مقتحمو معسكر سديه تيمان هم التيار الحاكم اسرائيلياً


  • الثلاثاء 30 يوليو ,2024
مقتحمو معسكر سديه تيمان هم التيار الحاكم اسرائيلياً
محيط معسكر "سديه تيمان"

مقتحمو معسكر الاعتقال سديه تيمان اليوم 29/7 سعيا لتنفيذ مجزرة بالاسرى الفلسطينيين من غزة وحماية للسجانين الضباط، هم التيار الحاكم اسرائيلياً. وقد ساندهم في الاقتحام وزراء وأعضاء كنيست من الليكود وعوتسما يهوديت والصهيونية الدينية.

تتحول اسرائيل وبتسارع من دولة مرتكزة على المنظومات القوية ضمن الفصل والتكامل بين السلطات، الى دولة ميليشيات دموية متضاربة تفكك المنظومات. ليشكل الاقتحام في سديه تيمان وفي المحكمة العسكرية في بيت-ليد حدثا مفصليا يشير الى انفلات هذه الميليشيات وانطلاقها دونما اي رادع، مستهدفة الفلسطينيين اينما كانوا.

هذه المليشيات كانت في بداية تبلورها في ايار 2021 وخلال هبّة الكرامة، وهي التي قامت بالاعتداءات الدموية على الوجود العربي الفلسطيني في هذه المدن سعيا للتطهير العرقي.

نمط عمل هذه المليشيات هو أنها لا تعمل الا بحماية الشرطة وحرس الحدود او الجيش هكذا كان في العام 2021 وهكذا اليوم في اقتحامها لمعسكر الاعتقال سديه تيمان وللمحكمة العسكرية في بيت ليد.

يسعى الجيش والمؤسسة الرسمية إلى اعتماد إجراء التحقيقي مع جنود متهمين بشبهة الاعتداءات الجنسية على الاسرى من غزة اضافة الى التعذيب حتى الموت، وذلك في اجراء احترازي كما رشح اعلاميا للحؤول دون إصدار مذكرات اعتقال من محكمة الجنايات الدولية ضد الضباط المتورطين، ودون أن يتم اعتماد ذلك يف أبحاث محكمة العدل الدولية بصدد اعمال الابادة.

مقتحمو سديه تيمان هم ذاتهم مقتحمو شاحنات الاغاثة الأردنية المتوجهة إلى غزة قبل بضعة أشهر وإتلاف محتوياتها الغذائية والطبية.

فرض وزير الأمن القومي سلطته شبه المطلقة على الشرطة ومصلحة السجون وقام لتطويع المنظومتين لخدمة عقيدته العنصرية الدموية التصفوية، وفرض وزير المالية سموتريتش وهو الوزير في وزارة الأمن وصاحب الصلاحيات الأوسع في كل ما يتعلق بالضفة الغربية والاستيطان والضم والتطهير العرقي، وبعد أن سيطر على الادارة المدنية الاحتلالية ونقلها الى مقرات مجلس المستوطنات وبذلك فرض تغييرا في بنية الجيش باعتباره الحاكم للضفة الغربية. 

يحصل حاليا إطلاق حملة متناسقة بين سموتريتش وبن غفير ونتنياهو لتقويض أركان الجيش، وسعيا لتغيير طابعه وهويته باتجاه عقيدة الصهيونية الدينية والإذعان لمرجعياتها الدينية الاستيطانية الدموية. الصراع الاسرائيلي بين المنظومات والمستوى السياسي بات خارج السيطرة والضبط. 

استراتيجياً، فإن  تفكك المنظومات قد يشكل الخطر على اسرائيل وتماسكها الداخلي وعلى العقد الاجتماعي الصهيوني وكل عقيدة بوتقة الصهر، ليكون في نظر العديد من الاسرائيليين "اكثر خطرا من كل الجبهات الخارجية". 

وكي لا تكون اوهام بصدد مفهوم تفكك منظومات الدولة فإنه لا يؤدي الى تفكك الدولة داخليا، بل تتحول الى دولة ميليشيات دموية كل شيء فيها مستباح، وحصريا الوجود الفلسطيني في كل المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل. 

البيانات الصادرة عن قائد اركان ووزير الامن وعن نتنياهو وعن رئيس المعارضة لبيد، هي تصريحات هدفها تجميل الواقع الرهيب للممارسات الاسرائيلية في المعتقلات وحصريا في سديه تيمان، والتظاهر بأن المشكلة هي في الاقتحام فحسب وليس في انتهاكات حقوق الاسرى حتى القتل والاعتداءات الجنسية وبتر الاطراف والموت.

 

للخلاصة:

الفلسطينيون في معسكر الاعتقال سديه تيمان او السجون الاخرى وفي غزة والضفة والقدس والداخل هم مجموعة فلسطينية في خطر محدق، ودعوة السلطة الفلسطينية وكل مؤسسات الشعب الفلسطيني الى قراءة المخاطر وبلورة آليات حماية ذاتية ودولية.

من الجدير المطالبة بلجنة تقصي حقائق دولية تجمع الشهادات من اسرى سديه تيمان ومعظم السجون الاسرائيلية.

من الجدير المطالية بشكل فعال بحماية دولية تشمل كل الشعب الفلسطيني.

التوجه الى المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية والى محكمة العدل الدولية والى لجنة التحقيق الاممية الدائمة التي أعلن عنها في ايار 2021 للقيام كلا بدورها في هذا الصدد، واعتماد رواية الضحايا لا الاحتلال.

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر