حوار| أرقام وإحصائيات..ما يزيد عن 2000 مبنى ومنشأة هدمتها القوات الإسرائيلية في النقب منذ مطلع عام 2023
هدمت القوات الإسرائيلية منذ مطلع عام 2023 ما يزيد عن 2000 مبنى ومنشأة في النقب، وفقًا لمعطيات كشف عنها المركز الميداني للقرى غير المعترف بها في النقب معيقل الهواشلة في حديث للجرمق، مؤكدًا على أن، "عدد المنازل والمباني التي هدمت في النقب خلال العام الأخير تفوق عدد المباني التي هدمت خلال عامي 2022 و2021".
ويقول معيقل الهواشلة في حوار مع الجرمق، "الأعوام الأخيرة وتحديدا السنوات الخمس، عانى النقب من عمليات هدم كثير، ولكن في عام 2023 بالتأكيد الهدم ازداد عن السنتين الأخيرتين، وتحديدًا منذ شهر سبتمبر/أيلول 2022، وصولًا ليناير/كانون ثاني 2023، أي مع استلام الحكومة الجديدة وحتى الآن ازدادت عمليات الهدم بشكل كبير".
ويضيف للجرمق، "الهدم يتم بشكل أسبوعي ويومي، والوضع لم يكن هكذا من قبل، ففي السنوات السابقة كانت تقتصر عمليات الهدم على مرة خلال أسبوع أو أسبوعين، وفي هذا العام بالتأكيد العدد أكبر".
ويتحدث معيقل الهواشلة عن الأدلة على زيادة عدد المنازل المهدومة هذا العام مقارنة بالعامين السابقين، ويقول للجرمق، "قبل نحو 3 أشهر شنت القوات حملة هدم كبيرة جدًا طالت 600 منزل في القرى الجنوبية والشرقية، بدءًا من رخمة وقرنب وراس جرابا وصولًا لمنطقة شارع 80 ولغاية قرى أم بدون والبقيعة وتل عراد".
ويتابع للجرمق، "كان جل اهتمام المؤسسة ودائرة أراضي إسرائيل والدوريات السوداء موجهًا بشكل أسبوعي تجاه هذه القرى لتنفيذ أوامر هدم وإخلاء، وهذا دليل واضح على الزيادة عن العامين السابقين".
وإلى جانب عمليات الهدم والتهجير اليومية، هناك مخططات إسرائيلية تستهدف قريتي الزرنوق وراس جرابا، حيث تهدف بلدية ديمونا لترحيل أهالي قرية راس جرابا وتوسيع مخطط نفوذ "ديمونا" على حساب أراضي السكان الأصلانين وفقًا للهواشلة، وإضافة لقرية راس جرابا، يقول الهواشلة، "هناك قرية الزرنوق التي تعاني من مخطط لترحيل سكانها، ولكن هناك جزء قليل جدًا من أهالي الزرنوق يفضلون الخروج منها إلى رهط بسبب عدم وجود أراضي للبناء أو السكن، أما القسم الأكبر من أهالي القرية لا يريدون الرحيل عنها".
ويضيف الهواشلة للجرمق، "أهالي الزرنوق ثابتون وصامدون في قريتهم رغم أنهم يعيشون في قرية شبيهة بالمخيمات، فلا يوجد أراضي للبناء والسكن عليها كما أن الخط الأزرق يمنعهم من الخروج خارج للبناء والتوسع، فنفوذ قرية الزرنوق أُغلق".
قرى معدومة الخدمات
ويقول الهواشلة للجرمق، "يعيش 30 ألف إنسان في قرى تمتد بين شارع 25 إلى 31، أي من الجهة الغربية لشارع 6 ومن الجهة الشرقية جبال الغراء، هناك ست قرى وهي الرويس وخربة الوطن والزرنوق والغراء وبئر الحمام والمشاش، تقع على بقعة أرض بمساحة 450 ألف دونم ولو كانت هذه القرى ذات بنية تحتية جيدة ستأخذ من مساحتها 40% وبالتالي سيظل عدد السكان مناسب لمساحة الأرض".
ويتابع للجرمق، "بدلًا من أن تعترف الدولة بالقرى مسلوبة الاعتراف، تقيم مجلس إقليمي كامل لكل القرى، ليكون مسؤولًا عن خدمات القرية لتقليص ما تقدمه لهذه القرى، وهذه سياسة متعمدة وعنصرية وأبارتهايد لتعكير صفو الحياة في الجنوب".
مستوطنات إسرائيلية في النقب
ويقول معيقل الهواشلة للجرمق، "العرب يشكلون 25% من سكان الجنوب، الذين يسكنون جنوب الفالوجة وجنوب عسقلان وجنوب أسدود، والدولة تريد أن تبني 6 مستوطنات تسمى مستوطنات النجوم بين منطقة زويرا (تل عراد) والسقاطي على محور 31".
ويتابع للجرمق، "على محور 21، تنوي الدولة إقامة 7 مستوطنات قسم منها على شارع 25 والقسم الآخر على شارع 80"، مضيفًا، "في هذه المنطقة لا يسكن مستوطنين يهود، بالتالي تريد الدولة جلب يهود من المنطقة الشمالية للمنطقة الجنوبية".
ويضيف، "النقب شاسع وواسع جدًا، ومساحته 12 مليون 800 ألف دونم، وكل ما تتحدث عنه الدولة من سلب للأراضي هو ظلم وافتراء فنحن نعيش الآن على 3% فقط من أراضي النقب، ونتواجد على 450 ألف دونم فقط".
ويضيف، "الدولة تدعي أن البدو استولوا على الأراضي التي يعيشون عليها، ولكن نحن نقول لهم أن هذه الأراضي مسجلة بأسمائهم منذ أيام الحكم البريطاني والعثماني وحتى مع قيام إسرائيل سجلت أكثر من 320 عائلة أراضيها لدى الدولة".
هدم مستمر
ويضيف معيقل الهواشلة أنه بالأمس هدمت القوات الإسرائيلية عدد من المنازل في "تل عراد" وقرية أم ابطين وغربي كسيفة، حيث يقول، "وقع الهدم بالأمس لدى عائلة الدغايمة غربي كسيفة، ولدى عائلة أبو كف قرب شارع 80".
ويتابع للجرمق، "لأول مرة قررت إسرائيل أن تُظهر وجهها الحقيقي القبيح بإحضار بن غفير لهدم المنازل، فقد أتى وشارك في عملية الهدم وترحيل الأطفال والنساء وهلل ومجد بالقوات التي تهدم بيوت السكان الأصلانيين الذين يعانون من أوضاع اقتصادية واجتماعية سيئة جدًا، فهو لا يقدم لهم خدمات ويهدم منازلهم ويشردهم في العراء".
ويتابع، "نوجه رسالة للمؤسسات الدولية ولمنظمة العفو الدولية ولمنظمات حقوق الإنسان، ’أين أنتم من كل هذا’؟، نحن أصحاب حق ولا يستطيع أي شخص إنكار تاريخنا الطويل فنحن جزء من الشعب الفلسطيني وندفع ثمن باهظ لصمودنا على أرضنا".