تهديدات مصرية بتعليق اتفاق السلام مع "إسرائيل" في حال اجتاحت رفح..ما إمكانية حدوث ذلك؟ محللون يجيبون


  • الاثنين 12 فبراير ,2024
تهديدات مصرية بتعليق اتفاق السلام مع "إسرائيل" في حال اجتاحت رفح..ما إمكانية حدوث ذلك؟ محللون يجيبون
توضيحية

هددت مصر بأنها ستقوم بتعليق اتفاق السلام مع "إسرائيل" في حال اجتاح الجيش الإسرائيلي وبدأ عملية برية في رفح جنوبي قطاع غزة وذلك وفقًا لمسؤولين مصريين.

وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث مع الرئيس الأمريكي جو بايدن حول شن عملية عسكرية على رفح، حيث زعمت الصحيفة أن بايدن أعرب عن خشيته من وقوع، "أضرار واسعة النطاق في صفوف المدنيين، لأنه يوجد في رفح حالياً عدد كبير من سكان غزة الذين تم إجلاؤهم من شمال القطاع".

ويقول المحلل السياسي د.سليم بريك للجرمق إن، "تهديدات مصر حقيقية ومنطقية، وهي أن أي اختراق لحدودها يعني اختراق لاتفاق السلام الذي عقد بينها وبين إسرائيل عام 1979، ولكن التهديد المصري لم يكن موجهًا فقط لإسرائيل وإنما أيضًا لحركة حماس، فإسرائيل آخذة بالحسبان أن أي اختراق سيؤدي لوقف اتفاق السلام أو تجميد علاقات الصلح مع مصر".

ويتابع للجرمق، "مصر هددت حركة حماس أيضًا أنه في حال لم يتم عقد صفقة تبادل خلال أسبوعين فإنها ستعرض نفسها والفلسطينيين لاجتياح رفح لأن مصر لا تستطيع قانونيًا منع إسرائيل من شن عملية عسكرية داخل قطاع غزة شريطة ألا يخرج النازحون للحدود إلى الجانب المصري".

ويضيف، "هناك قلق مصري من دخول النازحين الفلسطينيين للحدود المصرية وهذا هو الأمر المركزي الذي يقلق مصر، وهذا هو سبب التهديدات التي نسمعها في الفترة الأخيرة، ولذلك تقوم مصر ببناء حواجز قوية جدًا فوق الأرض وتحتها لمنع خروج النازحين، ولكن باعتقادي أن الأمور لن تصل إلى حد المواجهة العسكرية بين الجيش الإسرائيلي والجيش المصري، فاتفاق السلام مهم جدًا لمصر بسبب الاتفاقات الاقتصادية".

ويقول للجرمق، "هناك أزمة في مصر الآن تتعلق بالغاز الإسرائيلي، ولذلك مصر متعلقة بإسرائيل بشكل أو بآخر، وفي نهاية المطاف الدول الضعيفة والفاشلة لا تستطيع أن تهدد بشكل حقيقي، وإنما تحاول أن تضغط بها فقط، كما أن تهديدات مصر موجهة للولايات المتحدة الأمريكية لتقوم بالضغط على إسرائيل حتى لا تقوم بعملية موسعة في رفح ولكن في نهاية الأمر مصر يهمها ألا يدخل الفلسطينيون لسيناء، أما القيام بعملية عسكرية في رفح فهذا لا يؤثر على المصريين".

ويوضح بريك للجرمق أن، "اجتياح رفح سيكون أمرًا كارثيًا على المساعدات التي تعاني من مشاكل حتى الآن في الوصول للغزيين، كما أن اجتياح رفح سيؤدي لسقوط أعداد هائلة من الضحايا الفلسطينيين، ولذلك هناك ضغوطات على إسرائيل كي لا تقوم بهذه العملية، ولكن يمكن أن تكون هذه الضغوطات لتحريك صفقة تبادل الأسرى فهناك تفتيش مستمر على حل".

وبدوره، يقول المحلل السياسي فايز عباس، "الاجتياح الإسرائيلي لرفح سيحدث ولكن لم يُحدد حتى الآن كيف ومتى سيتم ذلك، ولكن إسرائيل تقوم بعمليات واسعة في رفح دون الاجتياح الكامل، والطائرات قصفت بـ 40 طلعة الغزيين ما أدى لاستشهاد العشرات، ومصر تهدد أنه في حال نزح الفلسطينيين إلى الحدود المصرية ستعلق اتفاق السلام على الرغم أنها قامت ببناء جدار ضخم لمنع دخول النازحين للأراضي المصرية".

ويضيف للجرمق، "مصر تعارض بشدة اجتياح رفح ولكن إسرائيل تأخذ بالحسبان الموقف المصري ولكنها في نهاية الأمر ستقوم بما تراه مناسبًا عسكريًا وسياسيًا، فالتهديد المصري يتعلق بتعليق اتفاق السلام وليس إنهاء له، وهذا له دلالات كثيرة، أن إسرائيل ستأخذ التهديد المصري في الحسبان ولكن لن يكون أمرًا أساسيًا في قضية اجتياح رفح".

ويردف للجرمق، "هدف إسرائيل اليوم هو إطلاق سراح المحتجزين وإنهاء البنية التحتية لكافة الفصائل المقاومة في غزة وإذا لم تجتاح رفح فهذه الأهداف لن تتحقق، لأن رفح كما خانيونس معقل من معاقل الفصائل الفلسطينية المقاومة لإسرائيل، وحتى آن الرئيس الأمريكي بايدن طالب نتنياهو عدم اجتياح رفح نتنياهو رد أن إسرائيل ستنفذ العملية بحسب القانون الدولي، ولكن بعد الاتصال بين بايدن ونتنياهو بساعات قليلة قصفت إسرائيل بـ 40 طلعة رفح، فعن أي قانون دولي يتحدث نتنياهو وبايدن".

ويقول للجرمق، "عندما يعد بايدن نتنياهو أن يريد مواصلة حفظ أمن إسرائيل ودعمها عسكريًا باعتقادي أن هذا ضوء أخضر لتنفيذ عملية عسكرية في رفح والتصريحات الأمريكية التي تخرج من البيت الأبيض ما هي إلا تصريحات إعلامية بأن الرئيس بايدن يعارض عملية عسكرية في رفح".

ويقول عباس، "مصر هددت حركة حماس أيضًا أنه إذا لم تبدأ بالتفاوض والتوصل لصفقة فإن إسرائيل ستجتاح رفح وهذا نوع من الضغط على حركة حماس، ولكن المعلومات المصرية أكيدة أن إسرائيل ستجتاح رفح على كل الأحوال مع حدوث صفقة أو دونها".

ومن جهته، يقول المحلل السياسي أمير مخول للجرمق، "مستوى التوتر بين مصر وإسرائيل عالٍ جدًا، ولكن إسرائيل لا تستطيع الاستغناء عن مصر التي لا يوجد لها بديل في صفقات التبادل، حتى لو كانت قطر شريكة ولكن مصر لها التجربة الأكبر، وإسرائيل لن تضحي بمعاهدة كامب ديفيد لأنها مهمة لها استراتيجيًا، إلا إذا أراد نتنياهو أن يغامر بمصالح الأمن القومي الإسرائيلي من أجل مصالحه السياسية وبقائه في الحكم".

ويتابع للجرمق، "مسألة اجتياح رفح قد تدفع نحو التهجير إلى الحدود المصرية، وإسرائيل تتحدث عن فتح ممرات شمالا وغربًا ولكن هذا الأمر لا يُطمئن أحدًا وتحديدًا الفلسطينيين الذين باتوا بين موت وموت ولذلك أعتقد أن التوتر مع مصر منسوبه عال ولكن في نهاية المطاف أستبعد أن تذهب إسرائيل لمشروع تهدد فيه اتفاقية السلام التي تعتبر خسارة بحسب العرف الإسرائيلي منذ عام 1948".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر