خلافات مع غالانت وشبتاي يقودها بن غفير وسموتريتش..هل تُؤثر على عُمر الحكومة الإسرائيلية؟

الحكومة الإسرائيلية


  • الأحد 19 فبراير ,2023
خلافات مع غالانت وشبتاي يقودها بن غفير وسموتريتش..هل تُؤثر على عُمر الحكومة الإسرائيلية؟
الحكومة الإسرائيلية

 

يتصاعد التوتر بين وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير والمفوض العام للشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي حول عمل الشرطة الإسرائيلية وذلك لعدة أسباب من أهمها عمليات الهدم التي أمر بن غفير بتنفيذها شرقي القدس، بالإضافة إلى توتر سابق بينهما بشأن تعامل "شبتاي" مع المظاهرات ضد الحكومة الإسرائيلية، حيث اتهمه "بن غفير" بعدم قدرته على التعامل معها.

وفي ذات السياق، تتصاعد التوترات بين وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت والوزير الثاني في وزارة الجيش بتسلئيل سموتريتش، وذلك على خلفية صلاحيات كل منهما في الضفة الغربية، حيث يُطالب سموتريتش بنقل المسؤولية عن "الإدارة المدنية" في الضفة الغربية إليه.

وتصاعد هذا التوتر في الأيام الأخيرة بعد إخلاء قوات حرس الحدود والشرطة الإسرائيلية لـ مستوطنة "كيرم بنيامين" قرب رام الله على الرغم من إصدار سموتريتش أوامر بوقف الإخلاء وعدم تنفيذه لحين إجراء مناقشة حول الأمر، لكن غالانت أمر بتنفيذ الإخلاء دون أي اعتبار لسموتريتش بحسب القناة 13 العبرية.

وفي ظل تصاعد التوترات بين بن غفير وشبتاي من جهة، وبين سموتريتش، يتوقع محللون سياسيون أن هذه الخلافات يُمكن أن تُؤثر على عُمر الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو.

إلى أين تتجه الحكومة الإسرائيلية؟

ويقول البروفيسور في العلوم السياسية إبراهيم أبو جابر في حديث للجرمق، "هناك تعقيدات كثيرة داخل حكومة نتنياهو الحالية، وهناك تضارب في المصالح بين بن غفير وشبتاي مثلًا، فبن غفير ينظر إلى شبتاي بأنه تابع له، أي أن الشرطة تابعة لوزارة الأمن القومي الإسرائيلي، كما أن بن غفير سلب شبتاي جزءًا من صلاحياته، هناك جدال كبير بين الطرفين، وهذا الجدل سيولد انفجار يومًا ما".

ويتابع أبو جابر للجرمق، "على نتنياهو الآن أن يحاول الفصل بين الطرفين، وتحديد صلاحيات كل منهما، وذلك لأن بن غفير مثلًا هدد بالفترة الأخيرة بالاستقالة، وسموتريتش أيضًا هدد بالاستقالة، وذلك بسبب تضارب المصالح بينه وبين غالانت (حول الصلاحيات) وهذه الصراعات بينهم يبدو أنها لن تطيل عُمر الحكومة الإسرائيلية".

ويتابع أبو جابر، "نتنياهو لديه فرصة أن يعمل من الآن لايجاد بديل لسموتريتش وبن غفير اللذين يهددان بالاستقالة، والبديل هو التقرب من بنيامين غانتس، فهو الذي يستطيع تغطية الفجوة، وبإمكانه المساعدة في إطالة عُمر الحكومة، لاسيما إذا استمرت الصراعات على هذا الشكل، الأمر الذي سيؤدي للانفجار".

ويردف أبو جابر للجرمق، "بن غفير يحاول من طرفه إرضاء المصوتين له، تحديدًا جمهور المستوطنين، وهذا تفجّر بعد تفكيك البؤرة الاستيطانية "الكيرم"، على الرغم من أن هذا يتعارض مع الخطوط العريضة للحكومة".

ويضيف، "بن غفير يعلم تمامًا أن عليه موازنة الأمور حاليًا، لأن الأوضاع قد لا تسير لصالحه في الانتخابات القادمة، وربما سيفضل حاليًا الاستقالة على الاستمرار في الحكومة، مع أن كل التوقعات تشير إلى أن بن غفير وسموتريتش لن يحصلا على مقاعد في الانتخابات كالتي حصلا عليها في انتخابات الأول من نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، لأن الأحزاب التي تحصل على مقاعد كبيرة في الكنيست بهذه السرعة دون وجود قاعدة شعبية تنهار بسرعة بعد مدة، كحزب ’الجيل الذهبي’ و’كاحول لافان، و’أزرق أبيض’".

ويضيف أبو جابر، "توقعاتي أن بن غفير وسموتريتش سينفذان تهديداتهما وسيستقيلان من الحكومة في يوم من الأيام".

ومن جهته، يقول المحلل السياسي عودة بشارات للجرمق، "الأحزاب التي وصلت للسلطة لديها رغبة جامحة بإحداث تغييرات أساسية في الدولة، سواء في الأنظمة القضائية أو تقسيم وزارة الحرب، وسيطرة بن غفير على الشرطة وغيرها من الأمور المستجدة، التي تسعى الأحزاب في الائتلاف على تمريرها بأقصى سرعة قد ترتد على الحكومة نفسها".

ويردف للجرمق، "من الممكن أن هذه الخلافات بين سموتريتش وغالانت وبين بن غفير وشبتاي التي سببّها الجشع المبالغ به أن تُحدث تغيير وتؤدي لتفكيك الحكومة، لكن هناك شيء أقوى من تفكك الحكومة بهذا الشكل وهو أن كل شخص من هؤلاء بحاجة للآخر".

هل يُقيل بن غفير شبتاي؟

يدور الحديث في وسائل الإعلام الإسرائيلية حول توقعات بقيام وزير الأمن القومي بن غفير بإقالة المفوض العام للشرطة الإسرائيلي كوبي شبتاي، أو عدم تمديد ولايته لسنة إضافية وذلك على خلفية التوتر المتصاعد بينهما.

ووضح إبراهيم أبو جابر في حديث للجرمق أن، "إقالة شبتاي تتوقف على مدى صلاحيات بن غفير بإقالته من عدمها، ولكن من الممكن أن يضغط بن غفير على نتنياهو لإقالة شبتاي، لاسيما أن هناك مرشحين عنصريين كُثر قد يسدوا مسد شبتاي".

ويتابع أبو جابر، "شبتاي رجل مجرم، وقد أجرم بحق فلسطينيي48 خلال هبة الكرامة، ولكنه يعمل ’برسمية’ وليس كبن غفير شخص عاطفي متطرف".

ومن جانبه، يقول المحلل السياسي عودة بشارات حول التوتر المتصاعد بين بن غفير وشبتاي، "شبتاي حاول في البداية إقامة علاقة جيدة من بن غفير ولكن اتضح له فيما بعد أن بن غفير يريد السيطرة على الشرطة، وأن ينفذ بنفسه ما يراه مناسبًا، وشبتاي يرى أن هذا سيؤدي لاشتعال الأوضاع والصدام مع الفلسطينيين".

ويتابع للجرمق، "شبتاي يتمتع بتأييد قادة الشرطة السابقين والحاليين، ولذلك وجد نفسه في مكان ’الند’ مع بن غفير الذي يقوم بأعمال متطرفة، هذا لا يعني أن شبتاي حمامة سلام، والاثنان موجدان في توتر شديد في إطار عملهما، ولكن لا أعتقد أن بن غفير سيقوم بإقالة شبتاي لأن ذلك قد يثير غضب أوساط الشرطة وأوساط أخرى".

ويردف للجرمق، "أظن أن شبتاي يعتقد أنه من أجل ضمان استمرار ولايته، فإنه يجب أن يتصدى لبن غفير، لأن بن غفير عليه انتقادت من داخل الحكومة الإسرائيلية من الشاباك ومن أجهزة أمنية أخرى، أما شبتاي عليه موافقة تخوله أن يكون قائد عام للشرطة، وبالتالي رفض الانصياع لبن غفير قد تكون فرصة لشبتاي للاستمرار".

توقعات باشتعال الأوضاع

وفي سياق آخر، حذر ضباط كبار في الشرطة الإسرائيلية من أن تصريحات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قد تؤدي لاشتعال الأوضاع في مدينة القدس خلال شهر رمضان في مارس/آذار المقبل بحسب صحيفة "هآرتس" العبرية.

ويقول إبراهيم أبو جابر حول هذه التوقعات للجرمق، "الأمور ممكن أن تشتعل خلال رمضان، لأن بن غفير يحمل شعارًا عنصريًا وهو متطرف جدًا لاسيما بمواقفه نحو المسجد الأقصى، وهو يحاول إشعال المنطقة خلال رمضان، ومن الممكن أن يؤدي الاشتعال إلى تدخل غزة ولربما حملة عسكرية إسرائيلية جديدة على القطاع".

ويتابع، "الأمور بيد نتنياهو، إذا قام بترتيب أوراقه مع غانتس، من الممكن أن يتخلى عن بن غفير وسموتريتش، ولكن إذا استمر الوضع على هذه الحالة، هذا يعني أن نتنياهو سيجعل الأوضاع تشتعل ثم سيتدخل إما بحملة عسكرية على غزة، أو سيطلب من بن غفير التراجع قليلًا، والخاسر بالمحصلة هو الشعب الفلسطيني".

وبدوره، يقول المحلل السياسي عودة بشارات للجرمق، "الأجهزة الأمنية في إسرائيل تقول إنه من الممكن أن تُشعل تصريحات بن غفير الأوضاع خلال رمضان".

ويتابع للجرمق، "أنا أعتقد أن تصريحات الشاباك وغيره من الأجهزة بأن بن غفير سيشعل المنطقة، كلها توقعات غير حقيقية أي أنهم يقومون ببثها فقط للتغطية على جرائمهم التي سيرتكبونها في الفترة القادمة"

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر