الأسير المحرر كريم يونس يتحدث عن طقوس العيد داخل السجن وخارجه


  • الجمعة 30 يونيو ,2023
الأسير المحرر كريم يونس يتحدث عن طقوس العيد داخل السجن وخارجه
كريم يونس

"أديت واجبي خلال العيد كما كنتُ أؤديه مع والدي قبل 40 عامًا"..بهذه الكلمات استهل الأسير المحرر كريم يونس من وادي عارة في أراضي48 حديثه حول طقوس عيد الأضحى المبارك خارج السجون الإسرائيلية.

ويقول كريم يونس في حديث خاص للجرمق، "طقوس العيد بدأت عندما استيقظنا وتناولنا طعام الفطور ثم توجهنا للمقبرة، ثم توجهنا بعدها لزيارة شقيقاتي وعماتي وخالاتي ممن هن على قيد الحياة".

ويتابع للجرمق، "مارست طقوس العيد كما كنتُ أمارسها قبل الاعتقال، فكنا نزور النساء من العائلة وأديت هذا الواجب بعد 40 عامًا".

وتحدّث يونس عن طقوس عيد الأضحى المبارك قبل اعتقاله، "كانت عائلتنا الكبيرة مجتمعة، وجميعنا نعيش في ذات المنزل، وشقيقاتي لم يكن متزوجات، ووالدي كان يذبح الأضحية بعد صلاة العيد، كما في غالبية المنازل الفلسطينية، وكان للعيد رونقه الجميل وكانت المشاعر أكثر حميمية، وللعيد فرحة وبهجة، ولكن اليوم نسمع عن اقتحامات وعن شهداء وتفتيشات ومضايقات، ولكن حتى الآن الفرحة تسود بين أبناء شعبنا ولكن بالشكل العام لم تختلف طقوس العيد، إلا أن أشقائي تزوجوا وأصبح لكل شخص عائلة، أما أنا ليس لدي أسرة صغيرة".

ويضيف يونس حول إمكانية زواجه قريبًا، "كل شيء في وقته جميل، أنا الآن لم تكتمل حريتي بعد وهناك واجبات يجب أن أؤديها، وهناك زيارات لعائلات إخوتي الأسرى يجب أن أقوم بها ثم سأتفرغ بعدها لحياتي الشخصية".

طقوس العيد داخل السجن

ويتحدث الأسير المحرر كريم يونس عن طقوس العيد داخل السجون الإسرائيلية حيث يقول للجرمق، "طقوس العيد تبدأ بالنزول لتأدية صلاة العيد في ساحة السجن والتي تتم مراقبتها من قبل طاقم من مصلحة السجون، ثم نسمع خطبة العيد، وبعدها نقوم بالتسليم على بعضنا البعض وتهنئة الآخرين بالعيد".

ويضيف للجرمق، "في الساحة نتناول التمر والقهوة ونتفاعل مع بعضنا البعض ثم تبدأ الزيارات للغرف، ومن ضمنها الزيارات الرسمية والتنظيمية للأسرى كبار السن والقدامى حيث يتم تكريمهم، وهذه الطقوس في السجن قمنا بانتزاعها من مصلحة السجون وليست هدية أو منّة من الإدارة، فنحن فرضنا على مصلحة السجون احتفالاتنا في مناسباتنا الدينية والوطنية، في الوقت الذي كانت فيه الإدارة تمنع الاحتفالات في السجون".

ويقول للجرمق، "نحن نعتبر هذه الطقوس جزء من نضالنا ضد مصلحة السجون وإصرارنا أننا لن نتنازل عن احتفالاتنا بمناسباتنا جزء من خطواتنا التي كانت تمارس في السجن".

ويتابع للجرمق، "نحن نحتفل في كل المناسبات، وليس فقط في الأعياد، ففي يوم الأسير نقوم بتنظيم دوري كرة قدم ومسابقات، ولكن الدوري يتم تنظيمه فقط في السجن الذي لديه ساحة واسعة أما السجون الضيقة فكان من الصعب ذلك".

العيد دون والدة الأسير

ويتحدث الأسير كريم يونس عن طقوس العيد دون وجود والدته التي وافتها المنية قبل تحرره بـ5 أشهر، حيث يقول للجرمق، "كنت على موعد مع والدتي، ولم أتوقع مغادرتها الحياة قبل تحرري، كانت دائمًا تتمنى أن ترى لحظات تحرري، ولطالما أسمعتني كلمات عن الانتظار ولهفة اللقاء، فهي انتظرتني حتى كلّ الانتظار وصبرت حتى كلّ الصبر وغادرت قبل تحرري بـ5 أشهر، وهذا الخبر كان مفاجئًا بالنسبة لي، فهي لم تكن مريضة ولم تلازم الفراش لسنوات أوأشهر، حتى أنها زارتني في السجن قبل وفاتها بشهر".

ويقول للجرمق، "كانت دائمًا تسألني هل سأعرف المنزل عندما أتحرر أم لا وكانت متأهبة نفسيًا وذهنيًا لأنها انتظرت حريتي كثيرًا، ولكن هذه إرادة الله، أن تراني والدتي من السماء وتحتضنني وتحتضن من معي من مكانها هناك".

سفيرة الأسرى

ويتحدث الأسير كريم يونس عن والدته ومعاناتها حينما كانت تزوره في الأسر، فيقول للجرمق، "دائمًا كانت تزورني والدتي في الأعياد وكانت هي المسؤولة عن ترتيب الزيارات وهي من تقرر من سيزورني من إخوتي وأخواتي ولم تكن تتغيب عن الزيارات إلا في السنتين الأخيرتين لأسباب صحية، ولكنها كانت تبذل قصارى جهدها لتزورني وتراني وفي أيّ سجن".

ويتابع للجرمق، "أمهات الأسرى وزوجاتهم هن المناضلات الحقيقيات فزوجة الأسير ووالدته تستحق وسام الشرف والكرامة، فوالدتي حملتني 9 أشهر ولكن أن حمّلتها فوق طاقتها فهي تحملتني بالدموع والتعب".

ويختم كريم للجرمق، "والدتي كانت سفيرة للأسرى ولها رمزيتها التي اكتسبتها لأنها عانت كثيرًا وركضت خلفي من سجن لسجن، سواء في نفحة والنقب وكانت تشارك في فعاليات عائلات الأسرى".

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر