فلسطينية من عرابة عالقة في تركيا للجرمق: "عشنا كابوس مرعب"

تركيا


  • الثلاثاء 7 فبراير ,2023
فلسطينية من عرابة عالقة في تركيا للجرمق: "عشنا كابوس مرعب"
تركيا

لا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن عالقين تحت الأنقاض في سوريا وتركيا بعد أن تعرضتا لزلازل أدت لمقتل المئات وإصابة عدد كبير من الناس، وبينهم فلسطينيين تواجدوا في تركيا ومنهم من تواجد في الأماكن التي انهارت بناياتها بسبب الزلازل.

وتقول أزهار بدارنة وهي فلسطينية من مدينة عرابة البطوف عالقة في تركيا وتحديدًا في مدينة عنتاب جنوب تركيا منذ يومين إن الوضع مقلق للغاية، واصفة لحظة وقوع الزلزال بأنها كابوس استيقظت منه بعد أن تمكنت من النزول إلى الشارع.

وتردف بدارنة في حديثٍ خاص مع الجرمق، "ما حدث لا نتمناه لأحد، أنا حقًا لا أتمنى لأحد أن يعيش الكابوس الذي عشته، كانت لحظات مرعبة جدًا، استيقظنا على الأسرة تهتز يمين ويسار في الفندق، لم أستوعب ما يحدث".

وتتابع، "حتى الآن أنا لا أستوعب ما عشناه، كنا بالطابق السابع، لا أدرك حتى الآن كيف نهضت من السرير ونزلت عن الدرج الذي كان يتشقق أمامي والجدران تنهار من يمينه وشماله، لا أدرك أي شيء، حتى وصلت الشارع ورأيت الناس تصرخ وتركض أمامي، كانت لحظات مرعبة جدًا".

وتضيف، "أنني أعيش حتى الآن هذه نعمة كبيرة جدًا، رأيت الأبنية تنهار من حولي عندما وصلت إلى الشارع، الأطفال تركض والناس تصرخ، ما رأيتموه في التلفزيون أنا رأيته وعشته من مكان الحدث نفسه".

اليوم الأول..

وتقول بدارنة لـ الجرمق: "في اليوم الأول من الحادثة بقينا في الشوارع، كان الوضع خطير جدًا أخبرونا أن العودة إلى الفندق صعبة جدًا لأن الفندق عمار عالي، ومنعونا من دخول أي عمار عالي، وقالوا إنه علينا البقاء في الأماكن المفتوحة".

وتردف، "عندما وقعت الهزة الأرضية الثانية أصبح الوضع أخطر بكثير، اقتادونا إلى مساحات مفتوحة، الجو بارد، يوجد أطفال، نعم كنا تحت البرد والثلوج، وبقينا تلك الليلة في شيء يشبه الخيام بدون كهرباء أو إنترنت، بقينا حتى ساعات المغرب ومن ثم اقتادونا من جديد إلى الفندق".

وتتابع، "قالوا لنا إن هزة أرضية جديدة ستقع، وإنه علينا أن نبقى مستعدين للخروج إلى الشارع بشكل عاجل وفوري، وبالفعل، نزلنا إلى الشارع وبقينا في الشارع حتى الساعة السادسة صباحًا".

اليوم الثاني..

وتلفت بدارنة إلى أنها وباقي الفلسطينيين من أراضي48 تواصلوا مع السفارة الإسرائيلية حتى يعودوا إلى البلاد في اليوم التالي، مضيفةً، "تواصلنا مع السفارة قلنا لهم إننا عالقون ونريد المساعدة والعودة إلى بلادنا، قالوا لنا أن نُبقي هواتفنا مفتوحة ومتصلة بشبكة الإنترنت".

وتردف، "اتصلوا بنا لاحقًا وسألونا إذا كنا بخير، لا نحن لسنا بخير، قلنا لهم إننا خائفون وإننا نبقى في الشارع وإن الفندق غير آمن، كنا نقف بالفندق عندما يشتد المطر لكن سرعان ما يخرجوننا إلى الشارع خشية وقوع زلزال".

اليوم الثالث..

وتشير بدارنة إلى أنها منذ ساعات الصباح استأجرت سيارة لتذهب إلى أنقرة التي تبعد عنها 15 كيلومترًا، موضحةً أن الجيش التركي أرجعها ولم يسمح لها بالمرور لأن الطرق كلها مغلقة، ولأن الجسر الذي وراء الجيش كان قد وقع بفعل الزلزال.

وتقول أزهار بدارنة لـ الجرمق: "بعد ساعتين قالوا لنا إن الطرق فتحت، فتوجهنا من جديد للذهاب إلى أنقرة، سرنا ساعة ونصف بالسيارة، ثم عاود الجيش مرةً أخرى وأرجعنا إلى المكان الذي كنا فيه، بالبداية اعتقدنا أن الجيش لا يريد أن يسمح لنا بالمرور، لكن سرنا إلى الأمام قليلًا ورأينا حفر والجسر واقع".

وتضيف، "لوكان هناك طريقة للخروج لخرجنا، لكن للأسف لا يوجد أي طريقة، حاولنا مرة أخرى أن نخرج وأرجعونا، قالوا لنا إن المطار قد يفتح في أي وقت، ثم قالوا إنه سيفتح الخميس، نحن لا نزال في مكان الخطر ولا يوجد أي وسيلة للخروج وننتظر المطار".

تابعت، "اهتموا بنا هنا، نحن نتواجد الآن في فندق ويوجد معنا عائلات تركية، المعاملة جيدة جدًا يوفروا لنا الأكل على مدار الوقت والمشروبات الساخنة، فرق الإنقاذ تخضر العائلات إلى الفنادق الأكثر أمانًا، المعاملة جيدة جدًا ويسألوننا بكل وقت إذا كنا نحتاج أي شيء ليوفروه، لكن نحن نريد العودة إلى بلدنا ومنزلنا".

وتردف، "نحن نريد الخروج من هنا، نحن نعيش في خطر وأعلنوا المنطقة على أنها منطقة طوارئ، نتمنى للعائلات أن يستطيعوا العودة إلى بيوتهم، يوجد عائلات لم يحصل لبيوتها شيء لكنهم يخشون العودة إليها، الكثير من الأبنية وضع أمامها شريط أحمر وذلك يعني أنها معرضة للسقوط بسبب الزلازل".

وتختم بدارنة حديثها مع الجرمق قائلةً: "الوضع صعب ومرعب فوق أي تصور، نحن في النهاية سنذهب إلى منازلنا بإذن الله، لكن من سيبقى هنا أتمنى أن يبقى آمن وضع الأطفال مقلق ومحزن جدًا، أتمنى أن يتوفر لهم الأمان وكل ما يلزمهم".

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر