غيد خطيب..فنانة شابّة تعبر عن الهوية الفلسطينية بتصاميم فنية برموز غير تقليدية


  • الاثنين 6 يونيو ,2022
غيد خطيب..فنانة شابّة تعبر عن الهوية الفلسطينية بتصاميم فنية برموز غير تقليدية
فنانة فلسطينية

تُفردُ الفنانة والمهندسة المعمارية غَيَد خطيب من مدينة الناصرة للتصاميم ذات المضامين الوطنية الفلسطينية زاوية خاصة، تُعبر فيها عن الهوية الفلسطينية للشباب وتحديدًا في أراضي الـ48 من خلال ابتكار تصاميم جديدة غير تقليدية لا تستخدم الرموز والأدوات المُكررة والمستخدمة منذ النكبة.

وتنطلق خطيب في حديثها عن التصاميم الفنية والمضامين الوطنية بأنها تُفضل العمل على تصاميم تستخدم رموزًا جديدة بحيث لا تعتمد على رمز الزيتون أو الصبرة المستخدمة في التصاميم للدلالة على الفلسطيني ومعاناته، قائلة، "يستطيع الفنان الفلسطيني حاليًا الابتعاد عن استخدام الرموز التقليدية، كالسيدة التي ترتدي الثوب الفلسطيني أو صورة القدس والأقصى للتعبير عن الحالة الفلسطينية أو الهوية وإنما يستطيع أن يعبّر عن الحالة الثورية والوطنية بتصميم شخصي نابع من تجربة الفنان الشخصية".

وتتابع في حديث للجرمق أن الشبان الفلسطينيين في أراضي الـ48 يعيشون في أجواء مليئة بالتناقضات، حيث لا يوجد فصل بين الفلسطيني والمحتل في أراضي48 مقارنة بالفصل الموجود في الضفة الغربية أو غزة، إذ أن الشاب الفلسطيني في الـ48 يرى الإسرائيلي في كل مكان ويضطر للعمل معه والدراسة بجانبه، وهذا يمكن عكسه في التصاميم الفنية التي قد تعبّر عن حالة تصدع الهوية والتناقض الذي يعيشه الفلسطيني في الـ48.

"أرى أن الفنان الآن يستطيع أن يعبر من خلال فنه عن توجهات شخصية يعيشها، والتي تعبر عن القضية الفلسطينية الجماعية والتي تعتبر في ذات الوقت قضية فردية، حيث يستطيع الفنان عرض التحديات التي تواجه الفلسطينيين في الـ48 من خلال تجربته الشخصية"، غيد خطيب تقول للجرمق.

التصاميم كاستجابة للحدث

وتقول غيد خطيب إن التصاميم الفنية التي تحوي مضمونًا وطني، تُستخدم للتعبير عن أي حدث في الشارع أو الميدان، حيث يُعتبر التصميم استجابة للحدث، ويمكن إخراجه على شكل كاريكاتير، مؤكدة على أن هناك مساحة وحيز للفنان لكي يعبر عن الحدث بطريقته وأسلوبه وألوانه.

وتتابع للجرمق أنه يمكن التعبير عن الحدث بشكل مباشر بالكاريكاتير، أو نشر الصور والفيديوهات مع إعادة تصميم الخطوط العريضة للعناصر الموجودة في الصورة، أو يمكن التعبير عن الحدث الوطني بشكل غير مباشر، حيث مثلًا يمكن رسم شابة فلسطينية ولكن مع تجريدها من كافة الرموز التقليدية التي تدل على كونها فلسطينية كالثوب الفلسطيني أو الحجاب، وإنما رسمها مع حجر بيدها، حيث بذلك تصبح دلالة "الثورة" هي الحجر.

وترى خطيب أن التصاميم المباشرة التي تعبر عن الحدث نفسه قادرة على الوصول للمشاهدين والجمهور بشكل أكبر من التصاميم التي تعبر عمّا وراء الحدث وبالتالي تحتاج لتحليل فني ولذلك لا تصل لكل المشاهدين.

ثورة العلم الفلسطيني الفنية

ويُمكن ترسيخ رمزية العلم الفلسطيني والاستدلال عليه بتصاميم فنية غير مباشرة، وعرضه بعيدًا عن الشكل التقليدي وبألوانه الأربعة، حيث تقول غيد خطيب إن البطيخة استخدمت خلال هبة أيار2021 للدلالة على العلم الفلسطيني، حيث أن المتابع للأحداث وغير المتابع استطاع التمييز بأنه يراد من البطيخة الاستدلال على العلم.

وتتابع للجرمق أنه الفنانين الفلسطينيين حاليًا يتوجهون لعرض العلم الفلسطيني دون تحديد ألوانه، بحيث يتم رسم شاب أو شابة فلسطينية بيده علم على أن يكون الشاب ملثمًا وبالتالي يُستدل من التصميم أن العلم هو علم فلسطين، حيث يتم استخدامه كأداة بصرية.

"أعتقد أن النهضة الحديثة للفنانين الجدد، تعمل على البحث عن أدوات جديدة لعرض الهوية الفلسطينية ومنها العلم بطريقة جديدة دون الاعتماد على الرموز الواضحة أو المعتمدة منذ النكبة"، متابعة أن الفنان الحديث لم يعد يرى فلسطين كما كانت في فترة النكبة وما بعدها، حيث أن مفهوم الأرض وفلسطين تغيّر لدى الجيل الصغير وبالتالي طريقة عرضه عبر الفن تغيرت، وأصبح كل فنان يُعبر عن القضية بأسلوبه الخاص ويعرضها أيضًا في منصته الخاصة.

وتردف، "أنا كفنانة شابة لاأتفاعل مع رموز الصبرة والزيتونة كرموز للتعبير عن الهوية الفلسطينية، بالرغم من كونها كذلك، وإنما أرى أن صورة الشاب مهمش الوجه والهوية هو الذي يُحاكي العصر ويعرض مشكلة الهوية الفلسطينية لفلسطينيي الداخل المحتل بشكل أدق".

وبالحديث عن المضمون الوطني في الفن، يُمكن إدراج المضامين الوطنية في العمارة الفلسطينية، وذلك عبر إدخال الفن المعماري العربي كالقناطير أو الشبابيك العربية أو المشربيات بطرازها الأصلي البعيد عن الطراز الأوروبي.

وتقول غيد خطيب للجرمق إن إنجاز الفن المعماري بمضمونه الوطني يحتاج لوقت وجهد أكبر من التصاميم لأن المباني تحتاج إلى عدد أشخاص أكبر لإنجاز العمل بينما المصمم يستطيع تصميم ما يريد دون الاعتماد على أحد.

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر