محللون للجرمق: هذه هي أهداف نتنياهو من العملية العسكرية على جنين..
جنين

أكد محللون سياسيون بأراضي48 على أن رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" فشل في تحقيق الأهداف العسكرية والأمنية التي كان يريدها من العملية العسكرية التي شنها جيش الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها فجر الإثنين، حيث شدد المحللون على أن "نتنياهو" كان يسعى لأهداف سياسية تحقق له أهداف شخصية، منها وقف التظاهرات والاحتجاجات الإسرائيلية.
أهداف سياسية!..
ويقول المحلل السياسي أليف صباغ لـ الجرمق: "يوجد أهداف سياسية خاصة بنتنياهو، وأخرى عسكرية أمنية، بما يتعلق بنتنياهو سياسيًا، هو أراد خلال هذين اليومين تمرير بعض مشاريع قوانين باللجان بالكنيست، وقد مررها بالفعل، وفي ظل هذا التوتر الأمني يسهل على نتنياهو تمرير مثل هذه القوانين".
ويتابع، "الأمر الآخر، هو أنه بالأمس كان هناك تظاهرات إسرائيلية أمام ميناء حيفا، ومطار بن غوريون مرت دون أن يعطيها الإعلام ما تستحقه من التغطية، بالتالي في هذا الشأن حقق نتنياهو ما أراد إنجازه".
فشل عسكري..
ويضيف صباغ في حديثه مع الجرمق، "في الشأن الأمني، عرض الجيش على نتنياهو يوم الأحد مساءًا أن تكون هناك عملية اجتياح واجتياح هي عملية كبيرة ولها أهداف استراتيجية، لكن نتنياهو خفض العملية من اجتياح إلى عملية عسكرية محدودة ليوم أو يومين يتم عبرها ضرب المقاومة في مواقع تواجدها في جنين".
ويردف، "الجيش والشاباك اعتقدوا أن كل الظروف العسكرية جاهزة للقيام بعمل عسكري سريع، وتوجيه ضربة صادمة لقوى المقاومة، حتى يستطيع الجيش أن يمهد إلى شيء أكبر فيما بعد، لكن حدثت الضربة الأولى والصادمة، وجندت إسرائيل لذلك 1200 جندي وضابط من فرق النخبة الإسرائيلية ومع ذلك فشلوا في تحقيق أهدافهم العسكرية، ولكن إذا حددنا ما هي الأهداف العسكرية وما هي الأهداف التي تعرض أمام الإسرائيلي سنجد فارقًا".
ويتابع، "أحد أهم الأهداف العسكرية كان فصل المقاومة في جنين عن الحاضنة العسكرية، لذلك كان هناك عملية لتجريف الشوارع وتخريب البنية التحتية ولشبكة الكهرباء بهدف تدفيع الحاضنة الشعبية ثمن ما تقوم به المقاومة".
ويقول: "على المستوى الإعلامي يحاولون عرض إنجازات، وهذه الإنجازات بالنسبة للإسرائيليين، هي عدد الشهداء الفلسطينيين، والكم من سفك الدماء والكم من الجرحى والمعتقلين، والكم من الدمار الذي يتركه الجيش الإسرائيلي وراءه، وهذا ما يرضي الجمهور الإسرائيلي اليميني المتطرف كان ليبرالي أو فاشي كله يشفي غليله الدم الفلسطيني".
ويردف صباغ، "الشيء الوحيد الذي يمكن أن تعرضه الحكومة الإسرائيلية للجمهور الإسرائيلي هو الدمار والدم، والشهداء والجرحى وهذا هو الإنجاز الذي قد يعرضه نتنياهو، في النهاية لا يوجد أهداف استراتيجية لهذا العدوان، كان هناك أهداف تكتيكية، وحتى هذه الأهداف لم تتحقق".
وأشار صباغ إلى أن للحكومة الإسرائيلية 10 أهداف من العملية العسكرية التي شنتها على جنين ومخيمها، مضيفًا، "لم تحقق أي هدف من هذه الأهداف ولذلك هذا يعتبر فشل، هم يعتبرون الصمت الدولي والعربي إنجاز، وأخذوا شرعية لسفك الدماء بحرية، وهذا قد يقدموه كإنجاز أيضًا، لكن نحن نعلم أن لا أحد منا يعول لا على الموقف الأمريكي والأوروبي ولا على الموقف الرسمي العربي".
وعن العملية التي نفذها فلسطيني اليوم في مدينة "تل أبيب" قال صباغ لـ الجرمق: "هذه العملية هي أكبر إثبات للفشل الأمني الإسرائيلي، هذا الشاب استطاع أن يخرج من المناطق المحتلة عام 1967 بسيارة، مر عن كل الحواجز الأمنية وقام بعملية بالأداة التي يملكها، هذا يؤكد أن كل الجنود الذي جرى نشرهم والطائرات والعملاء كل هذا لم يمنع الشاب الفلسطيني أن يخرج إلى تل أبيب ليقوم بعملية، حتى لو لم يعترفوا بذلك اليوم، بنقاشاتهم الداخلية يعترفون بذلك".
"نتنياهو لم يحقق أهدافه من اجتياح جنين"..
ويقول المحلل السياسي فايز عباس في حديثٍ خاص مع الجرمق: "حتى هذه اللحظة هم يدعون أنهم حققوا إنجازات لهم، لكن على أرض الواقع لا يبدو الأمر كذلك، لأن من يعتقد أنه قام بتحقيق الأهداف التي كانت لهذا العدوان باعتقادي هذا غير صحيح، الإعلام العبري يتحدث أن الأهداف لم تكن للعثور على عبوات ومختبرات لتصنيع هذه العبوات".
ويضيف، "حسب ما أورده الإعلام الإسرائيلي فإن الهدف من العملية هو النيل من المقاومين وهذا الهدف لم يتحقق، لأن المقاومين لم يكونوا من بين من جرى اعتقالهم من المخيم ولا من بين الشهداء، لذلك لا أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية حققت هدفها في هذه العملية".
ويتابع، "في الساعة الأخيرة هناك تبادل إطلاق نار وكما يقول الإعلام الإسرائيلية هذا هو الأكثر خطورة منذ بدأت العملية العسكرية، لذلك لم يقضوا على السلاح في المخيم إذًا هم لم يحققوا الأهداف التي يريدونها".
ويردف، "لا أعتقد أن الانسحاب سيكون الليلة، وبالفعل يوجد تخوف للقيادة العسكرية من التورط بمخيم جنين، القيادة العسكرية كانت قد طلبت من القيادة السياسية وقف العملية، لكن طلب منهم إكمالها، على ما يبدو إسرائيل تورطت في جنين بهذه المرحلة، إذا تم وقف إطلاق النار سينسحب الجيش هذه الليلة".
"نتنياهو في مأزق"..
ويضيف لـ الجرمق، "نتنياهو في مأزق وهزم أمام الشعب الإسرائيلي بسبب القضايا السياسية الداخلية، وهو أراد من توقيت هذه العملية وقف الاحتجاجات والتظاهرات ضده التي كانت بالأمس، لكن على الرغم من العدوان إلى أن قادة الاحتجاج رفضوا تأجيل التظاهرة، وتظاهروا أمس وأغلقوا مطار اللد".
ويقول: "هذا يعني أن نتنياهو لم يعد أهلًا للثقة حتى في الحرب، وخلال المعارك التي يقررها، هو اعتقد أنه سيحصل على الدعم الشعبي بالكامل لكنه فشل في هذا الأمر، والتظاهرات الإسرائيلية أمس أكبر دليل على فشله، نتنياهو راهن على هذه الحرب وربما تؤدي الحرب إلى تهدئة لعدد من الأيام في الشارع الإسرائيلي لكن آمال نتنياهو انتهت بسرعة كبير، جيش الاحتلال يحظة بدعم شعبي كامل لكن الحكومة الإسرائيلية لا".
ويختم بالقول: "نتنياهو حتى الآن فشل في هذه المعركة على جنين حتى هذه اللحظة، وهو فشل أيضًا في إقناع الرأي العام الإسرائيلي بالوقوف إلى جانبه بالعدوان على جنين والشعب الفلسطيني".