نتنياهو يدعو لتدخل "الشاباك" في ملف العنف والجريمة..وتحليلات: الشاباك يحكم المجتمع الفلسطيني في الـ48

 


  • الثلاثاء 13 يونيو ,2023
نتنياهو يدعو لتدخل "الشاباك" في ملف العنف والجريمة..وتحليلات: الشاباك يحكم المجتمع الفلسطيني في الـ48
العنف والجريمة

 

أوعز رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بتشكيل لجنة لفحص إمكانية إشراك جهاز المخابرات الإسرائيلي "الشاباك" في مكافحة الجريمة والعنف في المجتمع الفلسطيني بأراضي48.

ورفضت شرائح واسعة في أراضي48 هذا التوجه، مؤكدة على أن "الشاباك" يتدخل بالأساس في ملف العنف والجريمة عبر تشكيل حماية لعصابات الإجرام، فيما يرى آخرون أن نتنياهو يحاول زج المجتمع الفلسطيني في الـ48 في نقاش حول تدخل الشاباك من عدمه في الوقت الذي يجب فيه النظر للأمام للضغط على "الدولة" لكبح جماح الجريمة.

نقاش دخيل على المجتمع

يقول المحلل السياسي والكاتب أمير مخول في حديث للجرمق، إن، "نقاش تدخل الشاباك لكبح جماح الجريمة نقاش دخيل على مجتمعنا ولا يقع ضمن جدول أعمالنا، فنحن مطلبنا محاربة الجريمة من قبل ’الدولة’، فنحن لا نستطيع محاربة الجريمة ومصادرة السلاح وتجفيف مصادرها، ولا نستطيع وضع المجرمين في السجون ولا مواجهتهم في الشوارع، وما يحدث هو دجل الجدل، ومحاولة لإدخالنا في متاهة أننا نتحمل جزء من المسؤولية لمحاربة الجريمة".

ويتابع للجرمق، "نحن لا نتحمل أي جزء من المسؤولية حول الجريمة، هذه جريمة دولة قبل أن تكون جريمة مجتمع، وجريمة منظومة، فالسلاح إسرائيلي، والاقتصاد وتبييض الأموال إسرائيليان، وكل الموبقات التي تحوم حولها الجرائم وترتكب لأجلها إسرائيلية، وهذا ليس شأننا".

ويقول للجرمق، "هل يتم سؤال اليهودي كيف يمكنك محاربة الجريمة؟..قبل 15 عامًا قامت الحكومة بعقد اجتماعات في اللد وقررت محاربة الجريمة، في الوقت الذي كان فيه عصابات وعائلات إجرام يهودية أكبر بكثير من الآن".

ويضيف، "هناك محاولة لرمي الكرة في ساحتنا، ولكن نحن لا نلعب في ساحة نتنياهو ولا في وكره ولا في مكره، والخطاب الإسرائيلي اليوم والأسئلة التي توجه للقيادات العربية هي ’لماذا لا تتعاونون مع الشرطة؟’، و’أين هي القيادات، وماذا تفعل؟، إلى جانب محاولات الحديث عن تدخل الشاباك وفتح باب النقاش حول ذلك، وهذا جميعه جزء من خطة تحميل الضحية المسؤولية على ما يقوم به المجرم، وكل المنظومة مشتركة في ذلك، من بينها الإعلام الإسرائيلي والشرطة والقضاء والشاباك وجميعها تتحمل المسؤولية عما يحصل".

أسباب الجريمة

ويتابع أمير مخول للجرمق، "هناك أسباب غير آنية تسببت بها الجريمة، ويرجع تعاظمها لعام 2000، وتسارع تعاظمها لهبة الكرامة، وهذه سياسة، وليس إهمال، لا يوجد إهمال في قضية محاربة الجريمة، وإنما سياسة لتصفية المجتمع والقضاء عليه وهدم بنيته، دون إظهار ذلك على العلن، وذلك عبر الاستعانة بالمجرمين وسلاحهم، ولذلك يجب ألا نكون جزءًا من نقاش دخول الشاباك، وأن ترفض القيادات أن تكون جزءًا في ذلك، فدورنا، هو الحشد الشعبي لإلزام الدولة للقيام بدورها، والقضاء على العنف في مجتمعنا كما قضت عليه في المجتمع اليهودي وكما وضعت أغلب قيادات اليمين الآن في السجن".

ويضيف للجرمق، "’الدولة’ تستخدم الجريمة كأداة وظيفية لتخدم سياسات عليا وسياسات أمن قومي وهذا ما يخيفنا، أما الشاباك فهو موجود ومراقب للعرب، فهو يراقب الاقتصاد وسياسات الحكومة، كما أنه يحكم العرب في الداخل منذ 48 وهذا معروف تاريخيًا وليس بالجديد، ولكنه كان واضحًا بفترة الحكم العسكري".

ويوضح للجرمق أن، "الدولة لديها سياسات وتوصيات خرجت عام 2000 لترويض العرب فاستخدمت الحرب الهجينة وهي القضاء على العدو (فهي تعتبرنا عدو) من داخله".

ما المطلوب لمكافحة الجريمة؟

ويتابع، "لا يمكن أن نطالب الدولة بتعزيز الشرطة، فالجريمة تزداد كلما تعززت مراكز الشرطة، وبالتالي ليست أداة لمنع الجريمة"، متابعًا، "نأمل أن تطور حالة الغضب والاختناق لدى الشعب، ويتم التعبير عنها لأنه الطريق لإلزام ’الدولة’ بكبح جماح الجريمة".

ويقول مخول للجرمق حول العمل الشعبي والجماهيري، "العمل الشعبي بقوته وتنظيمه ووحدته وشعاره الواضح جيد، ولا يمكن أن يُستنزف في أي وقت، ويمكن المواجهة عبر تنظيم إضراب واعتصام واحتجاج وحكم ذاتي، ولكن جميعها تحتاج للوحدة الوطنية".

ويتابع للجرمق، "كل هذه الأمور تخضع لقضية الوحدة الوطنية، فنحن بحاجة لمصالحة داخلية، ولا يمكن أن تكون الجريمة موضع خلاف، بين المشتركة والموحدة أو الجبهة والتجمع أو أبناء البلد والإسلامية، وإنما هي قضية وحدوية ويجب أن تكون كذلك".

ويضيف، "من الممكن أن تخلق مظاهرة وحدوية تشارك فيها كل القوى السياسية على أساس وحدوي جوًا جديدًا، فنحن نتحمل جزء من المسؤولية بشأن قضية التشتت، ولذلك علينا توحيد كلمتنا بمشاركة الأحزاب والحراكات وجميع هذا التنوع الاجتماعي ضد الجريمة".

تنظيم الفلسطينيين وأخذ زمام الأمور

ومن جهته، يقول القيادي في حركة أبناء البلد رجا اغبارية، "الشاباك يتدخل في ملف العنف والجريمة، ولكن لصالح عصابات الإجرام، وهذا صدر باعتراف وزير الأمن الداخلي الأسبق في الحكومة السابقة عندما قال بشكل صريح أن الشاباك ’يمنع’ الشرطة من القيام بأي عمل ضد عصابات الإجرام لأنهم يعملون مع ’الشاباك’".

ويتابع للجرمق، "موجة الحديث عن إدخال الشاباك بحجة أنه سينهي الجريمة كلام فارغ عارٍ عن الصحة، فهو استمرار لعملية التخدير للجماهير الفلسطيني في الداخل وعدم أخذ زمام الأمور بأيديهم".

ويتابع للجرمق، "لم يعد لنا من يحمينا، نحن -حقيقة- لسنا جزء من شعب ولا جزء من دولة ولا جزء من قبيلة، وما يحصل الىن من مذابح في الشوارع على مرأى ومسمع الشرطة والحكومة والشابام هو نتاج لخطة خرجت عام 2000، للوصول بنا لهذه المرحلة لتفتيت البنى المجتمعية لأهل الداخل، ولإبعادهم عن همومهم الوطنية والسياسية واليومية حتى".

ويتابع للجرمق، "نحن نتحدث الآن في كل المحافل عن الجريمة والعنف، وعمّن قتل اليوم ومن السبب ومن خلف عملية القتل، والعصابات يعرفها الجميع من الشرطة والشاباك ويعترف أنه يعرفها، ولا يفعلون شيئًا".

ويقول، "الحل أن ننظم أنفسنا لندافع عنها بشكل ذاتي والانتفاض في الشوارع وإلحاق الأذى باليهود من خلال قطع أواصل التواصل بينهم في هذا الكيان، وعندها سيشعر اليهودي أن حياته في خطر لأنه لا يستطيع أن يصل لعمله وبيته وعندما يشعرون بالخطر سيقفون على أرجلهم وسيعملون لمنع الجريمة وتقليص عمل عائلات الإجرام".

ويتابع للجرمق، "ليس ببعيدًا أن تصل الجريمة للمدن اليهودية وعندها سنرى التحرك، لأنه هذه الدولة ليست دولتنا بل دولة اليهود، فمن يسمى وزير الأمن القومي يطير فرحًا عندما يُقتل فلسطيني، وعندما سأله نتنياهو ’ماذا يحدث’، قال له إن ما يحدث من قتل هو من طباع العرب وعاداتهم".

ويقول اغبارية للجرمق، "هم من أسسوا لتدميرنا ولتدمير مشروعنا الوطني والبنى الوطنية عبر العنف والجريمة، وإذا لم تعمل القيادة بشكل حقيقي لحل مسألة القتل فنستمر برؤية المشهد الدموي الذي أصبحنا نراه في الشارع وفي كل مكان".



 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر