ما الذي أحدثته انتخابات الكنيست بالتجمع؟
لم يجتز حزب التجمع الوطني الديموقراطي نسبة الحسم في انتخابات الكنيست الـ25 والتي خاضها بشكل منفرد بعد تفكك القائمة المشتركة وخروج التجمع ليخوض المعركة الانتخابية في قائمة منفردة.
وفي أعقاب تقديم القوائم في أيلول/سبتمبر الماضي، أعطت استطلاعات الرأي التجمع الوطني الديموقراطي نسب تصويت ضئيلة جدًا، ولكن سرعان ما ارتفعت هذه النسب، حيث أظهرت الاستطلاعات قبيل الانتخابات الإسرائيلية بحوالي أسبوع أن قوة التجمع ارتفعت إلى 1.8% لتقترب من نسبة الحسم.
وبحسب نتائج الانتخابات بعد فرز 87% من الأصوات في "إسرائيل"، فقد حصل التجمع على ما نسبته 3.04% من الأصوات العامة، أي أنه اقترب من نسبة الحسم التي بلغت في انتخابات الكنيست الـ25، 3.25% من الأصوات.
تقّدم لدى التجمع
ويقول محمد صبح عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي، "أنجزنا خلال هذه الانتخابات عدة أمور، أهمها تثبيت الخطاب الوطني، وإعادته للواجهة، وتثبيت مقولة التجمع الأساسية وهي أنه لا يوجد حل أو مقايضة الحقوق بالموقف السياسي، وهذا ما أثبتناه".
ويتابع في حديث للجرمق، "استطعنا خلال هذه الانتخابات استعادة دائرة التجمع من قامات وقيادات من الشبان والشابات من أبناء شعبنا، رغم حملة التضليل الموجهة التي خاضها الإعلام الإسرائيلي وبعض منابر الإعلام العربي من خلال تصدير فكرة أن التجمع ضعيف".
ويضيف للجرمق، "التجمع رقم صعب على الساحة السياسية رغم عدم اجتيازه نسبة الحسم، وعاد بشكل قوي على الساحة السياسية في الداخل"، مشيرًا إلى أن التجمع سيجعل هذه النقطة هي الانطلاقة التي سيعمل بها بعد الانتخابات من خلال لجنة المتابعة واللجان الشعبية.
ويقول، "الكثير من قيادات التجمع التاريخية التي قاطعت الانتخابات لمدة من الزمن عادت بقوة للعمل في صفوفه بعد تقديم قائمة التجمع، وهذا يدل على رفضها للتيار السابق الذي كان يعنى بالاندماج بلعبة المعسكرات الإسرائيلي، وبالتالي استفزها هذا الأمر، وكان واضح لهم بأن التجمع لا يقايض على الموقف السياسي وبالتالي هو البديل عن التيار السابق".
ويضيف، "على الرغم من خسارة الانتخابات إلا أن التجمع استطاع تحقيق ربح بعودة كوادر قديمة له، وانضمام عدد من الشباب والشابات له".
ماذا بعد الكنيست؟
ويوضح صبح للجرمق دور التجمع بعد خروجه من البرلمان الإسرائيلي في أعقاب الانتخابات قائلًا، "أحد أذرع العمل لدى التجمع هو العمل البرلماني ولكنه ليس كل شيء، وهيئات التجمع ستجتمع لتقرر آلية العمل دون الكتلة البرلمانية، وسيكون هناك طريقة لاحتواء من انضموا للتجمع خلال الفترة الماضية".
وبدوره، يقول الصحافي سليمان ارشيد للجرمق، "التجمع حقق إنجاز في تغيير المفاهيم، وحظي بالتفاف واسع من قبل جيل الشباب وهذا ظهر في القروقات بين استطلاعات الرأي قبل شهرين وفي النتيجة".
ويقول، "التجمع لم يجتز نسبة الحسم كما هو متوقع، ولكن بضعة آلاف فصلته عن الحسم، خاصة أنه قام بتقديم قائمته بشكل فجائي، كما أنه عانى خلال الأعوام السابقة من تراجع خطابه بسبب انضوائه تحت مظلة القائمة المشتركة ولكنه أعاد ترتيب نفسه بشكل سريع".
ويتابع للجرمق، "برأيي أن التجمع ليس حركة انتخابية وبالتالي لن يتأثر من خسارته بالانتخابات وإنما هو حزب له جماهيريته، وعمره ربع قرن وله كوادره، ويتواجد في الهيئات الفلسطينية بالداخل واللجان".