الجامعة العبرية تعلق عمل بروفيسور نادرة شلهوب بسبب انتقادها للحرب على غزة


  • الأربعاء 13 مارس ,2024
الجامعة العبرية تعلق عمل بروفيسور نادرة شلهوب بسبب انتقادها للحرب على غزة
نادرة شلهوب

علقت الجامعة العبرية عمل المحاضرة بروفيسور نادرة شلهوب كيفوركيان، على إثر توقيعها على عريضة ضد الحرب على قطاع غزة.

وقالت الجامعة في معرض تبريرها لقرار تعليق عمل كيفوركيان بالتدريس، إن "نادرة وقّعت على عريضة في بداية الحرب كانت تصف أعمال إسرائيل بأنها ممارسات إبادة جماعية وكيان احتلال منذ 1948".

وختمت الجامعة ردّها أن "في هذه المرحلة من أجل الحفاظ على جو هادئ في الجامعة لصالح طلابنا وطالباتنا، قررنا تعليق عمل بروفيسور نادرة شلهوب كيفوركيان".

ومن جهته، أصدر التجمّع الطلابيّ الديمقراطيّ بيانًا، على إثر قرار الجامعة العبرية في القدس بتعليق عمل بروفسور نادرة شلهوب كيفوركيان بسبب موقفها من الحرب على غزة يستنكر فيه "هذه الخطوات التعسفية التي تستهدف كل صوت إنساني وأخلاقي يرفض الحرب الدموية في قطاع غزة ويطالب بوقف هذه الجرائم التي ترتكب بشكل يومي".

ويعبر التجمّع الطلابيّ في بيانه عن "اعتزازه الكبير بدور بروفيسور نادرة شلهوب كيفوركيان وإنتاجها العلمي والأكاديمي الواسع والهام، حيث تعتبر واحد من أهم الباحثين على المستوى الدولي ولها صولات وجولات في جامعات ومعاهد عالمية مرموقة، كما وموقفها الوطني والأخلاقي الصلب الذي تتخذه ضد الحرب والعدوان على أهلنا في قطاع غزة ومع حقوق شعبنا الفلسطيني رغم كل محاولات التضييق والملاحقة المستمرة عليها منذ فترة".

وأضاف بيان التجمّع الطلابيّ أن "الأكاديميا الإسرائيلية أصبحت تلعب بشكل واضح دورها كجزء من منظومة الأبارتهايد والفصل العنصري وتتعامل وفقًا للعقلية الانتقامية السائدة في المجتمع الإسرائيلي، وهو ما كان في ملاحقة الطلاب العرب في الجامعات والتعامل معهم كأعداء من خلال تحويلهم للجان طاعة تحولت الى اشبه بتحقيقات مخابراتية، وهو ما تستمر به في التضييق على الأكاديميين والمحاضرين العرب بمنعهم بالتعبير عن رأيهم وموقفهم السياسي تجاه ما يحدث من جرائم بحق شعبهم، كم ويسري هذا النهج على عدد من المحاضرين اليهود المناهضين للحرب الذين عانوا من تضييق وتحريض مستمر أيضًا".

وأنهى التجمّع الطلابيّ بيانه بأنه "سيستمر في النضال إلى جانب كافة الالاف من الطلبة وعشرات المحاضرين ضد هذه الملاحقة وسياسة كم الأفواه التي تنتهجها الجامعات الإسرائيلية، وأن كل هذه المحاولات لن تغيّر من حقيقة انتمائنا لشعبنا وقضيته العادلة ورفضنا للجرائم المرتكبة بحقه".

وبدورها، أدانت جمعية "كيان" في بيان صدر عنها "الخطوة العنصريّة التي اتخذتها الجامعة العبريّة في القدس، بتعليق عمل بروفيسور نادرة شلهوب في الجامعة، بسبب تصريحاتها التي تصف سلسلة جرائم الحرب المرتكبة في غزّة منذ 5 شهور بأنّها إبادة جماعيّة، ووصفها الادعاءات الإسرائيليّة لتبرير الحرب الوحشيّة بأنها أكاذيب، ومن ضمنها الادعاءات حول وقوع اعتداءات جنسيّة وادعاء تقطيع رؤوس الأطفال في 7.10".

وأضاف البيان أن "المضايقات لبروفيسور شلهوب بدأت في بداية الحرب حين وقّعت عريضة تطالب بوقف الحرب، وعبّرت عن مواقفها المناهضة لها. تلا ذلك مطالبة لها بتقديم استقالتها، لكنّها لم تستجب لذلك الطلب. ومنذ ذلك الحين تواجه حملة تحريض، انتهت بقرار الجامعة بإبعادها المؤقّت، بعد تصريحاتها الأخيرة".

وقالت "كيان" بهذه الخطوة "التعسّفيّة تخسر الجامعة العبريّة محاضرة وباحثة مهمّة على المستوى الدوليّ الدوليّ، من أجل إرضاء القوى العنصريّة والفاشيّة في الجامعة والجمهور الإسرائيليّ، التي لا تطيق أن تسمع أي رأي إنسانيّ معارض للجرائم ضدّ الإنسانيّة، حتى لو كان الحقيقة التي يصرخ بها الملايين حول العالم".

وأوضح التنظيم النسوي الفلسطيني أن "هذا الخبر لا يفاجئنا للأسف؛ فمنذ السابع من تشرين الأوّل تتسابق أماكن العمل الإسرائيليّة في استعراض عنصريّتها، باتخاذ إجراءات تعسّفيّة ضدّ كل صوت عربيّ يغرّد خارج السرب الصهيونيّ".

وأشارت كيان إلى أننا "تابعنا الحملة العنصريّة التي شنّت على مجتمعنا منذ بداية الحرب، ورأينا كيف تجنّد المدراء والعمّال الإسرائيليّين لمهمّة ‘فرض الولاء للدولة‘ على زميلاتهم وزملائهم الفلسطينيّين، والتي كثيرا ما انتهت بفتح ملفّات ضدّهم في الشرطة بتهم التحريض على الإرهاب أو التماهي معه".

وختمت "كيان" بيانها قائلة إننا "نحن في كيان - تنظيم نسوي، نقف إلى جانب بروفيسور نادرة، المحاضرة في علم الإجرام، ونؤكّد أن رأيها ووصفها للجرائم ليس جريمة، وأنّ عدم تصديقها لادعاءات غير مثبتة حول وقوع جرائم ليس جريمة أيضا. نضمّ صوتنا إلى صوتها الإنسانيّ والوطنيّ المطالب بوقف الجرائم الحقيقيّة وتحقيق العدالة. ونناشد جميع بنات وأبناء مجتمعنا في أماكن العمل الإسرائيلية، بالتوجّه إلينا للاستشارة المهنيّة في قوانين العمل والإقالة، في حال التعرّض لإجراءات في العمل، على خلفيّة الآراء والمواقف السياسيّة".

ومن جهته، قالت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، أدانت، "لجنة متابعة قضايا التعليم العربي الإجراء المستهجن السياسي الذي اتخذته الجامعة العبرية في القدس بتعليق عمل البروفيسور نادرة شلهوب كيفوركيان عن العمل، بناءً على مواقفها من الحرب على غزة. إن هذا الإجراء يمثل خطوة تعسفية إضافية من سياسة ممنهجة للملاحقات السياسية وكم الأفواه التي يتعرض لها محاضرينا وطلابنا في معاهد التعليم العالي منذ بداية الحرب والتي تتعارض مع أسس الحرية الأكاديمية وحرية التعبير والتي تهدف إلى كم الأفواه النقدية المناهضة للسياسات الحالية".

وتابعت، "يذكر أن كلية كي قد قامت بفصل المحاضرة د. وردة سعدة قبل أشهر بسبب مواقفها المعارضة للحرب وطالبت لجنة متابعة التعليم بإلغاء هذا القرار التعسفي. إنّ هذا النهج لا يقتصر على الفلسطينيين فحسب، بل يمتد ليشمل المحاضرين والأكاديميين اليهود الذين يعبرون عن مواقف معارضة او نقدية للحرب. نعرب عن تقديرنا واحترامنا العميق للبروفيسور نادرة شلهوب كيفوركيان، التي تعد رمزًا للتميز العلمي والأكاديمي، ولها إسهامات بالغة الأهمية في المجال البحثي على مستوى العالم".

وأعربت اللجنة، "عن قلقها من مضمون رسالة رئيس الجامعة وعميدها إلى عضو الكنيست شارن هسكل والتي فيها عمليا تصريح علني بتحويل الجامعة العبرية إلى ذراع لخدمة أجندة سياسية للقوى المهيمنة في إسرائيل ما يتناقض مع مبادئ الحرية الاكاديمية التي جاءت لتحمي إمكانية الإبداع والنقد والتفكير خارج الصندوق والتشكيك والتجديد وبدون هذا لم يتطور العلم وبقيت البشرية مع نظريات اثبت الإبداع العلمي عدم صحتها".

وأضافت، "سنواصل دعمنا الثابت ونضالنا إلى جانب كل من يتعرض لهذه الملاحقات والممارسات التي تقمع الحريات الأكاديمية وحرية التعبير. إننا نؤمن بأن هذه المحاولات لن تزعزع إيماننا بقضيتنا العادلة، ورفضنا للانتهاكات التي يتعرض لها شعبنا".

وطالبت اللجنة، "إدارة الجامعة العبرية في القدس بإعادة النظر الفوري في هذا القرار وإعادة البروفيسور نادرة شلهوب كيفوركيان إلى منصبها بشكل فوري وندعو كافة معاهد التعليم العالي باتخاذ التدابير لتجسيد مبادئ الحرية الأكاديمية والإنتاج المعرفي النقدي. وتدعو لجنة متابعة قضايا التعليم العربي الى مواصلة العمل الجماعي لتوفير الامان لطلابنا ومحاضرينا في معاهد التعليم العالي جراء سياسة الملاحقات وكم الافواه عامةً وتدعو الى تنظيم المحاضرين في هذه المعاهد لمواجهة جماعية لتحدياتنا الحالية والمستقبلية على حدٍ سواء".

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر