هل سيسرّع تآكل الردع عدوانا اسرائيليا

تكثفت التصريحات


  • السبت 12 أغسطس ,2023
هل سيسرّع تآكل الردع عدوانا اسرائيليا
توضيحية

تكثفت التصريحات والتحليلات التي تتناول احتمالية الحرب الإسرائيلية على الجبهة الشمالية. رئيس اركان الجيش الذي يقلل من احتمال مبادرة إسرائيل الى العدوان على لبنان لكنه وغيره من القادة الأمنيين يحذر من امكانية أن تتدحرج الأمور نحو الحرب بسبب خطوات غير محسوبة، في حين يهدد وزير الأمن الإسرائيلي غالانت في حديث له يوم 9 اب/اغسطس بأن الجيش الإسرائيلي سيستخدم كامل قدراته سعيا لسحق حزب الله وكرر التهديد "سنعيد لبنان الى العصر الحجري"..

تحليل:

- يربط مراقبون بين ارتفاع منسوب التوتر على الحدود مع لبنان وبين، الاتفاق الإيراني الأمريكي الجزئي والذي يقضي بتحرير واشنطن لأرصدة إيرانية محتجزة، مقابل مقابل الإفراج عن أسرى أمريكيين ، بما يوحي أن ذلك سيكون مقدمة لعودة للاتفاق الذي أوقفه الرئيس السابق دونالد ترامب. بما يعني ان استراتيجية اسرائيل والتي يقودها نتنياهو منذ عقد من الزمن قد أخفقت بمستوييها الدبلوماسي والعملياتي.

- يدور نقاش داخل المؤسسة الامنية بصدد الجبهة الشمالية باعتبارها أم الجبهات في المرحلة الراهنة وأنها ستقود بالضرورة الى تعدد الجبهات، ولا يمكن حصرها في إطار استراتيجية "المعركة بين الحروب"، بل من شأنها أن تتحول الى حرب شاملة تخرج عن السيطرة.

- ثمة رأي لافت تحدث به غيورا آيلند رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ورئيس مجلس الامن القومي سابقا، والذي يستبعد إمكانية حصول حرب، لكنه لا يلغيها، إلا أن تقديراته ليست من باب امكانية تدحرج الأمور وسوء التقدير لخطوات محددة لتتحول الى حرب، وبرأيه، على إسرائيل أن تستعد وتختار التوقيت وتبادر هي للحرب وللضربة الأولى مستخدمة كل قدرات الجيش. والمسالة الجوهرية التي طرحها ان " تراجع الوزن الاستراتيجي لإسرائيل في المنطقة ودوليا وتآكل حالة الردع حتى وان كان لا ينال من قدرات اسرائيل العسكرية وترسانتها الكبيرة قد يكون مبررا للمبادرة الى الحرب".

- في الجدل العسكري الداخلي، تبرز طروحات ان اللجوء الى الحرب لن يكون قبل ان تنهي إسرائيل مشرعا استراتيجيا وهو بناء حاجز استحكامات ضخم وعلى امتداد عشرات الكيلومترات لسد الطريق امام اي اقتحام بري من لبنان يستهدف احتلال بلدات اسرائيلية متاخمة للحدود وتحويل سكانها الى رهائن بكل تداعيات ذلك ميدانيا ومعنويا واستراتيجيا.

- وفقا لبعض التقديرات العسكرية الاسرائيلية، ستجد اسرائيل نفسها في مواجهة متزامنة مع حزب الله في لبنان ومع غزة وفي الضفة وحتى داخل فلسطينيي48 حيث "عشرات آلاف قطع السلاح لدى منظمات الجريمة" مشيرا الى تقديرات الجيش في هذا الصدد في أعقاب هبة الكرامة في ايار/مايو 2021.

خلاصة:

• يبقى الارتباك الاسرائيلي بشأن الجبهة الشمالية مع لبنان جوهريا، بحيث لا تستطيع السيطرة على وتيرة أي صدام عسكري قد يتحول الى حرب شاملة غير محسوبة النتائج، مقابل حاجتها الى تغيير معادلة الردع،

• التصريحات العلنية بما فيها تلك المقللة من احتمالية تدحرج الأمور نحو الحرب هي جزء من الحرب النفسية، بينما قد تدفع الازمة السياسية الاسرائيلية الشاملة وتداعياتها الداخلية كما الخارجية الى الحرب، وفي حال اندلعت سيكون هناك إجماع قومي بين الائتلاف الحاكم والمعارضة، وقد تكون حكومة وحدة قومية على حساب نفوذ الصهيونية الدينية.

• تهديد لبنان بالدمار الشامل يندرج في إطار تعزيز حالة الردع ولدفع الدولة اللبنانية لتحريك علاقاتها الدولية وحصريا مع فرنسا والولايات المتحدة لضمان المصالح الإسرائيلية.

 

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر