ما مصير احتفالات رأس السنة وعيد الميلاد في أراضي48 في ظل الحرب؟
أراضي48

يعمُ جدلٌ في أراضي48 في هذه الأيام وتحديدًا مع اقتراب الأعياد المسيحية التي يحتفل بها المسيحيون في كل عام، حول إلغاء الاحتفالات بهذه الأعياد واقتصارها على الطقوس الدينية أو إقامتها والدعوة للمشاركة بها كما كل عام.
ويُشار إلى أن الكنائس لجميع الطوائف المسيحية أعلنت في بيانات رسمية عن إلغاء كافة الاحتفالات بسبب استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث ستقتصر الاحتفالات في الأعياد المسيحية بحسب الكنائس على الطقوس الدينية فقط، إلا أن بعض الجهات انطلقت دعوات فردية للاحتفال وتعرضت للانتقاد من قبل نشطاء في أراضي48.
ويؤكد نشطاء فلسطينيون في أراضي48 على أن ضرورة إلغاء الاحتفالات بالأعياد المسيحية واقتصارها على الطقوس الدينية كخطوة احتجاجية على استمرار الحرب على غزة وللتضامن مع أبناء شعبهم.
"لا يمكن تجاهل غزة"..
ويقول الصحافي والناشط وائل عواد في حديثٍ خاص مع الجرمق: "كل شعب في العالم وليس الشعب الفلسطيني يمر بأي أزمة بالعالم، تحترم الناس مشاعر بعضها البعض، وتلغي حفلات وتأجلها، وتتصرف وفق منطق أخلاقي، في هذا مقولة بأننا بشر ونشعر ونفكر وأصحاب قضية واحدة".
ويتابع، "وتجاهل المشاعر هو عادة ما ننكره على الاحتلال مثلًا، لأنه لا يعطي أي نوع من التعاطف، فماذا أقول لأبناء شعبنا عندما يتجاهلون المشاعر، في عدم الاحتفال بالأعياد مقولة إنسانية وأخلاقية، وأخرى سياسية، لا سيما أننا نمنع عن التعبير والكلام، ولذلك بات الصمت وعدم الاحتفال هو وسيلتنا لإيصال رسالتنا والتعبير عن رأينا".
ويردف، "إلغاء الفعاليات تأكيد بأننا شعب واحد، وأننا نشعر، ولدينا أحاسيس، ويبدو أننا نحتاج إلى أن نتذكر بأن لدينا أحاسيس في هذا العالم المتوحش".
ويضيف حول عدم إلغاء الفعاليات والاحتفالات بالأعياد "عدم إلغاء الفعاليات يحمل رسالة خطيرة جدًا، نقول فيها للعالم الذي قلنا له سابقًا تضامن معنا، نقول له اليوم لا نريدك الآن، وفيه رسالة لأطفال غزة، بأن كل ما قلناه لكم من تعاطف وشعور بألمكم كان ثرثرة، وفي أول مناسبة جاءت لنرقص فيها فعلنا ذلك".
ويتابع،: "مجلس الكنائس منذ شهر كان له موقف واضح، قال فيه إنه لا يوجد فعاليات، من لا يريد احترام الموقف الوطني ليحترم قرار مجلس الكنائس".
وختم بالقول: "نقول عبر إلغاء الفعاليات إننا شعب واحد وهذه الأداة الأخيرة التي تبقت لنا لنقول أننا شعب واحد والاستغناء عن الأداة يعني أننا عندما أتتنا الفرصة لنقول كلمتنا لم نفعل ذلك".
"يجب التركيز على نقل رسالتنا للعالم"..
ويقول الناشط والصحافي رشاد عمري في حديثٍ خاص مع الجرمق: "كان هناك قرارات من الكنائس في كل بلد بإلغاء الاحتفالات بعيد الميلاد ورأس السنة، هذه خطوة أخلاقية أولًا وإنسانية ثانيًا، لا يمكن الاحتفال في ظل المجازر بحق أبناء شعبنا في غزة".
ويضيف، "الاحتفال في ظل هذه المجازر يعارض القيم الدينية والدنيوية، والأخلاقية، التي ينادي بها الأنبياء جميعًا، نحن جزء من هذا الشعب وعلينا أن نتخذ موقف".
ويردف، "الرسالة من إلغاء الفعاليات هي أن هناك وضع نحن نلتزم به، عدم إضاءة الشجرة في بيت لحم وفي الناصرة، رسالة بأن الشعب الفلسطيني حزين، ومهم بالذات بهذه الأعياد أن نركز على إيصال رسالتنا إلى العالم".
ويتابع، "في النهاية نحن شعب واحد، والإنسانية والأخلاقيات لا تجزأ، وخصوصًا في ظل ما يعيشه أبناء شعبنا في غزة".
"أصحاب قضية واحدة"..
بدوره، قال الناشط من مدينة الناصرة وائل عمري لـ الجرمق: "الفعاليات في الناصرة ومدينة البشارة تعبر عن فرح، وتعبيرًا عن الحزن الشديد بسبب ما يعيشه أهلنا في غزة تم إلغاء الفعاليات".
ويضيف، "السلطات الإسرائيلية تمنعنا من التعبير عن رأينا، ومنعت أي تظاهرة في المجتمع العربي للوقوف إلى جانب غزة، وضد جرائم الحرب، ففي إلغاء الفعاليات رسالة سياسية، نحن نفرح لأي فرح فلسطيني ونحزن لأي حزن فلسطيني، نحن أصحاب قضية واحدة وألم واحد وحزن واحد".
ويقول: "نحن نثمن عاليًا كل مواقف الشعوب الغربية والعربية التي تتضامن مع الشعب الفلسطيني، ونأمل أن يشكل هذا التضامن ضغط لوقف الحرب على غزة".
إلغاء مشاركة إياد طنوس في احتفال
انتقد نشطاء فلسطينيون في أراضي48 الفنان إياد طنوس الذي كان من المفترض أن يشارك في احتفال بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد في 25 من الشهر الجاري في قاعة في مدينة شفاعمرو.
وألغى طنوس مشاركته في الاحتفال بعدما تعرض لانتقاد وهجوم واسع من قبل نشطاء وصحفيين عبروا عن معارضتهم لإقامة هذا الحفل في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة.