قضى 40 عامًا بالأسر..عائلة الأسير كريم يونس من عارة تستعد لاستقباله بعد 25 يومًا

 


  • الجمعة 9 ديسمبر ,2022
قضى 40 عامًا بالأسر..عائلة الأسير كريم يونس من عارة تستعد لاستقباله بعد 25 يومًا
كريم يونس

 

تستعد عائلة الأسير كريم يونس 64 عامًا من بلدة عارة بمنطقة المثلث لاستقبال نجلها بعد 25 يومًا وذلك بعد قضائه 40 عامًا في السجون الإسرائيلية، حيث اعتقلته القوات الإسرائيلية في 6 من يناير/تشرين ثاني عام 1983.

وجهّزت عائلة الأسير كريم يونس لنجلها منزلًا يطل على منطقة وادي عارة وتحيط به حديقة خضراء واسعة على مقربة من منازل أشقائه الثلاثة وشقيقتيه، ليتسنى للأشقاء الستة العيش إلى جانب بعضهم بعضًا بعد حرمانهم من شقيقهم كريم لمدة 40 عامًا.

وستخلو مائدة عائلة يونس من الوالدين اللذين توفيا دون أن يستقبلا نجلهما كريم، حيث توفي والد الأسير كريم يونس في الذكرى السنوية الثلاثين لاعتقال ابنه، أما والدته فتوفيت في مايو/أيار 2022 الجاري أي قبل نحو 5 أشهر من تحرره.

ويقول نديم يونس شقيق الأسير كريم يونس في حديث للجرمق، "أول خطوة سيقوم بها كريم عندما يصل إلى البلدة التوجه إلى المقبرة لقراءة الفاتحة على قبري والديه اللذين لم يُقدّر لهما رؤيته وهو يدخل المنزل بعد التحرر".

مهرجان لاستقبال الأسير

ويتابع نديم يونس في حديثه للجرمق، "نحن استقبلنا الكثير من الأسرى ونعلم جيدًا كيف نستقبل أخانا، سنسعى لاستقبال كريم في منزل عائلته ولكن هناك إشكاليات تقنية، فربما نحتاج إلى نقل الاحتفال لقاعة أو خيمة داخل البلدة بسبب الطقس والأمطار".

ويضيف أن الاستقبال سيبدأ من مدخل البلدة، وستنطلق مسيرة تجوب شوارع البلدة باتجاه المقبرة لقراءة الفاتحة على قبري والدي الأسير.

ويُشير إلى أن الاحتفال سيتخلله فقرات فنية وغنائية وكلمة للأسير، وكلمات ترحيبية، مضيفًا، "قمنا بتحضير منزل لكريم ليسكن به، وليستضيف به من يريد فبالتأكيد سيكون الضيوف كُثر، ونأمل أن ينال المنزل إعجاب كريم".

ويتابع للجرمق، "قمنا باختيار الألوان المريحة لأثاث المنزل، واخترنا نوافذ واسعة ومطلة على حديقة خضراء، وحرصنا أن يكون المنزل مريح نفسيًا لكريم حتى يتسنى له الراحة فيه بعد 40 سنة من الانتظار".

ويلفت يونس في حديثه للجرمق إلى أن منزل الأسير كريم يونس يبعد بضعة أمتار فقط عن منزله ومنازل أشقائه، قائلًا، "سيكون كريم قريب منا، وسيسكن في منزل مستقل ولكنه بجانبنا جميعًا، ليتسنى لنا السهر وتناول الطعام والعيش سويًا وبراحة".

ويضيف للجرمق، "نأمل أن ينال المنزل إعجاب كريم بشكل مؤقت حتى يتسنى له بتكوين أسرة خاصة به ويعيش معها في أي منزل يريد".

ويقول نديم يونس، "كريم رفض عقد قرانه أو التفكير بأمر الارتباط خلال سنوات سجنه، ونحن دائمًا ما كنا نطرح أمر الارتباط والزواج على كريم سواء بشكل جدي أو عن طريق المزاح، فهناك الكثير من الأسرى عقدوا قرانهم وانتظرتهم شريكاتهم لسنوات طويلة لربما 20 و30 عامًا، ولكن كريم رفض ذلك بشكل قطعي وفضّل أن يظل عازبًا حتى تنتهي محكوميته".

ويضيف للجرمق، "دائمًا ما كان يخبرنا كريم أنه يرى أمر الارتباط وعقد القران وهو داخل الأسر بمثابة خطوة غير منطقية، دائمًا ما كان يقول’ كل شي بوقته حلو’".

ويتابع، "في نهاية المطاف هذا قرار كريم وحده، ونتمنى أن يخرج بسلام ويختار شريكته بنفسه وكيفما يُحب ويشاء".

"ربما ستضيع الكلام بلقاء كريم"

ويردف شقيق الأسير كريم، "دائمًا ما كانت والدتي تقول لكريم ولنا أنه لا تعلم تمامًا كيف سيكون شعورها عندما تلتقي بكريم بعد تحرره، هل ستفقد وعيها أو ستحتضنه، أم ستطلق الزغاريد أم ستبكي أم ستضحك، دائمًا ما تخيلت والدتي هذه اللحظة، وتخيلناها نحن".

ويتابع للجرمق، "أزور كريم مرتين شهريًا، وأشعر في كل مرة بأن لقاءنا حميمي وقوي، ولكن ينقصه العناق لأن دائمًا ما يفصل بيننا حواجز، أما الآن من الصعب تخيّل مشهد لقاء كريم عندما يتحرر، بضعة أمتار ستفصلنا عن بعضنا، أو أقل من نصف متر، ولكن لا أعلم اذا ستكون الجمل الأولى التي سأكلمه بها، ولا أعلم ماذا سأفعل تمامًا".

وكريم يونس من مواليد بلدة عارة في منطقة المثلث بأراضي48، وولد في 23 نوفمبر/تشرين ثاني 1958، واعتقل عام 1983 وحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة "الانتماء إلى حركة فتح" المحظورة حينها، و"حيازة أسلحة بطريقة غير منظمة" و"قتل جندي إسرائيلي".

 وكانت المحكمة العسكرية الإسرائيلية في مدينة اللدّ قد أصدرت حكماً بـ"الإعدام شنقاً"، وبعد شهر عادت وعدلت عن قرارها، فأصدرت حكمًا بتخفيف العقوبة من الإعدام إلى السجن مدى الحياة أي أربعين عامًا.

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر