عرابة

صراع بين الفلسطينيين والمستوطنين في عرابة بسبب "بؤرة استيطانية"


  • الأربعاء 25 مايو ,2022
صراع بين الفلسطينيين والمستوطنين في عرابة بسبب "بؤرة استيطانية"
عرابة

أطلقت اللجنة الشعبية في مدينة عرابة البطوف دعوات للتصدي لاقتحامات المستوطنين المقررة يوم غدٍ الخميس لمقبرة الصديق في المدينة، وذلك للاحتفال بما يسمى "لاغ وعومر" وهو أحد الأعياد اليهودية التي يحتفل بها بعض المستوطنين، وينفذون فيه زيارة لبعض القبور "اليهودية".

ودعت اللجنة الشعبية في عرابة للتصدي ومنع إدخال المئات من المستوطنين يوم بعد غد الخميس إلى مقبرة الصديق وفرض سيطرتهم عليها.

ويدعي مستوطنون بأن مقبرة الصديق في عرابة تحتوي على قبرين قديمين ليهود، حيث تأتي دعوات التصدي للاقتحام في أعقاب قيام مجموعات المستوطنين بالاعتداء على مقبرة الصديق بشكل متتال خارقةً اتفاق وقعته مع بلدية عرابة ولجنتها الشعبية يقضي بتنظيم دخولهم للمقبرة وتنظيم زيارتهم لقبور.

اتفاق مع البلدية

وتعد قضية مقبرة الصديق قديمة حديثة، حيث أن جماعات المستوطنين تقتحم المقبرة منذ سنوات وتقوم بالاعتداء على المقبرة وعلى الفلسطينيين الذين يسكنون في المنطقة، بحجة أنهم -أي المستوطنين- يزورون قبور قديمة ليهود مدفونين فيها.

عضو اللجنة الشعبية في عرابة بلال نعامنة، يقول إن البلدية واللجنة الشعبية وقعت قبل أكثر من عام اتفاقًا مع جمعية يهودية تنظم زيارة المستوطنين للمقبرة، مشيرًا إلى أن هذا الاتفاق جاء بعد سلسلة طويلة من الاعتداءات التي كانت جماعات المستوطنين تقوم بها في المقبرة.

ويتابع في حديث للجرمق أن الاعتداءات كانت تتمثل في الصراخ بمنتصف الليل وركن المركبات أمام المقبرة وتسكير الشارع، والاعتداء على ممتلكات السكان والتبول أمام منازلهم.

ويلفت إلى أنه بعد كل تلك التجاوزات جاء يهودي متدين قدم نفسه على أنه مسؤول جمعية يهودية ويريد التعاون من أجل التوصل لاتفاق مع البلدية لتنظيم دخول المستوطنين للمقبرة مقابل ثنيهم عن القيام بهذه الأعمال المشينة.

ويتابع للجرمق أن جماعات المستوطنين وجدوا بأن هذا الاتفاق مدخلًا لهم، ولم يلزموا بأي اتفاق بل تابعوا الاعتداءات على المقبرة، وتوسعوا في ذلك، حيث قاموا بالبدء ببناء مرحاض وأرادوا التوسع حول القبرين لبناء مطلة لهم، الأمر المرفوض لأهالي عرابة لأنه يصادر جزء من المقبرة.

ويوضح أنه إلى جانب هذه التجاوزات لم تتوقف الاعتداءات و"الزعرنات" على الأهالي في المنطقة، إضافة إلى أن المستوطنين واصلوا اعتداءاتهم على قبور المسلمين كون المقبرة إسلامية.

ويضيف للجرمق، "يوم الجمعة الماضي كان هناك تنظيف وصيانة للمقبرة والمستوطنون ظنوا أننا قمنا بتخريب البناء والجزء المخصص لهم..هذا إن اعتبرنا أن لهم شيئًا داخل المقبرة من الأساس".

وعلى إثر دعوات التواجد في المقبرة وتنظيفها ومنع دخول المستوطنين لها قامت الشرطة الإسرائيلية "مسجاف" باعتقال عضوين من اللجنة الشعبية وهما الشيخ مجدي خطيب ومنير كناعنة مؤخرًا بحجة التحريض والاعتداء على المقبرة.

ويتابع للجرمق أن ما يحدث في عرابة مشابه لما يحدث شاعمرو وهو محاولة لإقامة بؤرة استيطانية، كما يحدث أيضًا في الضفة الغربية.

معارضة سابقة للاتفاق

وقبل توقيع الاتفاق المبرم بين بلدية عرابة وجمعية اليهود المتدينين ظهرت أصواتًا معارضة لهذا الاتفاق، حيث يقول ناشط شبابي من عرابة رفض الكشف عن اسمه إن الاتفاق مُرر بحسب رأي الأغلبية في البلدية واللجنة الشعبية في الوقت الذي كان هناك أصواتًا معارضة لأن مخططات الاستيلاء على قبور داخل مقبرة "الصديق" قديمة جدًا منذ عام 1964 حيث أن جماعات المستوطنين حاولت الاستيلاء على مساحة كبيرة منها.

ويؤكد في حديث للجرمق على أن الاعتداءات كانت متواصلة والمخططات لسرقة ومصادرة جزء كبير من المقبرة وليس فقط القبرين كان واضحًا.

ويتابع للجرمق أن ما حدث مؤخرًا يوم الجمعة الماضي هو هدم لما قام المستوطنون ببنائه من عريشة ومدخل حول القبور التي يدعون بأنها ليهود، مشيرًا إلى أن هناك دعوات لبلدية عرابة لإلغاء الاتفاق مع الجمعية.

ومن جانبه، يقول عمر واكد رئيس بلدية عرابة للجرمق إن الاتفاق المبرم بين البلدية والجمعية لم يُفرض على أحد وإنما تمت مناقشته والتداول به وتعديل بنوده من قبل أعضاء بلدية عرابة واللجنة الشعبية.

ويُشير إلى أن هناك جلسة للبلدية للنظر في أمر الاتفاق، حيث هناك خيارات مطروحة بأن يتم إلغاء الاتفاق أو التعديل في بنوده، مؤكدًا على أن الاتفاق كان هدفه تنظيم الزيارات ومنع "الزعرنات" داخل المقبرة الأمر الذي خرقه المستوطنون.

 

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر