في يوم الأسير الفلسطيني ملف الأسرى – رمز للوطن وللقضية


  • الاثنين 24 أبريل ,2023
في يوم الأسير الفلسطيني ملف الأسرى – رمز للوطن وللقضية
توضيحية

وافق يوم الاثنين يوم الأسير الفلسطيني، ذلك اليوم الذي أصبح إحدى المحطات المهمّة في تاريخ قضية الصراع على فلسطين بصورة عامة، وملف الأسرى الملتهب بصورة خاصة.

كانت البداية عام 1971 مع خروج أول أسير فلسطيني من سجون الاحتلال، يوم السابع عشر من نيسان، ليكون يوما من أيام شعبا، يرمز إلى الحرية في شهر نسيان؛ شهر الربيع وانبعاث الحياة في الأرض؛ شهر الانعتاق والحرية، حرية الإنسان الذي كرّمه الله تعالى وفضّله على كثير من خلقه. إلا أن بعض خلقه استعلوْا في الأرض وتوهّموا أنهم أفضل الأعراق وأن دماءهم أنقى الدماء، وأوهموا سائر الخلق بهذه الخيالات والخَبالات، فامتهنوا إنسانية الإنسان، حتى وصل بهم الأمر درجة الاعتقاد الديني أنّ سفك دماء العرب والمسلمين وتحقير الأغيار وإهانة إنسانيّتهم هي من عبادات التقرّب من ربّ الجنود، الذي اخترعوه في ثنايا صفحات تزويراتهم الدينية والتاريخية.

وقد أصاب الفلسطيني، مجرد كونه فلسطينيا، والأسير الفلسطيني مجرد كونه فلسطينيا كذلك النصيبُ الأكبر من نار الحقد وشهوة الانتقام، حتى أصبحت قصة كل أسير فلسطيني في أقبية سجون الظلم والقهر ملحمة متكاملة التفاصيل والأركان.

إن ملف أسرى شعبنا وأسيراته سيبقى في مقدمة كل الملفات، وعلى رأس سلم كل الأولويات حتى يُغلق إلى الأبد، ذلك أن الأسير وقصة الأسير وحكاية الأسيرة وملحمة الأسير. هي قصة شعبنا وقضية شعبنا. هي قصة أرض سُلبت من أصحابها الأصليين، ووطن كان ملء السمع والبصر حياة ونشاطًا وبناءً وحضارةً وثقافة وإنتاجًا في مختلف مجالات الحياة، فجاء لصوص التاريخ وسرقوه برواية زائفة ملفّقة وجدتْ من الناس حبْلا يستمدّون به عنجهية لم يعرف التاريخ أكثر منها تلوّثا وصلافة ووقاحة. وهي قصة مقدساتٍ بنى المزوّرون عليها قصصا خيالية لا أصل لها لا في التاريخ ولا في وحي السماء من لدن آدم عليه السلام إلى عهد النبوّة الخاتمة التي جاء بها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. إنها قصة صراع بين حق أبلج وبين باطل لجلج، وإن طال هذا الباطل أو استطال أو وجد من أهل الغرور والدجل سندا ومددا.

هذه هي أنشودة الأسير الفلسطيني. أنشودة نازفة، لكنها شامخة. أنشودة تتوجع، لكنّها على عرش الحق تتربّع. أنشودة حزينة، لكنها ممتلئة عنفوانا وأملا وتفاؤلا بأن شمس الظلم قاربت على المغيب وفجر الحرية شارف على الانبلاج الذي يستقبل شمك استضيء أرجاء الكون الأربعة. شمس الحق والعدل. شمس محق الباطل والضرب على يد الظالم.

تحية إلى أسرى شعبنا الأحرار وأسيرات شعبنا الحرائر. تحية إلى الأسرى المرضى الذين يربطون على جرحهم النازف ويقفون شامخين في وجه السجان، لا يطأطئون ولا يحنون رؤوسهم إلا لله عز وجل. تحية إلى الأسرى الأطفال أولئك الرجال الرجال الذين اجترحوا من طفولتهم معجزة لا مثيل لها بين أمم الأرض وشعوبها. تحية إلى كل من أمضى لحظة قهر في سجون الظالمين. تحية إلى كل مرابط في مقدساته وفي أقصاه يدافع عنه. تحية إلى كل أبناء شعبنا الذين لم يتنازلوا عن ثوابت شعبهم وأمتهم. تحية إلى كل حرّ في يوم الحرية؛ يوم الأسير الفلسطيني.

 

 

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر