في حوار مع الجرمق..إطلالة على الهبة من النافذة الاجتماعية مع الناشط علي حبيب الله


  • الأحد 30 مايو ,2021
في حوار مع الجرمق..إطلالة على الهبة من النافذة الاجتماعية مع الناشط علي حبيب الله
  استضافت منصة الجرمق الإخباري الناشط علي حبيب الله أمس في حوارٍ خاص حول دلالات الهبة الأخيرة، ومسبباتها تحديدًا الزاوية الاجتماعية، نظرًا لخصوصية المجتمع الفلسطيني في أراضي الـ48 بعد أكثر من 70 عام على محاولات إفقاده هويته وإضفاء الطابع "الإسرائيلي" عليها. رقعة الاحتجاج الواسعة..ما يُميز الهبة الأخيرة بدأ علي حبيب الله حواره مع الجرمق من النافذة الاجتماعية، إذ أطلّ على الهبة من هذه الزاوية، فيقول حبيب الله للجرمق، "الملفت أن هذه الهبة اتسعت رقعة احتجاجاتها اجتماعيًا وجغرافيًا، فعلى مستوى ذاكرة الغضب والمناهضة في أراضي الـ48 نجد أن ما حدث في الأحداث الأخيرة هو هبة حادة اتسعت لمناطق كانت مغيّبة أو نحن مغيبّون عنها". ويتابع حبيب الله، "شهدنا في هذه الهبة تواجد للمدن الساحلية التي يُطلق عليها البعض "المدن المختلطة"، كيافا وعكا واللد والرملة على اعتبار أنها ساحلية، بعدما كانت مغيّبة..فـ تاريخيًا تركزت نقاط الاحتجاج والغضب في مناطق من المثلث والناصرة وحيفا وسخنين وعرابة..، وهذا نتيجة طبيعية لتواجد الأحزاب والحركة الوطنية في هذه المناطق". ويلفت حبيب الله أيضًا إلى أن الخارطة اتسعت لتشمل مواقع لديها تشكيل اجتماعي مختلف، كالقرى والبلدات البدوية في الشمال والنقب. ويؤكد حبيب الله أن حضور البلدات البدوية غير متوقع، نتيجة لـ محاولات "إسرائيل" على مر سنوات تحييدها وأسرلتها، بالإضافة إلى السياسات الاستعمارية في قرى النقب كشقيب السلام وبير السبع، وقرى الشمال التي الت شهدت اشتباكًا وصل لحد الاشتباك المسلح كقرية طوبا الزنغرية. ويتابع، "هذا الاشتباك نتج عن  تراكم الاقتحامات والجريمة المنظمة وهو متعلق اجتماعيًا في السوق السودا والجريمة المنظمة، وشكل الاقتحام ونوعه بلور في وعي أهل طوبا الزنغرية أن هذا الامتهان كونهم فلسطينيين والذي يمارسه علينا جهاز استعماري". مدن الساحل..اللد التي عادت للذاكرة بعد تغييبها يقول علي حبيب الله للجرمق، "مدن الساحل عادت للمواجهة، وحيفا تاريخيًا لها حضور بسبب وجود الأحزاب السياسية والجامعات، لكن الحضور البارز كان لمدينة اللد". ويلفت حبيب الله إلى أن اللد تصدرت الاشتباك، وهذا يدل على تراكم عبر السنين، فيرى حبيب الله أن اللد لم تكن مغيّبة بقدر ما كان الشعب مغيّبًا عنها، فيتابع قوله، "مورس على أهالي اللد سياسات راكمت فيهم سموم الجريمة والمخدرات منذ عقود وليس فقط في السنوات الأخيرة". مسببات الهبة..الجو الحميمي الذي ربط القدس بـ أراضي 48 يلفت علي حبيب الله إلى أن الدافع في هذه الهبة هو عامل راهن بالقدس وغزة، كدخولها في المواجهة قبل أيام من الهبة، بالإضافة إلى مشهد حافلات أراضي الـ48 والقوافل التي زحفت إلى القدس والمسجد الأقصى، والجو الحميمي عندما هبّ أهالي القدس لنقل أهالي الـ48، وتزامن هذا مع ذروة أحداث حي الشيخ جراح. ويتابع حبيب الله حول مسببات الهبة، "التصادم والاشتباك بشكل عيني مع الشرطة على مستوى البلدات، وانفجار ما تراكم من ممارسات قمعية والجريمة المنظمة على الأهالي". ويؤكد أن أهالي البلدات يرون بوضوح أن جهاز الشرطة "الإسرائيلية" هو المسؤول عن الجريمة وهو من يملك أدوات منعها، لكن المنع ليس في مصلحته". ويلفت حبيب الله أن هذا الاشتباك مع الشرطة ظهر في حرق مراكز ومركبات الشرطة وبالتالي رأينا تفريغ الغضب في الطرف الذي يرعى العنف. ويتابع حبيب الله أن عدوى الفعل الاجتماعي عامل مهم في الهبة الأخيرة، والتي تظهر على شكل عدوى بين الأهالي في القرى والمدن في أراضي الـ48، والتي تتمثل في حماية البيت والأرض وأحقية كل منطقة في حماية القدس، فالكل يرى نفسه مسؤول. ويؤكد أن المدن والقرى ليست فقط حاضنة عدوى الفعل الاجتماعي، وإنما العائلة كما حدث مع عائلة الشهيد حسونة عندما استحضرت العائلة بسياق سردية تاريخية الشهيد أمين حسونة الذي استشتهد عام 1937، فيقول حبيب الله، "في ظل غياب الدولة والمدينة والحاضنة تشكل العائلة أداة لإعادة إنتاج الفلسطيني لفلسطينيته". وفي الحديث عن الحاضنة الاجتماعية، يُشير علي حبيب الله إلى قضية انسحاب بعض المجنديين الفلسطينين في القوات "الإسرائيلية"، فيقول، "ما دفع هؤلاد الجنود للانسحاب هو وجود حاضنة شعبية تقف معهم خاصة فيما سيترتب عليهم من إجراءات في المحاكم العسكرية". ويُعيد حبيب الله سياق الحديث ضمن سردية تاريخية اجتماعية مرتبطة بهذا الحدث إلى ما قبل النكبة، تحديدًا استحضار المجنديين العرب في الجيش البريطاني، الذي فضّل الثوار احتضانهم وإعادتهم للصف الوطني. ماذا بعد..الهبة بين الخفوت والاستمرار؟ يُشير الناشط علي حبيب الله إلى أن أهمية إنشاء حواضن شعبية ليس فقط في وقت المواجهة إنما ما بعد الهبة، ويُعطي مثال الاعتقالات الواسعة شهدت تواجد محامين متطوعين ومساندين، فيقول، "عندما يدخل الشاب إلى المحكمة ويرى 3 أو 4 محامين ورجال دفاع معه، هذا يُشكل حاضنة للشاب". ويؤكد أن هذه الحواضن للمعتقلين يجب أن تستمر ووتتحول إلى لجان مساندة ومتكاملة ومتعاضدة لاستكمال ما بعد الهبة، ويشير حول هذه الحالة، "نحن من ساندنا المعتقلين في خضم الهبة، خرجنا بـ أسبوع الاقتصاد الوطني". ويدعو إلى ضرورة أخذ الهبة إلى مكانها الصحيح وعدم السماح للقيادات بطرح أنفسهم كوسطاء بين الشعب و"الحكومة" على أساس أن الذي حدث تفريغ حالة من العنف أو جنوح مؤقت. ويشير الناشط علي حبيب الله إلى أن أبناء الشعب الذين قاموا بالاحتجاج سبقوا القوى السياسية التقليدية بخطوات، ويؤكد على ضرورة تنظيم الاحتجاج أهليًا، ويرى أن هذه الهبة هي مناسبة لإعادة إنتاج الفلسطيني الذي يحمي أهله..دون الحاجة لقيادة تحميه.                            
. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر