ما دلالات التباين في تصريحات الإسرائيليين حول القدرات الصاروخية للفصائل في غزة؟


  • الاثنين 1 يناير ,2024
ما دلالات التباين في تصريحات الإسرائيليين حول القدرات الصاروخية للفصائل في غزة؟
توضيحية

تباينت تصريحات الإسرائيليين حول قدرات حركة حماس الصاروخية حيث أوضح مسؤولون إسرائيليون أن حركة حماس ستحتفظ بقدرات صاروخية ستستمر حتى عامين أو 3 أعوام بحسب ما نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية.

بينما صرّح المحلل العسكري للقناة 13 الإسرائيلية "ألون بن دافيد" أنه، "بعد الآن لا تملك المقاومة القدرة على إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، لقد تعطلت تماما آلتهم العسكرية".

ويؤكد محللون سياسيون على أن التباين في هذه التصريحات يدل على مدى كذب المسؤولين الإسرائيليين ومحاولة الإعلام الإسرائيلي خلق حالة من الحرب النفسية لدى الفصائل الفلسطينية في غزة.

ويؤكد المحلل السياسي أنطوان شلحت أن هذا التباين في التصريحات حول قدرات حركة حماس الصاروخية يدل على، "وجود كذب إسرائيلي متفق عليه بكل ما يتعلق بنتائج الحرب التي تشنها "إسرائيل" على غزة وعلى الفصائل الفلسطينية وحركة حماس، لأن من يتابع الإعلام الإسرائيلي لا يصعب عليه استخلاص الكذب في حديثهم، لأنه منذ بدء الحرب البرية في غزة أواخر تشرين أول أكتوبر الماضي، أصبحنا نسمع على فترات متقاربة أن هناك سيطرة شبه تامة للقوات الإسرائيلي في منطقة شمال القطاع ولكن يتبين شيئًا فشيئَا أنه لا يوجد سيطرة تامة وهناك مناطق لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من السيطرة عليها من ناحية ومن ناحية ثانية، هناك مواجهة من قبل المقاومة في غزة على مناطق استطاع الجيش السيطرة عليها حيث ألحقت بالجيش خسائر مادية وبشرية مع تعتيم على الخسائر المادية".

ويتابع شلحت للجرمق، "ما نقوله ينسجم مع ما يقوله محللين سياسيين إسرائيليين إنه منذ بدء المناورة البرية فإن الحرب لم تحقق إنجازات استراتيجية من شأنها أن تدفع قدمًا للوصول إلى الأهداف التي وضعته الحكومة الإسرائيلية لهذه الحرب".

ويضيف للجرمق، "ربما استطاع الجيش تحقيق إنجازات تكتيكية بالإضافة إلى أن الحرب تسببت على نطاق واسع إبادة في غزة وتدمير للبنى التحتية في غزة والمدارس والشافي ولكن على المستوى الاستراتيجي لم تحقق الحرب الكثير من الأهداف".

ويردف، "الكثير من المحللين الإسرائيليين يرون أن عدم تحقيق الأهداف الاستراتيجية يعني أن سعي إسرائيل لتحقيق أهداف الحرب التي وضعتها هو أشبه بمطاردة السراب وأن حماس ستضعف وتتفكك بعد هذه العملية هو حديث واهٍ، وهذا يعني أن التباين في التصريحات أكبر من تخبط، بل هو كذب وتلفيق وتعتيم".

وبدوره، يقول الباحث والمحلل السياسي صالح لطفي إن التباين في تصريحات الإسرائيليين لا يدل على التخبط، مشيرًا إلى أن، "المحللين السياسيين والعسكريين في إسرائيل يستقون معلوماتهم من مصادر معينة ذات صلة معهم".

ويقول للجرمق، "في ظل الحرب وقانون الطوارئ الذي فرض على السكان ومرافق الحياة، وهذه المجموعة من الإعلاميين والمحللين السياسيين في الفضائيات الرسمية المعروفة في القنوات 11 و12 و13 تحديدًا، أصبحت ملزمة بتلقي المعلومات من المتحدث العسكري للجيش بناء على ما تقوله التحديثات حتى إن ملكوا معلومات أخرى من أطراف معينة ذات صلة معهم قد تناقض ما يتحدث به المتحدث العسكري للجيش الإسرائيلي".

ويضيف للجرمق، "الهدفان الإساسيان من هذا التباين في التصريحات يخدم المجتمع الإسرائيلي من باب طمأنة المجتمع وأن هذه الحرب جارية كما هو مطلوب وأن الإثمان التي تدفع على المستوى البشري في إسرائيل وعلى مستوى أجهزة الأمن المختلفة متوقعة وهناك مقابل لها وهو إنهاء حركة حماس وإعادة احتلال غزة".

ويضيف، "الهدف الآخر من هذه التصريحات هو خلق حالة من الحرب النفسية التي يشنها الإعلام الإسرائيلي ويقودها المتحدث العسكري للجيش الإسرائيلي تجاه المقاومة الفلسطينية وتحديدًا حركة حماس، حيث ثبت أن الحرب منذ بدئها هي دموية ونفسية أيضًا تحديدًا في السياق الإعلامي".

ويتابع للجرمق، "المقاومة أبدعت في تصوير المواجهات بالصوت والصورة وهو ما جعل إسرائيل تفعل ما فعلت المقاومة ما جعلها تتقدم خطوة تجاه الحرب النفسية بعد أن أثبتت المقاومة في غزة صلابة موقفها بكل ما يتم طرحه في السياق العسكري".

هل بدأ شكل الحرب يتغير في غزة؟

يقول المحلل السياسي أنطوان شلحت إن، "ألترجيح بحسب ما يقوله المسؤولون الإسرائيليون إن الحرب على غزة ستأخذ شكلًا آخرًا ولكن لا نعلم كم ستحتمل إسرائيل حربًا عسكرية برية مكثفة كما يجري الآن، تحديدًا أن الجيش جميعهفي الاحتياط بغزة وهذا سيؤثر عليها اجتماعيًا واقتصاديًا".

ويتابع شلحت للجرمق، "الأهم أن الشكل الحالي للحرب على غزة لن يحقق الأهداف التي وضعتها إسرائيل فهي تعتقد أن الانتقال لمرحلة أخرى للحرب أو ما يسمى حرب الاستنزاف يمكن أن يؤدي لتحقيق الأهداف الموضوعة  ولكن المحللين السياسيين يشككون بهذا ويقولون إنه حتى لو أنه سيتم تحقيق الأهداف فإن الأمر سيتحتاج ليس لشهور وإنما لسنوات ولا أحد يعلم كم ستحتمل إسرائيل حرب استنزاف لعدة سنوات ولذلك يبقى السؤال مفتوح ولا يوجد إجابة عنه بنعم أو لأ".

ويضيف، "أكبر دليل على تغيّر شكّل الحرب هو ما جرى بالأمس واليوم حيث بدأ الجيش بسحب فرق عسكرية من قطاع غزة وهذا يدل على بدء ربما عملية الانتقال للمرحلة الثانية وعلينا ألا نتوقع أنه سيتم الإعلان عن هذا عبر وسائل الإعلام المباشر ولكن هناك إشارات تدل على بدء هذه المرحلة".

وبالمقابل يقول الباحث والمحلل السياسي صالح لطفي، "لا أعتقد أن مرحلة اليوم التالي للحرب قد بدأت، "فالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية وكابينت الحرب أي المجلس الوزاري المصغر والحكومة الموسعة ترضخان بالمطلق للإدارة الأمريكية وإسرائيل ملزمة الآن بالحرب حتى لو أرادت أن تنهيها فإنها لا تستطيع ولن تقبل الولايات المتحدة الأمريكية بذلك لـ 3 أسباب".

ويتابع للجرمق، "السبب الأول هو أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد تبييض وجهها العسكري بعدما أرسلت خيرة رجالاتها العسكريين ودفعت أموالًا طائلة وهائلة ودفعت بمعدات عسكرية للشرق الأوسط لا مثيل لها بالتاريخ العسكري المعاصر وكلها دُكت في غزة ودمرتها بالكامل، في الوقت الذي لا تزال الحرب كما هي، ما يعني أن المجموعة التي تدير حروب العصابات أي (حماس) في غزة تعيد الكرة التي وقعت فيها الولايات المتحدة الأمريكية في فيتنام والتي نتج عنها خسارات هائلة على مستوى المجتمع الأمريكي الداخلي وعلى مستوى الحرب".

ويتابع، "السبب الثاني هو أن الحركة الصهيونية العالمية التي لطالما غطت نفقات الحروب في إسرائيل تريد هذه المرة الفاتورة كاملة وتريد الانتصار لإسرائيل بغض النظر عن الحجم البشري الذي سيدفع في غزة".

ويضيف للجرمق، "السبب الثالث أنه داخل المجتمع الإسرائيلي ينشأ تشقق في ما يسمى الجدار الإجماعي القومي بالكامل في هذه الحرب في ظل مسألة الأسرى والسجناء وهذه المسألة التي يتم الحديث عنها يوميًا أن هناك خلاف بين المجلس الوزاري المصغر والحكومة يطفو على السطح في طليعة المجتمع الإسرائيلي الذي لا يبقى شيء عام إلا ويخرج للإعلام ولكن السياق العام الحقيقي أن هناك اتفاق إلزامي تجاه إسرائيل مع الولايات المتحدة الأمريكية لحسم هذا الموضوع".

ويضيف، "نتنياهو باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة يجد أن أمام إسرائيل فرصة تاريخية لإنهاء ملفات عالقة منذ عقود وهي ملف حماس في غزة وحزب الله في الشمال وملف الضفة الغربية ومسألة إخضاع وتحجيم السكان للضفة للحالة الاحتلالية الجديدة المتمثلة بالمستوطنين".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر