محللون يناقشون أحداث الـ 7 من أكتوبر ومكاسبها وخسائرها على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي

حرب الـ 7 من أكتوبر


  • الأحد 10 مارس ,2024
محللون يناقشون أحداث الـ 7 من أكتوبر ومكاسبها وخسائرها على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي
قطاع غزة

تطرح حرب الـ 7 من أكتوبر الكثير من التساؤلات حول مستقبل القضية الفلسطينية، وإمكانية زوال "إسرائيل"، والأهداف التي يمكن أن تحققها هذه الحرب لصالح الفلسطينيين، حيث ناقش الجرمق الإخباري محللين سياسيين أكدوا بدورهم على أن الحرب كان لها مكسب كبير، بالإضافة إلى عنصر المفاجئة الذي عاشه الإسرائيليون في الـ 7 من أكتوبر والذي سيؤدي إلى أزمة بين الإسرائيليين وحكومتهم لسنوات طويلة.

ما هي مكاسب الفلسطينيين من الحرب الراهنة؟

ويقول المحلل السياسي فايز عباس في حديثٍ خاص مع الجرمق: "باعتقادي أن المكسب الأول والمهم هو أن مكسب على مستوى دولي، فالدول الأفريقية والآسيوية كانت داعمة للشعب الفلسطيني، وهذا أكبر مكسب للشعب الفلسطيني".

ويتابع، "من الناحية الاستراتيجية على مستوى سياسي، فأنا لا أعتقد أنه جرى تحقيق مكاسب استراتيجية، لكن على المستوى الشعبي الدولي، الشعب الفلسطيني في وضع لم يكن يحلم به، بعد الـ 7 من أكتوبر بدء العالم يفهم أن القضية الفلسطينية هي قضية العالم كله وليست قضية الشعب الفلسطيني فقط، وهذا أهم مكسب على الرغم من الثمن الباهظ جدًا الذي دفعه الفلسطيني من طفل وسيدة وشاب في قطاع غزة".

ويقول الخبير بالشأن السياسي سليم بريك لـ الجرمق: "باعتقادي أنه لم يتم تحقيق مكاسب استراتيجية في هذه الحرب، ويعود ذلك لموضوع احتجاز أطفال ونساء في بداية الحرب، وهذا أثر سلبًا على الفلسطينيين بشكل عام وليس فقط على حماس".

ويتابع، "ونرى أيضًا أن العالم الغربي الذي يتحدث دائمًا عن حقوق الإنسان والحريات يقف متفرجًا على ما يعيشه الشعب الفلسطيني وغير معني بما يحدث له، وطالما أن المصلحة الأوروبية والأمريكية هي بعدم التقدم لحل بالقضية الفلسطينية، أنا لست متفائلًا بتحقيق أي تقدم بعد انتهاء الحري".

كيف ستتأثر العلاقات الفلسطينية بالـ 67 والـ 48؟

ويردف عباس لـ الجرمق، "العلاقات ستبقى هي نفسها العلاقات التي كانت، هذا شعب واحد، ولا أعتقد أن هذا سيؤثر على العلاقات بين الفلسطينيين سواء كانوا من غزة، أو الـ 67 أو الـ 48، لا أعتقد أنه سيكون هناك أي تغيير في موقف الداخل مثلًا من قطاع غزة".

ويضيف، "الشعب الفلسطيني هو شعب فلسطيني سواء في الشتات أو الداخل أو الضفة أو غزة، ستبقى العلاقات هي نفسها، وهي علاقة الشعب الواحد بين الكل الفلسطيني".

ويقول الخبير بالشأن السياسي بريك: "أتوقع أن يكون هناك تصعيد وارتفاع بالعنصرية تجاه المواطنين العرب، وهذا سيقرب بينهم وبين الفلسطينيين بالمناطق المحتلة، لكن في ذات الوقت نحن نرى ضعف كبير خصوصًا في الضفة الغربية".

كيف سيتأثر الإسرائيليين؟

ويقول عباس: "الصدمة التي ضربت إسرائيل في الـ 7 من أكتوبر لن تنتهي، حتى وإن قامت إسرائيل باحتلال قطاع غزة بالكامل، هذه الصدمة ستبقى لدى كل إسرائيل، فما حدث لم يكن يتوقعه أحد في إسرائيل، وكان له تأثير على المجتمع الإسرائيلي وعلى الحياة في إسرائيل، وحتى على مفهوم الإسرائيلي بعلاقته مع دولته التي كان من المفترض أن تحميه لكنها فشلت بفعل ذلك في الـ 7 من أكتوبر".

ويردف، "المجتمع الإسرائيلي بعد الـ 7 من أكتوبر لن يكن نفسه في الـ 6 من أكتوبر، وهذا حتى أثبت بالأبحاث النفسية التي أجريت بعد الـ 7 من أكتوبر، والتي تشير إلى أن نسبة كبيرة من الإسرائيليين يعانون من اضطرابات نفسية بسبب أحداث الـ 7 من أكتوبر، وهذا بالطبع سيكون له الأثر الكبير حتى في السنوات الكثيرة القادمة على المجتمع الإسرائيلي".

ويتابع، "من الناحية الدولية والاستراتيجية، أعتقد أن الحرب أثرت سلبًا على إسرائيل، فهي طرحت نفسها أمام العالم العربي على أنها الدولة القوية، لكن ما حدث بعد الـ 7 من أكتوبر هذا المفهوم لم يعد قائمًا، وعلى العكس تمامًا إسرائيل خسرت من الناحية الاستراتيجية بالكامل، وهذا سيؤثر عليها في السنوات القادمة".

ويضيف، "من الناحية العسكرية، إسرائيل تبين أنها بحاجة كل الوقت للولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ثبت في هذه الحرب، وثبت أنه بدون الدعم العسكري من الولايات المتحدة سيكون الوضع الإسرائيلية أصعب بكثير مما كانت إسرائيل عليه في الـ 6 من أكتوبر".

ويردف الخبير السياسي سليم بريك لـ الجرمق، "الشعب الإسرائيلي مذهول، هو أصيب بنوع من الصدمة، عنصر المفاجئة كان قوي جدًا، الشعب الإسرائيلي ينظر إلى السيناريوهات، كسؤال ماذا لو بدء ذلك في الجليل من حزب الله، كانت ستكون العواقب أكثر بكثير".

ويتابع، "المجتمع الإسرائيلي فيه عنصر مفاجئة من عدم قدرة الجيش على التعامل مع الوضع، أي أن الأمن الإسرائيلي تظعظع من الأساس، ولكن كان هناك مشكلة في المجتمع الإسرائيلي وهو وجود حكومة متطرفة يمينية، تخدم مصالح أطراف في الحكومة وليس الشعب الإسرائيلي".

كيف سيتأثر الفلسطينيين؟

ويضيف بريك في حديثه، "بالنسبة للفلسطينيين باعتقادي أن الكارثة كبيرة جدًا، ما نراه في قطاع غزة سيحتاج لسنوات طويلة ليبنى من جديد، وبات واضح أن الشعب الفلسطيني لا يستطيع أن يستند على الأنظمة العربية، فهي إما عديمة التأثير، أو عديمة الاكتراث".

هل عادت فكرة زوال إسرائيل؟

ويقول المحلل السياسي فايز عباس لـ الجرمق: "لا يمكن تحديد الإجابة بهذا الشأن، ولا أعتقد أن يمكن أن تزول إسرائيل بعد أحداث الـ 7 من أكتوبر، على الأقل في السنوات القادمة".

ويختم الخبير بالشأن السياسي سليم بريك حديثه بالقول: "نحن نرى أن الموقف الأمريكي الغربي والأوروبي قوي جدًا، وإسرائيل تنفذ مصالح غربية هامة جدًا في المنطقة، وباعتقادي أنه على العالم العربي التفكير بشكل واقعي".

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر