80 ألف اسم عربي استُبدلت بأسماء عبرية.. هل تعود لأصلها؟


  • الأربعاء 26 مايو ,2021
80 ألف اسم عربي استُبدلت بأسماء عبرية.. هل تعود لأصلها؟

أُعلن قبل عدة أيام عن استشهاد الشاب محمد كيوان بعد إصابته عند مفرق خلة الخشب، وهو الاسم العربي للمفرق الفلسطيني، فيما انتشر إعلاميًا بالاسم "العبري" له أي مفرق مي عامي.

وفي إشارة إلى ضرورة العودة واستخدام الأسماء العربية للشوارع والمفارق، نشر البروفيسور مصطفى كبها على صفحته في فيسبوك عددًا من الأسماء العربية للمفارق ومقابلها الأسماء العبرية المحرّفة فهناك مفرق "شبيريم" واسمه الأصلي مفرق السوافير، ومفرق "رعنانا" واسمه مفرق تبصّر، ونهر "القيشون" واسمه الأصلي المقطّع، والعديد من أسماء المفارق الهامة الأخرى.

عبرة الأسماء..منذ عهد الانتداب البريطاني

وفي حديثٍ مع الجرمق قال البروفيسور مصطفى كبها إن هناك ثلاثة مستويات حرّفت فيها "إسرائيل" الأسماء العربية، فالمستوى الأولى هو الإبقاء على الاسم الأصلي بذريعة أن بضاعتهم رُدّت إليهم، والمستوى الثاني وهوعملية إبقاء الحروف العربية كما هي وتغيير المعنى كالفالوجة وبالعبرية فلوجوت أي ثكنة عسكرية، أما المستوى الثالث فهو الترجمة الحرفية للاسم من العربية إلى العبرية.

وبدأت عملية عبرنة أسماء الشوراع والجبال والهضاب في وقتٍ مبكر، إذ يعود تاريخيًا تحريف الأسماء إلى عهد الانتداب البريطاني، فيقول كبها للجرمق، "تاريخيًا كانت هناك لجنة تسميات في الوكالة اليهدودية تحت حكومة الانتداب البريطني في البلديات "المختلطة" كالقدس وحيفا ومع ذلك معظم الاسماء في تلك الفترة كانت عربية".

ويتابع،"بعد عام 1948 قام ديفد بونغوريون بـ إنشاء لجنة تسميات حكومية وما زالات قائمة حتى الآن وتعمل على تحريف الأسماء العربية إلى عبرية، ونتج عن هذه العملية فقدان 80 ألف اسم عربي فلسطيني واستبداله باسم عبري في عملية عبرنة الأسماء في الأراضي الفلسطينية".

ويقول كبها للجرمق، "تهدف إسرائيل إلى عبرنة الأسماء، لما للاسم ارتباط وثيق بالحيز المكاني، فهو يساهم في تعريف هوية الشخص ويوثّق المكان في ذاكرته".

ويتابع كبها، "التحريف لم يقتصر فقط على المناطق "اليهودية" أو المشتركة، وإنما هناك قرىً فلسطينية تم الاستيلاء على أسمائها، وعبرنة شوارعها، ففي باقة الغربية هناك شارع رئيسي يُسمى شارع وايزمن".

ويضيف كبها للجرمق، "إسرائيل ألقت أسماء قادة بريطانيين دعموا "إسرائيل" على شوارع ومناطق داخلها مثل شارع بلفور تخليدًا له".

ويتابع كبها، "نحن لا نهدف إلى محو التاريخ أو الأسماء، فحن الفلسطينيون تعايشنا مع طبقات الذاكرة المختلفة، ففلسطين تعاقب عليها أقوام ونحن أخذنا بعض الأسماء منها، فنحن نطلق اسم مجدل على العديد من القرى، ومجدل التي تم تحريفها إلى مجيدل، وهي أسماء كنعانية سرقوها وعبرنوها بالإضافة إلى الطيرة ففي فلسطين لدينا 5 طيرات وهي أيضًا كنعانية".

ويلفت كبها إلى أن الفلسطينيين كانوا يتبّعون ثقافة التسميات البصرية فما نراه نصفه، فيقول كبها "إن راينا منطقة تربتها حمراء فنطلق عليها "الحمرا" وإن رأينا منطقة تربتها سوداء فنطلق عليها "السودا" وإن رأينا منطقة مرتفعة نطلق عليها الرأس مثل منطقة رأس خالد، وإن رأينا منحدرًا خفيفًا نسميه ظهر وإذا كانت المنطقة مركزية فنقول الصدر" ويضيف كبها "هذه هي ثقافة تسمياتنا".

كيف نواجه عبرنة الأسماء؟

يقول كبها للجرمق "علينا مواجهة عبرنة الأسماء العبرية، عن طريق التثقيف، بالإضافة إلى البحث في التاريخ الشفوي، الذي يتمثل في الرعاة بالنسبة لي".

ويتابع كبها، "الرعاة هم عينة مهمة في التاريخ الشفوي، لاسترجاع الحيز المكاني خارج المدن والقرى، كأسماء التلال والجبال والعيون".

ويضيف مصطفى كبها للجرمق، "في هذه الأيام هناك لجان تسميات في المدن والقرى والمجالس المحلية تعمل على استرجاع الأسماء العربية".

ويلفت كبها إلى أنه يعمل على تأليف موسوعة لكل عين مشهد هدفها إعادة التسميات الفلسطينية التي نُزعت من الفلسطينين، وهذه العملية تتم من خلال خرائط قديمة من الفترة المملوكية حتى اليوم وكتابة معناها وأبعادها الجغرافية والتاريخية.

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر