بإطار هذه المهمة وهي إطلاع إيران إلى أين وصلت المفاوضات وأعتقد لكي تكون إيران جزءًا ربما من الاتفاق الذي يتم التوصل إليه، مع أنه منطقيا واضح

أنه بمجرد وقف الحرب على غزة كل الجبهات الأخرى التي أعلنت أنها جبهات إسناد ستتوقف عن خوض قصف متبادل أو إطلاق طائرات مسيرة، لأنها تعتبر نفسها جبهات إسناد بمجرد وقف الحرب ستتوقف".

ويقول شلحت عن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، "المفاوضات حتى الآن صورتها غير واضحة ولا جواب حاسم حولها، هي آيلة للانهيار أم ستنجح؟ هناك الكثير من الروايات المتناقضة، فالولايات المتحدة تعلن أن المفاوضات سائرة على قدم وساق وفي نفس الوقت، تعلن أنها لم تتقدم".

ويردف، "أعتقد كمتابع أن الولايات المتحدة معنية بالتوصل لاتفاق يلبي المطالب الإسرائيلية، واضح أنها منحازة لإسرائيل ومعنية أن تتوصل لاتفاق وأن تتوقف الحرب ولكن هي لا تمهد الأجواء لوقف الحرب بحيث يتم التجاوب مع مطالب المقاومة ربما هذا المأخذ الكبير على الولايات المتحدة لكن لا شك أنها معنية بوقف الحرب ولكن النقد الأساسي الموجه للولايات المتحدة ليس أنها تخدع بما يخص المفاوضات وإنما تؤيد الموقف الإسرائيلي الذي يزداد تعنتا ومن الواضح أنه تعنت الهدف من وراءه تخريب المفاوضات وعدم الوصول لاتفاق".

ومن جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي صالح لطفي، "للزيارة دلالة سياسية في سياق العلاقات الدولية وعلاقات المنطقة فيما يتعلق بالخلاف القائم بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية ومن يدور في فلكها من جهة، ومن إعلان إيران أنها سترد على اغتيال القيادي في حماس إسماعيل هنية في طهران ضد إسرائيل".

ويتابع للجرمق، "زيارة وزير الخارجية القطري تأتي في سياق قيام قطر بعملية المفاوضات بين حماس وإسرائيل بوساطة قطرية مصرية أمريكية ومسعى لإيران لبذل جهد معين ’للضغط على المقاومة للموافقة’ على بعض الشروط في القضايا التي تضعها إسرائيل فيما يتعلق بمحوري نتساريم وفيلادلفيا وموضوع تبادل الأسرى".

ويردف للجرمق، "قطر منذ زمن بعيد في سياق العلاقات الدولية تلعب دور وسيط وتكاد تكون المرسال الأمريكي للإسلاميين في المنطقة، وقامت بدور الوساطة في أفغانستان وأجرت مفاوضات جادة بين أمريكا وطالبان واليوم تقوم على أرضها مفاوضات تتعلق بحركة حماس وغزة ، ولذلك هذه الزيارة مهمة لإيران تحمل في طياتها الكثير من القضايا من الصراع بين إيران والإقليم من جهة الذي يدور في الفلك الأمريكي وبين إيران وإسرائيل من جهة ثانية". 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر