هبة الكرامة

المحامون المتطوعون..ظاهرة برزت خلال هبة الكرامة واستمرت

برزت خلال هبة الكرامة في أيار 2021 ظاهرة المحامين المتطوعين وذلك نظرًا لاعتقال عدد كبير من الفلسطينيين في مدن وقرى الـ48، حيث استمرت القوات الإسرائيلية باعتق


  • الثلاثاء 17 مايو ,2022
المحامون المتطوعون..ظاهرة برزت خلال هبة الكرامة واستمرت

برزت خلال هبة الكرامة في أيار 2021 ظاهرة المحامين المتطوعين وذلك نظرًا لاعتقال عدد كبير من الفلسطينيين في مدن وقرى الـ48، حيث استمرت القوات الإسرائيلية باعتقال الفلسطينيين على مدار أسابيع وأشهر في أعقاب هبة الكرامة وبذلك تعدى عدد معتقلي هبة الكرامة 3000 معتقل.

وتجنّد خلال هبة الكرامة مئات المحامين المتطوعين لتقديم استشارات قانونية للمعتقلين قبل بدء التحقيق معهم، وذلك بعد تنفيذ حملات الاعتقالات التي تنوعت ما بين الاعتقال من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية أو اعتقالات من المنازل بعد تفتيشها والعبث بمحتوياتها أو الاعتقالات عن جوانب الطرق ومن المقاهي كما حدث في العديد من المدن الفلسطينية في الـ48.

ووصف محامون ظاهرة التطوع في تقديم الاستشارات القانونية والترافع عن المعتقلين، بأنها واجب إنساني ووطني وأخلاقي في ذات الوقت، مؤكدين على أن تقديم الاستشارات القانونية والعمل القانوني مع المعتقلين في المرحلة الأولى قبل تقديم لوائح الاتهام ليس أمرًا هينًا وإنما احتاج خلال هبة الكرامة الكثير من الجهد.

ووصف المحامي خالد زبارقة ظاهرة التطوع في تقديم الاستشارات القانونية والترافع عن معتقلي هبة الكرامة بأنه شعور بالمسؤولية بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد، قائلًا، "شبابنا عانوا من الظلم الشديد خلال الاعتقال والقمع الذي مارسته عليهم المؤسسة الإسرائيلية الرسمية ولذلك كان من واجب المحامين رفض هذه الممارسات والتطوع للدفاع عن المعتقلين لأن الظلم ترفضه النفس البشرية".

ويتابع زبارقة في حديث للجرمق أنه كان من الضروري تشكيل مجموعات من المحامين المتطوعين للدفاع عن المعتقلين في الوقت الذي كانت فيه المجموعات الإرهابية تعتدي على الفلسطينيين في كل مكان وتقوم الشرطة الإسرائيلية بمساندتها بدلًا من حماية المعتدى عليه، مضيفًا أن جهاز الشرطة في أي دولة بالعالم واجبه أن يحمي الناس أم الشرطة الإسرائيلية لا تقوم بدورها.

وفي السياق يؤكد زبارقة على أن ظاهرة المحامين المتطوعين هي ظاهرة تستحق النسخ وتجربة ناجحة على كل الأصعدة وأهمها الصعيد الإنساني.

المحامي المتطوع..دعم للمعتقل وعائلته

ويقول المحامي محمد الحج أحد المحامين المتطوعين في عكا إن وجود مجموعات المحامين المتطوعين في العديد من القرى والمدن الفلسطينية خلال هبة الكرامة كان له دور كبير في دعم أهالي المعتقلين وعائلاتهم، مضيفًا، "خلال هبة الكرامة فاق عدد المعتقلين في بعض البلدات المئات وكان من الصعب جدًا إرسال محامين من الدفاع العام لمتابعة قضايا المعتقلين.

ويؤكد الحج في حديث للجرمق على أن الفرق بين المحامي المتطوع والمحامي من الدفاع العام أن المتطوع قد يكون مقربًا من عائلات المعتقلين وأهاليهم الأمر الذي يدفعه لطمأنتهم وكذلك أن يكون حلقة الوصل بين المعتقل وعائلته.

ويتابع الحج أن المحامين سلكوا مسار التطوع في تقديم الاستشارات القانونية ومتابعة ملفات المعتقلين قبل تقديم لوائح الاتهام لأن هذا الأمر هو جزء من مساندة أبناء الشعب الواحد حيث قاموا بدورهم الوطني بحسب خبرتهم ومجال عملهم.

ويُشير إلى أن مبادرات المحامين المتطوعين مستمرة حتى الآن، ويتم العمل بها بحسب الاعتقالات، قائلًا، "هناك مجموعة على واتس أب تضم ما يزيد عن 100 محامي لمتابعة قضايا المعتقلين والتنسيق فيما بينهم لاستلام المهام".

ما بعد تقديم لوائح الاتهام

ويقول المحامي خالد زبارقة للجرمق إن عمل المحامين تطوعًا ترّكزفي الفترة قبل تقديم لوائح الاتهام بحق المعتقلين، مؤكدًا على أن النسبة الأكبر من معتقلي هبة الكرامة لم يتم تقديم لوائح اتهام بحقهم وإنما كان يتم اعتقالهم لفترات طويلة ولكن في نهاية المطاف يُطلق سراحهم.

ويلفت أن عمل المحامين المتطوعين كان يتمثل بتقديم الاستشارات القانونية للمعتقلين قبل الدخول للتحقيق ومتابعة تمديد اعتقالهم، مشيرًا إلى أنه بعد تقديم لوائح الاتهام لا يستطيع المحامون متابعة الملفات تطوعًا لأنها قد تأخذ وقتًا طويلًا يستمر لسنوات.

ويُشير إلى أنه بعد تقديم لوائح الاتهام لبعض المعتقلين، تولى المحامون أمر الملفات بأجور منخفضة عن الأجور التي يتقاضونها عادةً في الملفات والقضايا المشابهة، لافتًا إلى أنه في بعض المدن والقرى الفلسطينية في الـ48 كانت اللجان الشعبية والنشطاء يستنفروا لمساعدة عائلات المعتقلين بجمع تبرعات لدعمهم خاصة في أجور المحامين.

ويتفق المحامي محمد الحج مع زبارقة، حيث يؤكد على أن المحامين المتطوعين كانوا يتابعون الملفات حتى يتم تقديم لوائح اتهام بحق المعتقل، مشيرًا إلى أن الجزء الأكبر والأعظم من معتقلي هبة الكرامة لم يتم تقديم لوائح اتهام بحقهم وبهذا يكون المحامون قد ترافعو عن مئات أو آلاف المعتقلين تطوعًا.

ويتابع للجرمق أن بعض المحامين الذين تابعوا الملفات بعد تقديم لوائح الاتهام في ملفات معتقلي هبة الكرامة قاموا بتحديد أجور أقل من الأجور المعتادة للتخفيف على العائلات والمعتقلين ودعمهم.
 

ويلفت إلى أن أن عمل المحامين لم يقتصر على قاعات المحاكم ومحطات الشرطة الإسرائيلية وإنما اعتمد المحامون المتطوعون أسلوب توعية الأهالي والشبان الفلسطينيين حول الاعتقالات ومجريات التحقيق وتعريف كل شخص حقوقه داخل المعتقل.

وفي السياق، أثنى الناشط منهل حايك أحد النشطاء الذين تجندوا للتواصل مع المحامين والتشبيك بينهم وبين أهالي المعتقلين خلال هبة الكرامة على دور المحامين المتطوعين، مؤكدًا على أن الشعب الفلسطيني متكاتف على كل الأصعدة.

ويقول حايك للجرمق إن المحامين المتطوعين تواجدوا على مدار أسابيع داخل أروقة المحاكم وفي محطات الشرطة لإعطاء الاستشارات القانونية للمعتقلين قبيل التحقيق، مشيرًا إلى أن ظاهرة المحامين المتطوعين جزء من حالة الالتحام بين أبناء الشعب الواحد.

ويضيف، "المحامون جزء من حركة الشعب، هناك من يكتب الشعار السياسي وهناك من يكتب البيان ومن يتظاهر، وهناك من يدافع عنهم جميعًا كالمحامي أو من يسعفهم..وكلٌ يقوم بدوره الوطني بما يناسب مع عمله".

وحول أهمية الاستشارات القانونية التي كان المحامون المتطوعين يقدمونها للمعتقلين فور اعتقالهم يقول حايك إن الاستشارات تعود بالفائدة على المعتقلين خاصة وأن غالبيتهم لم يمروا سابقًا بتجربة الاعتقال، والجزء الأكبر منهم قاصرين أو معتقلين لم يتعدوا 19 عامًا.

ويتابع أن الاستشارة القانونية لا تحمي المعتقل فقط على المستوى القانوني وإنما يعتبر المحامي المقدم لهذه الاستشارة المتنفس الوحيد للمعتقل قبل دخول للتحقيق وحلقة الوصل بينه وبين أهالي المعتقلين، لافتًا إلى أن عمل المحامين المتطوعين ليس قانوني فقط بس ونفسي ومعنوي.
 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر