ما هو دور الفلسطينيين بأراضي48 في هبة النفق؟

هبة النفق


  • الاثنين 25 سبتمبر ,2023
ما هو دور الفلسطينيين بأراضي48 في هبة النفق؟
هبة النفق- أرشيفية

يصادف اليوم الـ 25 من شهر سبتمبر الذكرى الـ 27 لهبة النفق التي فتحت فيها السلطات الإسرائيلية باب نفق أسفل المسجد الأقصى المبارك، حيث ثار الشعب الفلسطيني على خلفية فتح النفق، ووقعت مواجهات مع القوات الإسرائيلية.

وتؤكد قيادات بأراضي48 على دور الفلسطينيين في الهبة وفي كل حدث يمس المسجد الأقصى المبارك، حيث يسير الفلسطينيون الحافلات لإعمار الأقصى بالمصلين، و يعتكفون فيه في كل مناسبة دينية ووطنية، وينفذون الوقفات والمسيرات ويحشدون لها كلما احتاج الأقصى ذلك.

دور الفلسطينيين بأراضي48..

ويقول الشيخ كمال خطيب في حديثٍ خاص مع الجرمق: "هذا التاريخ كان يمثل الإعلان الصريح والرسمي من قبل المؤسسة الإسرائيلية وهو الاعتراف بوجود أنفاق تحت المسجد الأقصى المبارك".

ويتابع، "خلال وجودنا بالحركة الاسلامية الشمالية قبل حظرها تحدثنا عن وجود أنفاق تحت المسجد الأقصى المبارك، والمؤسسة الإسرائيلية كانت تنفي ذلك، ونتنياهو بنفسه نفى ذلك، ولاحقًا جرى الكشف عن ذلك النفق الذي أدى لخروج أبناء شعبنا إلى الشارع للتظاهر وطبعًا تطور الأمر ليتحول إلى هبة النفق".

ويضيف، "بعد ذلك أصبح الحديث عن الأنفاق أمر عادي، والأنفاق تحفر تحت المسجد الأقصى المبارك ويقام تحته متاحف ومدارس دينية ومعابد، كل هذه الأمور أصبحت الآن موجودة تحت المسجد الأقصى المبارك".

ويردف خطيب في حديثه، "ما سبق الهبة كان توجسات من طرف أبناء الداخل بالعموم وأبناء الحركة الإسلامية بالخصوص، ثبتت بالدليل وبالصور والفيديوهات مع دخول الشيخ رائد صلاح وبعض الأخوة إلى هذا النفق".

ويقول: "بعد هبة النقب كان بداية الإعلان من طرفنا عن مشروع صرخة الأقصى في خطر والذي ترج بأول مهرجان في الـ 8 من أكتوبر عام 1996، والذي استمر سنويًا حتى عام 2015، وهو عام حظر الحركة الإسلامية الشمالية".

ويضيف لـ الجرمق، "في عام 1996 بدأ مشروع ترميم المصلى المرواني، ولاحقًا تم افتتاحه بعد إغلاق استمر لـ 800 عام، وهذا حقيقةً يعود الفضل فيه للدور الكبير الذي يقوم به أبناء الداخل الفلسطيني من خلال أبناء الحركة الإسلامية بالتعاون مع لجنة الإعمار ودائرة الأوقاف".

ويؤكد الشيخ كمال خطيب على أن أبناء الشعب الفلسطيني بأراضي48 كانوا دائمًا الأقرب إلى المسجد الأقصى المبارك إلى جانب الفلسطينيين في القدس، موضحًا أنه جرى ترجمة هذا القرب عبر الرباط وزياد التواصل مع المسجد الأقصى، وأن الفلسطينيين بأراضي48 دفعوا ضريبة ذلك بحظر الحركة الإسلامية الشمالية.

الأقصى خط أحمر..

ويقول عضو اللجنة الشعبية في اللد والقيادي خالد زبارقة في حديثٍ خاص مع الجرمق: "الفلسطينيون هم دائمًا جزء من النضال لحماية الهوية الدينية والوطنية للمسجد الأقصى المبارك، وهبة النفق كانت هبة لأنه كان هناك اعتداء واضح على هوية القدس والمسجد الأقصى المبارك".

ويتابع، "الفلسطينيون بأراضي48 كانوا جزءًا من النضال وحالة الرفض لأنهم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وبالنسبة لهم المسجد الأقصى ثابت من ثوابت العقيدة والهوية الدينية والوطنية للقدس والمقدسات عمومًا، لذلك بطبيع الحال كان دورهم مبارك في حالة الرفض والتحدي لسياسات الاحتلال الإسرائيلي التي حاول تمريرها عبر افتتاح نفق تحت المسجد الأقصى".

ويضيف زبارقة، "المسجد الأقصى المبارك بالنسبة للفلسطينيين في الداخل ثابت ديني وجزء من العقيدة الدينية لنا كمسلمين، ولا يمكن قبول العبث به واستنزافه معنويًا، لذلك المسجد الأقصى خط أحمر ديني بالنسبة للفلسطينيين والمسلمين".

ويردف في حديثه لـ الجرمق، "المسجد الأقصى وطنيًا يعتبر معلمًا تاريخيًا وحضاريًا عربيًا فلسطينيًا إسلاميًا، ولا يختلف عليه اثنان لذلك هو خط أحمر، واضح أن الفلسطينيين في الداخل كانوا رأس حربة في السنوات الأخير لحماية المسجد الأقصى المبارك والحفاظ عليه، وذلك بالرباط الدائم ومواجهة السياسات الإسرائيلية وفضحها على المستوى العالمي والعربي".

كيف وقعت هبة النفق؟

وبدأت الحكاية صباح الـ 25 من سبتمبر عام 1996، عندما فتحت "إسرائيل" باب النفق، والذي عملت على شقه طوال سنوات بعد محاولتين فاشلتين لفتحه، حيث كانت المحاولة الأولى عام 1986، والثانية عام 1994.

ووفقًا لما نشر في حينه، فإن النفق يمتد بطول 450 مترًا أسفل المسجد الأقصى المبارك والمباني المحيطة فيه، ويعتبر الفلسطينيون هذا النفق بمثابة جريمة ضد المقدسات الإسلامية الفلسطينية.

وفي اليوم الأول للهبة التي اندلعت على إثر فتح النفق، دعت مآذن المساجد في مدينة القدس الفلسطينيين لمواجهة فتح النفق، حيث خرج الفلسطينيون على خلفية تلك الدعوات إلى الشوارع رفضًا وساتنكارًا واستهجانًا لفعل السلطات الإسرائيلية، حيث حاولت القوات الإسرائيلية منع الفلسطينيين من الوصول إلى الموقع لوقف أعمال تثبيت الباب الحديدي الذي يؤدي إلى مدخلٍ يصل حائط البراق بباب الغوانمة للمسجد الأقصى المبارك.

وخلال محاولات وصول الفلسطينيين وقعت مواجهات عنيفة في ساعات الظهر، حيث رشق خلال الأحداث الشبان الفلسطينيين قوات الاحتلال بالحجارة، لترد الشرطة الإسرائيلية على ذلك بإخلاء ساحات المسجد الأقصى وإغلاق جميع أبوابه، ولاحقًا، اعتقلت شرطة الاحتلال 11 شابًا فلسطينيًا من المسجد الأقصى.

وضمن الأحداث التي اندلعت آنذاك في عدة شوارع فلسطينية في القدس، أحرق الشبان الفلسطينيون سيارة إسرائيلية أمام فندق الأمريكان كولوني في مدينة القدس، وذلك في شارع الزهراء، حيث اعتقلت الشرطة الإسرائيلية هناك 30 فلسطينيًا.

وخلال الأحداث أيضًا، انطلق الفلسطينيون بعدد من المسيرات والتظاهرات المنددة والغاضبة، فتظاهروا في حي الواد، وباب الساهرة، وباب النفق الجديد، وشوارع القدس.

وامتدت التظاهرات الغاضبة في مدن ومحافظات الضفة الغربية، ففي رام الله أصيب 25 فلسطينيًا، حيث استخدمت القوات الإسرائيلية طائرات كوبرا المروحية لإطلاق النار على الفلسطينيين، أما في مدينة الخليل فاعتقلت القوات الإسرائيلية 20 فلسطينيًا وأصيب العشرات خلال المسيرات التي انتهت باشتباكات ع جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وفي مدينة بيت لحم، انطلقت المسيرات من جامعة المدينة، ومثلها في طولكرم ومدينة جنين وأريحا وقلقيلية، وكلها وقع خلالها مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأصيب واعتقل خلالها عشرات الفلسطينيين.

وفي اليوم التالي، أي يوم الخميس، عززت "إسرائيل" قواتها التي نشرتها في الضفة والقدس، حيث نشرت أكثر من 5000 عنصر من قوات جيش الاحتلال، حيث اشتعلت الواجهات في بيت لحم، والخليل، ورام الله، وأصيب عشرات الشبان، وفي جنين اشتدت المسيرات ووصلت إلى اشتباكات مع جيش الاحتلال.

ويوم الجمعة، أي اليوم الثالث لهبة النفق، ارتقى 3 شهداء، وأصيب 150 فلسطينيًا، واستمرت الاشتباكات ليوم السبت.

شهداء وضحايا الهبة..

قمعت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين بالرصاص المطاطي والحي، وأطلقت قنابل الغاز والصوت تجاه الفلسطينيين، وسيرت الطائرات المروحية والدبابات لقمع الفلسطينيين.

وبلغ عدد شهداء هبة النفق 63 شهيدًا، فيما أصيب بالرصاص الحي والمطاطي، وجراء الاعتداءات الإسرائيلية 1600 فلسطيني منهم 458 من قطاع غزة.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر