بعد سلبهم أراضيهم في النكبة.. كيف تحول الفلسطيني من مزارع إلى عامل؟

النكبة


  • الثلاثاء 16 مايو ,2023
بعد سلبهم أراضيهم في النكبة.. كيف تحول الفلسطيني من مزارع إلى عامل؟
(أرشيفية)

فقد الفلسطينيون بعد النكبة عام 1948 عندما هجروا من منازلهم، أراضيهم التي كانوا يزرعونها بالمحاصيل المتنوعة، ويبيعون تلك المحاصيل، ليعتاشوا منها، لكنهم فقدوها بعد النكبة، ما اضطرهم للتوجه للعمل في البلدات والمدن الإسرائيلية.

محاولات شتى لسلب الأرض..

ويقول الفلسطيني عدنان عبد الهادي وأحد الفلسطينيين الذين خسروا أراضيهم  في اللجون في حديثٍ خاص مع الجرمق: "كان الفلسطيني يزرع أرضه بالمحاصيل والقمح والحبوب المتنوعة، ويبيعها ويعتاش من أموالها، كانوا يزرعون الحمص والعدس، كان يبيعونها بأسعار رخيصة".

ويتابع، "ما حدث هو محاولات بكافة الوسائل لسلب الأرض وإخراجنا منها، مثلًا في البداية كانوا يجلبون القمح والحبوب من الخارج ويبيعونه في الأسواق، ويغرقون الأسواق، فلا يجد المزارع الفلسطيني مكان يبيع فيه محاصيله".

ويضيف، "لاحقًا أصبح الفلسطيني لا يجد قوت يومه، لذلك بدأوا يبحثون عن بديل، والبعض ترك الأرض وبدأ يبحث عن العمل ليستطيع أن يعيش، وهذه كانت نقطة ضعف لنا، إسرائيل فرضت علينا هذه القيود لتبعدنا عن أرضنا".

ويردف، "أراضينا قبل النكبة كانت في مرج بن عامر، لكنها صودرت ولم يبقى لنا أي شيء، أصدروا الكثير من القوانين والأحكام لأخذ أراضينا، نحن لم نترك الأرض بل ذهبنا للعمل من أجل العيش".

ويقول لـ الجرمق: "لم يكن أمامنا خيارات أخرى لا سيما مع القيود التي وضعوها علينا، الفلسطيني وصاحب الأرض كان يأكل ما يزرعه ولا يجد مكان ليبيعه فيه، أذكر أن والدي كان لديه 20 كيلو من القمح،ن ووضعه في الأكياس وكان ينتظر أن يبيعه لكن لم يحدث ذلك في النهاية".

"لم يترك أحد منزله باختياره"..

ويروي الفلسطيني وعضو لجنة المهجرين القطرية محمد هاني في حديثٍ مع الجرمق كيف هجرت عائلته من أرضها وفقدت كل أملاكها في اللجون، مضيفًا، "جدي من كبار الملاكين في اللجون كان منزله بمثابة مقر للثوار في الـ 36، كان عبارة عن ديوان للثوار".

ويتابع، "كان يحتمي به كل الثوار لدرجة أن الإنجليز حاولوا اغتيال جدي، عندما  هجر أهالي اللجون، فقد جدي كل أراضيه، كان يملك مع عائلته أكثر من 6000 دونم في اللجون، وفقدوها كلها، عائلتي خرجت من اللجون نحو أم الفحم في ذلك الوقت وبدأوا يبحثون عن عمل ومصادر رزق جديدة".

ويضيف، "في حينه رفض الحاكم العسكري بمنطقة أم الفحم أن يعطي ويعطي أولاده إذن ليخرجوا للعمل في البلدات الإسرائيلية على اعتبار أن يزيدوا الضغط عليهم ليبيعوا أراضيهم، لكن عائلتي وجدي رفضوا ذلك، ولم يتنازلوا عن الأرض، وصدورت في الخمسينيات".

ويردف، "في النهاية بعد انتهاء فترة الحكم العسكري تمكن جدي وأعمامي من الخروج للعمل من أجل كسب قوت يومهم، معظم الفلسطينيين كانوا يخرجون للعمل في تل أبيب والبلدات الإسرائيلية آنذاك".

ويتابع، "عائلتي كانت تعيش في منطقة مرج بن عامر على الزراعة والفلاحة ويزرعون خضرة ويقومون ببيعها في أسواق حيفا والجليل وغيرها، وبعد التهجير في أيار عام 1948 كانت المحاصيل كلها في الأرض، لم يتمكن المزارع من حصد القمح وبقي في الأرض".

"مأساة على الجميع"..

ويصف هاني ما حدث في أيار عام 1948 على أنه مأساة، مضيفًا، "النكبة كانت مأساة على الجميع، الكل تضرر منها، خسرنا أراضينا وبعض أفراد عائلاتنا".

ويتابع لـ الجرمق، "كان لدي عم يدعى حسن كان لديه خيل أصيل في اللجون وعندما خرجوا من اللجون إلى أم الفحم أخذ خيله معه، هذا الخيل يحتاج للطعام والماء، عمي لم يكن يستطيع أن يأكل فكيف سيطعم هذا الخيل!".

ويردف، "أبقى الخيول لفترة قصيرة وأدرك بعد ذلك أن لا يستطيع أن يطعن الخيول، فاضطر لتركهم في الجبل، وبعد 4 أشهر توفي من شدة حزنه على هذه الخيول، نعم عمي مات حزنًا".

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر